نتنياهو: نعمل على إيجاد بلدان تستقبل سكان غزة ولا وقف للحرب .. والجيش “سيدخل بكل قوته”
القدس ـ وكالات ـ في تصريحات جديدة تؤكد إصرار إسرائيل على المضي في عمليتها العسكرية داخل قطاع غزة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الثلاثاء إن الجيش “سيدخل غزة بكل قوته” خلال الأيام المقبلة، مشدداً على أنه لا يرى أي سيناريو يتم فيه وقف الحرب الدائرة منذ أشهر.
وفي مقطع مصوّر بثه مكتبه، أشار نتنياهو إلى أن حكومته تعمل على “البحث عن دول يمكنها استقبال سكان من غزة”، في إشارة إلى خطط مطروحة لإعادة توطين الفلسطينيين خارج القطاع – وهي التصريحات التي وُوجهت بانتقادات دولية واسعة النطاق.
لا إطلاق سراح مقابل وقف إطلاق نار
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الإفراج الأخير عن الجندي الأميركي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر، الذي كان محتجزاً لدى حركة حماس، لن يكون “مقابل” وقف لإطلاق النار أو إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية، رافضاً أي ربط بين هذه الملفات.
وتأتي هذه التصريحات في وقت توجه فيه وفد إسرائيلي إلى العاصمة القطرية الدوحة، لاستئناف مباحثات غير مباشرة مع حماس بوساطة أميركية وقطرية، لبحث صفقة محتملة تشمل تبادلاً للأسرى. وكان مسؤولان في حماس أكدا، في وقت سابق، أن المفاوضات مستمرة مع واشنطن، مع الإشارة إلى وجود “تقدم” في بعض الملفات، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.
خطة إسرائيلية مثيرة للجدل
وكانت إسرائيل قد أعلنت في وقت سابق عن خطة لإعادة “السيطرة الكاملة” على قطاع غزة، تتضمن، ضمن بنودها، تشجيع السكان على مغادرة القطاع “طوعاً” إلى دول ثالثة، وهي الخطط التي أثارت استنكاراً من منظمات حقوقية وأطراف دولية، اعتبرتها محاولات لترحيل جماعي غير قانوني.
وفي السياق الميداني، أطلقت القوات الإسرائيلية مؤخراً عملية عسكرية موسعة تحت اسم “عربات جدعون”، تهدف إلى التوغل البري والسيطرة على مناطق إضافية داخل القطاع المحاصر. غير أن الحكومة الإسرائيلية أعلنت أمس تعليقاً مؤقتاً للعملية، بالتزامن مع زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة، دون توضيح ما إذا كان التعليق مرتبطاً بوساطة سياسية أو اعتبارات أمنية مؤقتة.
سياق متوتر ومفتوح
يأتي هذا التصعيد في وقت تمر فيه الجهود الدولية لإبرام هدنة دائمة في غزة بحالة من الجمود، رغم التحركات المتقطعة من أطراف إقليمية ودولية، وعلى رأسها قطر والولايات المتحدة ومصر، سعياً لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.
ورغم الدعوات المتكررة من الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية إلى وقف فوري للقتال، تصر الحكومة الإسرائيلية على استمرار العمليات العسكرية حتى “تحقيق أهدافها الأمنية”، وفي مقدمتها القضاء على البنية التحتية العسكرية لحركة حماس، وفق ما تعلنه رسمياً.