العالم

بولندا تغلق القنصلية الروسية في كراكوف وتتهم موسكو بتدبير “عملية تخريبية” ضد مركز تجاري والكرملين يرد

وارسو ـ وكالات ـ ي تصعيد جديد للتوترات المتنامية بين وارسو وموسكو، أعلنت بولندا، الإثنين 12 مايو 2025، عن إغلاق القنصلية الروسية في مدينة كراكوف، متهمة الاستخبارات الروسية بالوقوف خلف عملية تخريبية أدّت إلى حريق ضخم دمّر مركز “ماريفيلسكا” للتسوق في العاصمة وارسو العام الماضي.

وأعلن وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي القرار عبر منصة “إكس”، مؤكداً أن القرار يأتي على خلفية “أدلة تثبت تورط المخابرات الروسية في تنفيذ العمل التخريبي المشين”، مضيفاً برسالة مباشرة إلى موسكو: “نعلم ما تقومون به، ونحن نرفضه ونتخذ الخطوات المناسبة”.

إغلاق جديد بعد سلسلة إجراءات مماثلة

سيكورسكي أشار أيضاً إلى أن هذا الإجراء ليس الأول من نوعه، مذكّراً بأنه سبق وأمر بإغلاق القنصلية الروسية في مدينة بوزنان (غرب بولندا) العام الماضي عقب ما وصفه بـ”إجراء تضليلي” من الجانب الروسي. وأوضح المتحدث باسم الخارجية البولندية، باول ورونسكي، أن ممثلاً دبلوماسيًا روسيًا سيُستدعى اليوم لتسليمه مذكرة دبلوماسية رسمية بشأن الإغلاق.

الكرملين يرد: “اتهامات لا أساس لها”

في المقابل، رفض الكرملين الاتهامات البولندية واعتبرها “عدائية وغير مبررة”. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، إن “بولندا تختار العدوانية والعداء تجاه روسيا”، مضيفاً أن القرار “يندرج ضمن منطق تدمير العلاقات الثنائية المتدهورة أصلاً”.

توترات متصاعدة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا

منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، اتخذت بولندا، بوصفها من أبرز حلفاء كييف في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، موقفًا متشددًا تجاه موسكو، وتقول إنها تتعرض منذ ذلك الحين لمحاولات متكررة للتخريب وشنّ هجمات سيبرانية وأعمال عنف منسوبة إلى الاستخبارات الروسية.

ويأتي القرار البولندي الأخير بعد تصريحات لرئيس الوزراء دونالد توسك، أكد فيها أن الحريق الضخم الذي اندلع في مايو الماضي في مركز “ماريفيلسكا”، والذي يضم نحو 1400 متجرًا صغيرًا، أغلبها مملوك لأعضاء الجالية الفيتنامية، كان “عملية إجرامية من تدبير المخابرات الروسية الخاصة”.

موسكو تتوعد بـ”رد مناسب”

من جهتها، توعّدت وزارة الخارجية الروسية بالرد، إذ قالت المتحدثة الرسمية باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، إن “وارسو تواصل تقويض العلاقات الثنائية بشكل متعمّد”، مؤكدة أنه “سيتم اتخاذ رد مناسب في وقت قريب على هذه الإجراءات غير المسؤولة التي تتعارض مع مصالح الشعب البولندي نفسه”.

مشهد معقد

التحركات البولندية تأتي ضمن سياق أوسع من التوتر الأوروبي الروسي، حيث تتصاعد المخاوف من أنشطة تجسسية وتخريبية تنفذها موسكو على أراضي الاتحاد الأوروبي، وسط دعوات أوروبية لزيادة التنسيق الأمني والتصدي لحرب الظل التي تُتهم روسيا بخوضها في العمق الأوروبي.

في ظل هذا التصعيد، يبدو أن العلاقات البولندية الروسية مقبلة على مزيد من التدهور، مع استمرار تبادل الاتهامات واتساع رقعة الإجراءات الدبلوماسية العدائية من كلا الطرفين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى