السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا

مطالب داخل جبهة البوليساريو تدعو إلى تنحية ابراهيم الغالي عن قيادة الجبهة

من فاطمة الزهراء كريم الله

الرباط ـ يورابيا – من فاطمة الزهراء كريم الله ـ في الوقت الذي يستعد فيه قادة البوليساريو إحياء الذكرى الثانية والخمسين لتأسيس الجبهة، اعلن مجموعة من الأطر الصحراوية داخل المخيمات وخارجها بوثيقة تطالب فيها بانتخاب قيادة جديدة الجبهة. متهمين القيادة الحالية بتحويل المشروع التحرري إلى ما يشبه شركة عائلية مغلقة تتوارث المناصب وتوزع الامتيازات، في ظل عزلة قاتمة وأفق مسدود وعطالة سياسية لا يجاريها سوى ثقل الشعارات المشروخة والمتكررة.
قال الموقعون على الوثيقة، التي جاءت بعنوان “عريضة مفتوحة إلى النخب الوطنية وكافة الجماهير الصحراوية”، من بينهم مدراء مركزيين وسفراء وأطر جامعية وصحافيين، : إن “الوقت حان لتسليم المشعل، وقطع الطريق على “جيل الخلود في القيادة”، معتبرين أن “المشروع الوطني”تحول إلى ما يشبه مسرحية مكررة، يعاد فيها توزيع الأدوار نفسها تحت إضاءة خافتة وبجمهور ملّ المشاهدة”.
و ردد الموقعون على الوثيقة : “الإصلاح الآن أو السقوط لاحقا”، محذرين من أن الاستمرار في سياسة الإنكار والمناورة لن يؤدي سوى إلى مزيد من القطيعة بين القيادة وقواعدها، وتفاقم معاناة الساكنة بالمخيمات القابعة على الأراضي الجزائرية أمام خيارات ضيقة ومستقبل غامض.

جبهة “البوليساريو” تفقد بوصلتها

يرى مراقبون أن الوثيقة تمثل مؤشرا واضحا على بداية تصدع داخل جبهة البوليساريو، بسبب توالي الجمود السياسي في السنوات الأخيرة، مشيرين إلى أن الرسالة التي حملتها العريضة ليست مجرد نداء إصلاحي، بل هي إنذار حقيقي بسحب ما تبقى من شرعية تنظيمية من قيادة لم تعد تعبر عن تطلعات القواعد.
جاء هذا العضب بعد مقتل شابين صحراويين على يد قوات الجيش الجزائري بمخيم الداخلة شرقي تندوف في إثارة موجات من الغضب في صفوف ساكنة المخيمات التي تديرها البوليساريو بتفويض جزائري، مُتجاوزة حدود التنديد المعتاد إلى مطالبة مباشرة بالثورة ضد النظام القمعي الذي أسسه إبراهيم غالي داخل هذه المخيمات. معلنون تبرؤهم من قيادة الجبهة الانفصالية التي اتهموها بترهيبهم وتهميشهم، داعين أبناء القبائل داخل المخيمات إلى الانتفاضة ضد عصابة غالي، وإلى المغادرة الفورية للمخيمات في اتجاه مناطق أخرى.
وطالبوا من المنظمات والجمعيات الحقوقية التي طالبت الأمم المتحدة، من خلال المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بتحمل مسؤوليتها في حماية اللاجئين الصحراويين وضمان سلامتهم فوق أراضي كان من المفترض أن يتمتعوا فيها بالحماية المستحقة وفقًا للقوانين الإنسانية الدولية.
ويأتي هذا الحراك تزامنا مع عودة عبد القادر طالب عمر إلى مخيمات تندوف، بعد إنهاء مهامه كممثل للبوليساريو لدى الجزائر، وترقيته إلى عضوية المكتب الدائم للأمانة الوطنية للجبهة.

دعم دولي لمبادرة الحكم الذاتي ومغربية الصحراء

لا زال يحصد مقترح الحكم الذاتي، الذي تقدم به المغرب سنة 2007. أعلنت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، في بيان لها، دعمها للجهود التي تبذلها المملكة المغربية من أجل التوصل إلى حل سلمي ومستدام لقضية الصحراء، في إطار قرارات مجلس الأمن الدولي. مشددة على أهمية الحوار البنّاء بين الأطراف المعنية، تحت إشراف الأمم المتحدة، معربة عن أملها في التوصل إلى حل توافقي سريع.
و في جلسة نقاش برلمانية عقدت يوم الثلاثاء 1 أبريل الجاري بغرفة العموم البريطانية أثيرت قضية الصحراء المغربية مجدداً عبر سؤال وجهه النائب المحافظ أندرو ميتشل، إلى وزير الخارجية ديفيد لامي، حيث تساءل عما إذا كانت الحكومة البريطانية ستتبنى موقفاً مشابها للولايات المتحدة وفرنسا في دعم مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب كحل للنزاع المفتعل.

هذا و جددت الولايات المتحدة عن طريق وزير خارجيتها ماركو روبيو، دعم بلاده لسيادة المغرب على الصحراء الغربية خلال لقائه مع نظيره المغربي ناصر بوريطة في واشنطن. دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء الغربية، ما دفع الجزائر للرد على الموقف الأمريكي الذي “يفترض أنها تحترم القانون الدولي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى