بابا الفاتيكان الجديد يدعو لتعزيز الحوار مع اليهود وسط فتور في العلاقات مع إسرائيل
الفاتيكان – وكالات ـ وجّه البابا ليو الرابع عشر، أول بابا أمريكي المولد في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، رسالة إلى الجاليات اليهودية حول العالم، عبّر فيها عن رغبته في تعزيز الحوار والتعاون بين الكنيسة الكاثوليكية والشعب اليهودي، وذلك في خطوة تهدف إلى تهدئة التوترات التي ألقت بظلالها على العلاقة بين الفاتيكان وإسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة عام 2023.
وجاءت رسالة البابا موجهة إلى الحاخام نعوم مارانز، المسؤول عن العلاقات بين الأديان في اللجنة اليهودية الأمريكية، الذي نشر نص الرسالة على منصة “إكس” (تويتر سابقاً) مساء الاثنين.
وقال البابا في رسالته:
“أتعهد بمواصلة وتعزيز الحوار والتعاون بين الكنيسة الكاثوليكية والشعب اليهودي، مسترشداً بقيم الاحترام المتبادل والبحث المشترك عن السلام”.
حضور رمزي مرتقب في قداس التنصيب
وبحسب مصدر مطلع من داخل الفاتيكان، من المقرر أن يشارك الحاخام مارانز في قداس تنصيب البابا الجديد يوم الأحد، إلى جانب ما لا يقل عن 12 من رجال الدين اليهود من مختلف دول العالم. ولم يُعرف بعد ما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية سترسل مسؤولين لحضور المناسبة، في ظل البرود الذي يشوب العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين مؤخرًا.
توتر على خلفية موقف الفاتيكان من حرب غزة
وكانت العلاقات بين الفاتيكان والحكومة الإسرائيلية قد دخلت في نفق من التوتر بعد سلسلة من التصريحات التي أدلى بها البابا الراحل فرنسيس، والتي اعتبرتها تل أبيب منحازة ضد إسرائيل. وكان فرنسيس قد تساءل في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 عمّا إذا كانت العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة ترقى إلى “إبادة جماعية”، في واحدة من أكثر تصريحاته جرأة بشأن الحرب.
وعند وفاته الشهر الماضي، اقتصرت مشاركة إسرائيل في جنازة البابا فرنسيس على تمثيل سفيرها لدى الفاتيكان يارون سايدمان، وهو ما فسّرته مصادر دبلوماسية حينها على أنه رسالة سياسية واضحة تعكس امتعاض الحكومة الإسرائيلية من مواقف البابا الراحل.
رمزية الخطوة ومغزاها
وتحمل رسالة البابا ليو الرابع عشر إلى اليهود رمزية قوية، لا سيما أنها تأتي في مستهل حبريته وفي وقت حساس تشهد فيه العلاقة بين الأديان توتراً على خلفية أحداث سياسية وعسكرية.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تشكّل بداية جديدة لمسار الحوار بين الكرسي الرسولي والجاليات اليهودية، في محاولة للفصل بين المواقف السياسية الطارئة والعلاقات الدينية العريقة التي تطورت منذ وثيقة “نوسترا أيتاتي” التي أصدرها المجمع الفاتيكاني الثاني عام 1965، والتي شكّلت منعطفاً في العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية واليهودية.