سلمى البناني السيدة الأولى في المغرب الأميرة الغائبة
من فاطمة الزهراء كريم الله
الرباط- يورابيا- من فاطمة الزهراء كريم الله – عادت الأميرة لالة سلمى، الزوجة السابقة للعاهل المغرب الملك محمد السادس، لتخطف الأنظار من جديد خلال الأيام القليلة الماضية، بعد التقاط صور لها خلال تواجدها بجزيرة ميكانوس اليونانية رفقة ابنها الأمير مولاي الحسن وابنتها الأميرة لالة خديجة. حيث شوهدت الأميرة، وهي تتجول في أزقة الجزيرة اليونانية رفقة أبنائها بإطلالتها الصيفية.
الأميرة الغائبة
كان قد شكل زواج الأميرة من الملك محمد السادس، صيف عام 2002 نقطة تحول في تاريخ الملكية المغربية، والذي انتهى بصمت غير مفسر في 2018، خصوصا خلال غيابها عن سرير الملك، الذي كان يخضع لعملية جراحية في باريس بسبب اضطراب نظم القلب، و غيابها عن الفعاليات العامة لعدة سنوات. بدأت تدريجيًا شائعات الطلاق تنتشر.
عادت لالة سلمى للظهور في جزيرة ميكونوس باليونان، رفقة ابنيها، ولي العهد الأمير مولاي الحسن والأميرة لالة خديجة. بابتسامتها المعهودة على الشاطئ، وشعرها لا يزال مبللاً من غطسة في البحر، ملفوفاً بمنشفة استحمام.
وبحسب موقع “فانيتاتيس” الإسباني، فإنه لا توجد صور لـ للا سلمى منذ طلاقها من ملك المغرب، موضحاً أنه بعد الانفصال، استغرق الأمر أكثر من عام لرؤية الملكة السابقة ووالدة ولي العهد مرة أخرى، في أبريل 2019، حيث كانت بعض الصور قد أظهرتها في عشاء مع ابنتها وبعض الأصدقاء في ساحة جامع الفنا في مراكش، وبعد تلك الصور شوهدت وهي تزور عابرة مستشفى أو تفتتح معرضاً في الرباط.
في الوقت الذي كانت تروج فيه الشائعات لأكثر من عامين عن غيابها بأنها محتجزة ولا يمكنها رؤية أطفالها، أصدر الزوجان الملكيان السابقان بحسب الموقع ذاته، بيانًا ونفيا فيه كل الشائعات وذكرا أنهما والدا مراهقين، كما تمّ توزيع بعض الصور لـ للا سلمى بصحبة نجلها الأكبر الذي كان آنذاك 16 عاماً والأميرة للا خديجة الأصغر من شقيقها بعامين في نيويورك في أثناء التسوق.
و التقطت للأميرة صورا في أكتوبر 2017، عندما حضرت المؤتمر العالمي لمنظمة الصحة العالمية حول الأمراض غير المعدية في مونتيفيديو، أوروغواي، وبعدها بفترة وجيزة، افتتحت متحف إيف سان لورين في مراكش.
سلمى البناني
ولدت سلمى البناني، في فاس عام 1977 ، تنتمى لإحدى العائلات العريقة في فاس، أصولها من المرينيين الأندلسيين العبدلاويين من عقب السلاطين الموحدين ملوك المغرب والأندلس.
كان والدها أستاذاً في جامعة فاس وتوفيت والدتها وهي في الثالثة من عمرها، وتربت في كنف جدتها في حي شعبي بمدينة الرباط، تابعت دراستها بتفوق إلى أن حصلت على دبلوم مهندسة الدولة في المعلوميات.
لقاء الملك بالساندريلا
كان أول لقاء لسلمى البناني بملك المغرب في عام 1999، عندها كان لا يزال وليًا للعهد في مجموعة “أونا “، التي كانت تقضي فيها فترة تدريب ميداني في الهولدينغ الملكي. فتم التعارف بين الملك و المهندسة الشابة عن طريق معارف مشتركين (فهي قريبة زميل دراسة سابق للملك وطبيبه).
ليتم الاعلان عن خطوبتهما رسميا في أكتوبر عام 2001، كانت مفاجأة حقيقية لشعب المغربي عندما تم الكشف عن هويتها.
الأميرة التي كسرت تقاليد القصر
تزوّج محمد السادس بسلمى البناني، والتي تصغره بـ14 عامًا، في مارس 2002، لتدخل الى القصر الملكي بالرباط بحفل أسطوري.
لم تكن سلمى البناني، من الطبقة الأرستقراطية. في الوقت الذي كانت تفرض فيه التقاليد أن يتزوج رئيس الدولة امرأة من قبيلة بربرية، لتعزيز الروابط بين الحكومة والأقاليم المغربية.
لأول مرة تحمل زوجة الملك لقب “الأميرة”، وهو ما أكسبها لقب “أميرة الشعب” أو حتى “سندريلا “. ورغم أنها كانت عادةً ما تحجب عن الأنظار، ما أتيح للشعب لأول مرة اكتشاف طقوس زواج الملك الذي تم مخالفا الطقوس المعهودة وأعراف المجتمع المغربي. فما كان حديث الخاصة والعامة على حد سواء سوى عن هذا الزواج الأشبه بقصص ألف ليلة وليلة.
كسر زواجها من محمد السادس العديد من التقاليد، حيث كانت الزوجة الأولى التي يتمّ تقديمها لوسائل الإعلام على النمط الغربي، وركزت على واجباتها الرسمية، بما في ذلك سفيرة النوايا الحسنة لمنظمة الصحة العالمية، حيث تمّ تقديم دور السيدة الأولى في المغرب، و وعملت الأميرة كمضيفة في استقبال القادة الأجانب، مثل ملوك إسبانيا، وحضرت تتويج وليام الهولندي وعرس دوقات كامبريدج
تخلّى العاهل المغرب عن تعدد الزوجات، وهو أحد أكثر التقاليد رسوخًا في النظام الملكي المغربي، حيث أصبح له زوجة واحدة وهو ما يعتبر قراراً تاريخياً.
أميرة الموضة
الأميرة كانت مرجعاً للموضة التقليدية والعصرية في البلاد، من خلال ظهورها بالقفاطين التقليدية المليئة بالتطريز بالإضافة إلى ذلك، المجوهرات الفخمة التي كانت ترتديها. ولعل تصنيف الأميرة للا سلمى في مقدمة الاستفتاءات المتعلقة بالأناقة، يجعلها مرجعا للأناقة في الملتقيات العالمية، ما جعل أزياءها تكتسي طابعا عالميا، جمع بين ميل الغربيات لأزيائها العصرية وبين العربيات اللواتي وقعن في غرام قفاطينها المخملية.
وشهد لها بأنها إمرأة متعلّمة تعليماً عالياً وطبيعية جداً ومتعلمة كونها تتحدث ثلاث لغات الفرنسية والإنجليزية والإسبانية، وأنها أيضاً مستقلة جداً.