ترامب يطالب الشرع بالتطبيع مع إسرائيل وطرد “الإرهابيين الفلسطينيين” وتحمّل مسؤولية مراكز احتجاز داعش
الرياض ـ وكالات ـ في خطوة مفاجئة تعكس تحولاً جذريًا في الموقف الأميركي من الأزمة السورية، طلب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع تطبيع علاقات بلاده مع إسرائيل، وطرد ما وصفهم بـ”الإرهابيين الفلسطينيين”، وذلك خلال أول لقاء رسمي بين رئيس أميركي وزعيم سوري منذ نحو ربع قرن.
وجرى اللقاء على هامش قمة قادة الخليج المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض، في اليوم التالي لإعلان ترامب رفع العقوبات الأميركية المفروضة على دمشق، وهو القرار الذي أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الدولية.
لقاء ثلاثي بدعم سعودي – تركي
وبحسب مسؤولة في البيت الأبيض تحدثت لوكالة فرانس برس، عُقد الاجتماع بمشاركة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وحضور افتراضي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واستمر لأكثر من نصف ساعة.
وخلال الاجتماع، دعا ترامب القيادة السورية إلى الانضمام إلى اتفاقات التطبيع مع إسرائيل، في ما يمكن اعتباره توسيعًا لمبادرة “اتفاقات أبراهام” التي أطلقت خلال ولايته السابقة. كما طالب الشرع بـ”ترحيل الجماعات الفلسطينية المسلحة” التي طالما اعتُبرت حلفاء للنظام السوري، وعلى رأسها حماس، الجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية – القيادة العامة.
تطبيع مقابل رفع العقوبات
جاء هذا اللقاء مباشرة بعد إعلان ترامب رفع العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية المفروضة على سوريا، والتي استمرت لعقود بفعل السياسات القمعية لنظام بشار الأسد ودوره في الحرب الأهلية والملف الكيماوي.
ويُنظر إلى ربط التطبيع مع إسرائيل بإعادة تأهيل سوريا إقليميًا ودوليًا كخطوة قد تُحدث تحولات استراتيجية في خارطة التحالفات في الشرق الأوسط، لا سيما مع انفتاح دول عربية على استعادة العلاقات مع دمشق في السنوات الأخيرة.
مسؤولية “داعش” والتفاهمات الأمنية
وبحسب بيان البيت الأبيض، حث ترامب الرئيس الشرع على تحمّل مسؤولية مراكز احتجاز تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في شمال شرق سوريا، والتي تضم الآلاف من عناصر التنظيم وعائلاتهم. وشدد على ضرورة منع أي فراغ أمني يمكن أن يُستغل لعودة التنظيم مجددًا.
ردود فعل سورية حذرة
ورحّب وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني باللقاء، وكتب على منصة “إكس” مرفقًا صورة للرئيسين:”نشارك هذا الإنجاز مع شعبنا السوري الذي قدّم تضحيات جسيمة من أجل عودة سوريا إلى مكانتها الطبيعية… والآن بدأنا العمل من أجل سوريا العظيمة”.
بدورها، أصدرت وزارة الخارجية السورية بيانًا وصفت فيه اللقاء بـ”التاريخي”، دون أن تتطرق إلى مسألة التطبيع مع إسرائيل أو ترحيل الفصائل الفلسطينية، في ما قد يُفسَّر كمحاولة للموازنة بين متطلبات المرحلة الانتقالية والحساسية الشعبية والسياسية حيال العلاقة مع إسرائيل.
خلفية تاريخية
يُذكر أن سوريا، منذ حكم حافظ الأسد ثم بشار الأسد، تبنّت موقفًا داعمًا للقضية الفلسطينية، واستضافت على أراضيها فصائل المقاومة المسلحة، ما جعلها في مواجهة دائمة مع إسرائيل. ولم تُجرِ دمشق أي مفاوضات علنية مع تل أبيب منذ انهيار مفاوضات واي بلانتيشن عام 2000.
لكن التحولات الإقليمية والضغوط الاقتصادية والسياسية التي تعرضت لها سوريا طوال سنوات الحرب، دفعت أطرافًا دولية وإقليمية لمحاولة إدماجها مجددًا في النظام الإقليمي ضمن صفقة شاملة تشمل التطبيع مع إسرائيل.