بنغلادش: تعليق تسجيل حزب الشيخة حسينة ومنعه من خوض الانتخابات المقبلة
دكا – وكالات ـ أعلنت لجنة الانتخابات في بنغلادش تعليق تسجيل حزب رابطة عوامي، الذي تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة، ما يعني فعلياً حرمانه من الترشح في الانتخابات العامة المقبلة.
وقال الأمين العام للحزب أختر أحمد في تصريحات للصحافيين مساء الاثنين، إن وزارة الداخلية “حظرت كافة أنشطة الحزب”، الأمر الذي دفع لجنة الانتخابات إلى اتخاذ قرار بتعليق تسجيله رسمياً، مشيراً إلى أن القرار “يمنع رابطة عوامي من المشاركة في أي استحقاق انتخابي”.
الانتخابات بين ديسمبر 2025 ويونيو 2026
من جهته، أعلن محمد يونس، الحائز على جائزة نوبل للسلام ورئيس الحكومة المؤقتة، أن الانتخابات العامة ستُجرى إما في ديسمبر/كانون الأول المقبل، أو في موعد أقصاه يونيو/حزيران 2026. وتولى يونس رئاسة الحكومة الانتقالية بعد فرار الشيخة حسينة إلى المنفى في الهند، إثر اقتحام محتجين القصر الرئاسي منتصف عام 2024.
مذكرة توقيف ضد حسينة بتهم خطيرة
ولا تزال الشيخة حسينة، التي قادت البلاد لأكثر من 15 عاماً (2009–2024)، في منفى اختياري في الهند. وقد أصدرت السلطات في دكا مذكرة اعتقال بحقها بتهم ارتكاب “جرائم ضد الإنسانية” و”مذابح جماعية”، في أعقاب حملة أمنية عنيفة شنتها حكومتها لقمع احتجاجات شعبية خلال يوليو/تموز 2024، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 1400 شخص، بحسب تقارير الأمم المتحدة.
ردود فعل وتحذيرات إقليمية
وأثار القرار بردود فعل خارجية، حيث وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية راندهير جيسوال حظر الحزب بأنه “مثير للقلق”، مشيراً إلى أن الهند كانت حليفاً استراتيجياً لحكومة حسينة طوال فترة حكمها.
حزب تاريخي.. ونهاية مرحلة
يُعد حزب رابطة عوامي أقدم الأحزاب السياسية في البلاد، إذ لعب دوراً محورياً في حركة الاستقلال عن باكستان في عام 1971. وكان قد تعرض للحظر في مناسبات سابقة، سواء في عهد النظام العسكري الباكستاني بقيادة يحيى خان، أو لاحقاً عندما أسس الشيخ مجيب الرحمن، والد الشيخة حسينة، نظام الحزب الواحد في عام 1975.
ويأتي قرار تعليق الحزب في وقت بالغ الحساسية، حيث تمر البلاد بمرحلة انتقالية معقدة، وسط مخاوف من فراغ سياسي قد يتسبب في اضطرابات جديدة ما لم تُجرَ الانتخابات في أجواء شفافة وشاملة.