إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً وتصدر تحذيرات لموانئ يمنية
عواصم ـ وكالات ـ أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، اعتراض صاروخ أُطلق من الأراضي اليمنية بواسطة جماعة الحوثي، ما تسبب في انطلاق صفارات الإنذار في عدد من المناطق الإسرائيلية، وسط تصاعد حدة التوتر الإقليمي.
وقال الجيش في بيان رسمي:”تم اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن بعد انطلاق صفارات الإنذار في عدة مناطق داخل إسرائيل”.
ولم يشر البيان إلى وقوع إصابات أو أضرار، لكنه أكد أن الدفاعات الجوية كانت في حالة تأهب قصوى.
في تطور لافت، أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيراً رسمياً لإخلاء ثلاثة موانئ يمنية، هي رأس عيسى، والحديدة، والصليف، مشيراً إلى أن هذه المواقع تُستخدم من قبل جماعة الحوثي لشن هجمات، مما يُنذر باحتمالية استهدافها مستقبلاً.
تصريحات وتحذيرات متبادلة
يأتي هذا الحادث بعد أيام من تصاعد لهجة التهديد الإسرائيلية ضد الحوثيين، حيث توعّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأسبوع الماضي، بأن تل أبيب سترد “بقوة” على أي اعتداء حوثي يستهدف أراضيها أو مصالحها.
ورغم إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قبل نحو أسبوعين، عن وقف إطلاق نار شامل في اليمن تضمن وقف الغارات الأمريكية على مواقع الحوثيين عقب ما وصفه بـ”استسلام الجماعة”، إلا أن مسؤولين إسرائيليين شددوا على أن إسرائيل ليست جزءاً من هذا الاتفاق.
وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، أن إسرائيل لم تُبلغ مسبقاً بقرار واشنطن وقف القصف على الحوثيين، مشدداً على أن تل أبيب ستواصل استهداف مواقع حوثية تهدد أمنها.
في المقابل، قال عبد المالك العجري، عضو المكتب السياسي للحوثيين، إن “إسرائيل ليست طرفاً في اتفاق وقف إطلاق النار مع الأميركيين”، مما يترك الباب مفتوحاً لمزيد من التصعيد المباشر بين الطرفين.
أبعاد إقليمية
يرى مراقبون أن اعتراض الصاروخ الحوثي يمثل تصعيداً جديداً في إطار التوترات المتزايدة في البحر الأحمر والقرن الإفريقي، حيث تنشط جماعة الحوثي في استهداف الملاحة الإسرائيلية، خصوصاً منذ اندلاع الحرب في غزة، وما تبعها من إعادة تموضع استراتيجي للقوات الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة.
ويأتي هذا التصعيد وسط حالة من الغموض بشأن مستقبل التهدئة في اليمن، في ظل غياب اتفاق شامل يشمل كافة الأطراف المتداخلة، ووجود انقسامات واضحة بين المواقف الأمريكية والإسرائيلية.