السلايدر الرئيسيشرق أوسط

ماكرون ينتقد سياسات إسرائيل في غزة ويصفها بـ”المخزية” ونتنياهو يتهمه بدعم حماس

عواصم ـ يورابيا ـ وكالات ـ في سابقة دبلوماسية لافتة، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الفرنسي إيمانوي ماكرون بدعم حركة “حماس”، وذلك رداً على تصريحات ماكرون التي وصف فيها سياسة إسرائيل في قطاع غزة بأنها “مخزية وغير مقبولة”. ويأتي هذا الاشتباك الكلامي العلني ليكشف حجم التصدعات في العلاقات بين تل أبيب وبعض العواصم الأوروبية، خصوصًا في ظل التدهور الإنساني المتسارع في القطاع.

خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة TF1 الفرنسية، أطلق ماكرون تصريحات شديدة اللهجة ضد الحكومة الإسرائيلية، قائلاً:”نصف مليون شخص في غزة يواجهون خطر الجوع… وما يفعله نتنياهو مخزٍ”.
وأضاف أن “منع إسرائيل دخول المساعدات، بما فيها المساعدات الفرنسية، أمر غير مبرر ويزيد من الكارثة”، كما أشار إلى أنه زار الحدود بين مصر وغزة ووصف المشاهد بأنها “من أسوأ ما رآه”.

ماكرون، الذي تجنب وصف ما يجري بـ”الإبادة” مؤكدا ان هذه وظيفة المؤرخين، حمّل نتنياهو مسؤولية مباشرة عن الوضع الإنساني، داعيًا الأوروبيين إلى إعادة النظر في اتفاقات التعاون مع إسرائيل وفرض عقوبات مشددة في حال استمرار السياسة الحالية.

رد رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يتأخر، إذ وصف تصريحات ماكرون بأنها “دعم ضمني لحماس”، مضيفًا أن مثل هذه التصريحات “تشجع الإرهاب وتضر بمحاولات إطلاق سراح الرهائن”.

وأكد نتنياهو أن “إسرائيل ماضية في حربها حتى تحقيق أهدافها الثلاثة: تحرير الرهائن، وتفكيك قدرات حماس العسكرية والإدارية، وضمان ألا تمثل غزة تهديداً لإسرائيل مرة أخرى”.

ورغم أن اتهام رئيس دولة غربية كبرى بدعم “منظمة إرهابية” يمثل تصعيداً دبلوماسياً حادًا، إلا أنه يعكس أيضًا تضاؤل الدعم الغربي غير المشروط لإسرائيل الذي كان سائداً في الأسابيع الأولى من الحرب.

يُنظر إلى تصريحات ماكرون على أنها جزء من تحول أوسع في مواقف أوروبا تجاه الحرب في غزة. فمع تصاعد أرقام الضحايا المدنيين وتردي الأوضاع الإنسانية، بات من الصعب على الحكومات الغربية الاستمرار في تقديم دعم غير مشروط لإسرائيل.

ويرى مراقبون أن الخطاب الأوروبي تجاه إسرائيل آخذ بالتغير، مدفوعاً بمشاهد المجاعة والدمار غير المسبوقة في غزة، وضغوط الرأي العام المحلي في أوروبا. تصريحات ماكرون تمثل ذروة هذا التحول، ورد نتنياهو عليها يكشف عن حالة ارتباك وقلق في المؤسسة السياسية الإسرائيلية من تصاعد العزلة وفقدان التأييد الدولي.

وما بين اتهامات بـ”دعم حماس” وانتقادات بـ”ممارسة الإبادة”، دخلت العلاقات الفرنسية الإسرائيلية نفقاً مظلماً، قد ينعكس على شكل علاقات إسرائيل ببقية أوروبا في قادم الأيام، خاصة مع اقتراب مواعيد انتخابية حاسمة في كل من بروكسل وباريس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى