اعتقالات في ألمانيا وسويسرا.. مخطط تخريبي لصالح روسيا يتكشف
عواصم ـ وكالات ـ في تطور جديد يكشف عن اتساع رقعة الحرب الاستخباراتية في أوروبا، أعلنت السلطات القضائية الألمانية اليوم الثلاثاء إلقاء القبض على ثلاثة أشخاص في ألمانيا وسويسرا، للاشتباه في تورطهم في مخطط تخريبي يستهدف البنية التحتية الألمانية لصالح روسيا.
ووفق بيان صادر عن الادعاء العام الاتحادي في كارلسروه، فإن الموقوفين كانوا يخططون لشن هجمات تفجيرية وحرائق متعمدة تستهدف خطوط السكك الحديدية المخصصة لنقل البضائع، وهي منشآت بالغة الأهمية لدعم الإمدادات العسكرية والاقتصادية، خصوصاً في ظل استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا.
تجنيد لصالح موسكو
وتشير التحقيقات إلى أن المشتبه بهم أجروا اتصالات مع جهات تعمل لصالح الاستخبارات الروسية، وأعربوا صراحة عن استعدادهم لتنفيذ عمليات تخريبية داخل الأراضي الألمانية.
ويعتقد المحققون أن هذه الأعمال تأتي ضمن جهود ممنهجة من قبل موسكو لتقويض الدعم الغربي لأوكرانيا، في وقت تواجه فيه روسيا تحديات في تجنيد جواسيس محترفين داخل أوروبا، بسبب العقوبات الغربية الصارمة وتزايد الحذر الأمني.
أهداف عسكرية وصناعية
وبحسب ما ورد في لائحة الاتهام، فإن أحد المتهمين ناقش بشكل مباشر مع عميل روسي تنفيذ عمليات ضد منشآت صناعية وبنية تحتية حساسة، بما في ذلك مواقع تُستخدم من قبل الجيش الألماني لنقل مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا. وتعد هذه الهجمات، إذا تم تنفيذها، محاولة واضحة لـعرقلة الدعم العسكري الأوروبي لكييف.
ليست الحادثة الأولى
تأتي هذه الاعتقالات بعد سلسلة من القضايا المشابهة في الأشهر الماضية. ففي ديسمبر الماضي، تم اتهام ثلاثة مواطنين مزدوجي الجنسية (ألمانية-روسية) بالتجسس لصالح موسكو، ضمن ما وصفته السلطات الألمانية حينها بأنه “أكبر اختراق أمني روسي منذ الحرب الباردة”.
رد فعل أمني متصاعد
وتشير هذه التطورات إلى تصعيد في الأنشطة التخريبية المدعومة من روسيا داخل الاتحاد الأوروبي، وتحديدًا في ألمانيا التي أصبحت هدفًا متكررًا بسبب دورها المحوري في دعم أوكرانيا عسكريًا واقتصاديًا.
وفي تعليق على الاعتقالات، قال مصدر أمني ألماني إن أجهزة الاستخبارات تراقب شبكات التجنيد الروسية عن كثب، وسط مخاوف من تكرار سيناريوهات التخريب والهجمات الإلكترونية على نطاق أوسع.