السلايدر الرئيسيشرق أوسط

غزة على شفا المجاعة وسط تصعيد عسكري إسرائيلي يستهدف منشآت طبية وأمنية

غزة – وكالات ـ  حذّرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من أن سكان قطاع غزة بأكملهم باتوا عرضة لخطر مجاعة شديدة، في ظل استمرار الحرب، وتشريد واسع النطاق، وقيود خانقة على دخول المساعدات الإنسانية، في وقت يتواصل فيه القصف الإسرائيلي الذي طال منشآت طبية وأمنية، مخلفًا شهداء ودمارًا واسعًا.

وقالت الأونروا في بيان نُشر اليوم الثلاثاء إن “عائلات كثيرة نزحت مرارًا وتكرارًا، ولم تعد قادرة على تأمين احتياجاتها الأساسية”، مؤكدة أن رفع الحصار بات ضرورة إنسانية عاجلة للسماح بوصول الغذاء والمساعدات إلى أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في ظروف غير مسبوقة من البؤس والجوع.

على الأرض، واصلت القوات الإسرائيلية تصعيد عملياتها الجوية، حيث استهدفت فجر اليوم مجمع ناصر الطبي في مدينة خانيونس، ما أدى إلى مقتل ثلاثة فلسطينيين، من بينهم الصحفي حسن عبد الفتاح اصليح، إلى جانب إصابة عدد من الكوادر الطبية. وقالت وزارة الصحة إن القصف ألحق دمارًا جسيمًا بأقسام حيوية من المستشفى، بينها وحدة الحروق.

في السياق نفسه، أعلنت وزارة الداخلية في غزة استشهاد العميد أحمد القدرة، مدير شرطة مكافحة المخدرات وعضو مجلس قيادة الشرطة، إثر غارة استهدفت منزله بخانيونس. وقالت الوزارة إن “الشهيد ظل يؤدي مهامه حتى اللحظات الأخيرة من حياته رغم الحرب”، متهمة إسرائيل بالسعي لإرباك الأمن الداخلي من خلال استهداف القيادات الأمنية.

وفيما وصفت سلطات غزة هذه الهجمات بأنها “انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني”، زعم الجيش الإسرائيلي أن ضرباته استهدفت مراكز تابعة لحماس “داخل المنشآت المدنية”، مؤكدًا استخدام “ذخائر دقيقة” ومحاولة تقليل الخسائر في صفوف المدنيين – وهو ما نفته الحركة.

وتأتي هذه التطورات في ظل تحذيرات متزايدة من انهيار النظام الصحي بالكامل، وعدم قدرة المستشفيات على استقبال مزيد من الجرحى، وسط نقص حاد في الأدوية والمعدات، واستمرار انقطاع التيار الكهربائي بشكل شبه تام في معظم أنحاء القطاع.

ويُذكر أن هذه الموجة من التصعيد تتزامن مع جهود وساطة تقودها الولايات المتحدة ومصر وقطر لإحياء محادثات التهدئة، خاصة بعد إعلان كتائب القسام إطلاق سراح جندي إسرائيلي-أمريكي، في خطوة فسّرها مراقبون بأنها إشارة إيجابية لتحريك ملف وقف إطلاق النار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى