أقلام مختارة

بعد «هولوكوست غزة»… ترقبوا «نتفليكس فلسطين»: النشامى مع باكستان… وفي قاعدة التنف «كوكتيل مخاطر»

*بسام البدارين

قد تقلب «طوبة»، وسط ركام غزة فتجد مراسل «الجزيرة» أنس الشريف تحتها.
لاحقا يمكنك التجول في أقسام مستشفيات بلا وقود أو زيارة محطة ضخ مياه قصفتها طائرات «هولاكو» العصر الحديث.
يمكنك أيضا العبور إلى مزرعة دواجن، خالية حتى من «ريشة» أو بقايا مقهى شعبي محطم وجرحى يتألمون في الشوارع وشهداء لا يجدون من ينقلهم.
عبر الكاميرا، التي يحملها زميلنا «الاستشهادي الفدائي» أنس الشريف، ومن تبقى من طاقمه يمكنك التدقيق بتلك «الخيبة» التي تعيشها «الأمة» كلها عند استراق «لقطة مصورة» عبر «الجزيرة» في طبيعة «الأواني» التي يحملها الجوعى وهم يلوحون بتلك الخيبة لتذكيرنا كم نحن مهزومون وأدعياء.
طفل يحمل عبوة بلاستيك. امرأة تلوح بسطل صغير، وطفلة جائعة خذلها زعماء العرب تتقدم بطبق ألمنيوم، فيما الخجل أكوام في مشاهد «الجزيرة» ويتحول إلى «ميراث قومي».
أي غفران يرتجى بعد كل تلك المهزلة؟

«نتفليكس» فلسطينية

الإجابة صعبة، لكن الأهم أمنية باتت شخصية: حبذا لو تمكن بطلنا المهني الانتحاري أنس الشريف من النجاة، حتى نستطيع بمعيته  تزويد محطة نتفليكس الفلسطينية الجديدة التي يتم تأسيسها حاليا في واشنطن بمحتوى يليق بالمجزرة والتضحيات.
كاميرا أنس الشريف تحولت إلى «شاهد وحيد» على الجريمة بعدما قتلت طائرات العدو أكثر من 220 زميلا لنا في غزة وحدها وما يفعله هذا الشاب يستحق «أكاديمية» في تعليم وتدريب فنون المراسل الحربي.
ندعو بالعمر الطويل للفتى ورفاقه حتى يكمل مسلسل «فضح المجرم».
نعم لدينا اليوم «هولوكوست» فلسطيني في غزة ينبغي أن يعتذر العالم لضحاياه.
ويستوجب على كل مجرم أن لا يفلت من العقاب، حتى ولو بتهمة «الصمت».. تلك مهمة نخبة الشباب الذين يعملون الآن على تأسيس شبكة فلسطينية، خاصة  على غرار «نتفليكس» المفعمة ببرامج تمجد «السوبر الأمريكي» أو تبالغ في تضخيم ما تعرض له اليهود قبل أن  يسمح لهم الكون بتنفيذ المذبحة والإبادة على أرض فلسطين.

بندقية «بوكيمون» وكوكتيل مخاطر

لا يعرف الأردني شيئا محددا عن ما يسمى بـ«قوات أحمد العودة» أو «اللواء الثامن».
وما نفهمه من مداخلة موثوقة لخبير الاستخبارات العسكرية نضال أبو زيد أن تلك المجموعة المسلحة أقرب إلى «بندقية بوكيمون»، والمعنى أنها تستطيع تبديل ولائها،  فقد عملت مع الروس في البادية السورية ثم مع تشكيلات داعش، ولاحقا مع مجموعات إيرانية شيعية، ثم رفضت الانضمام لجيش الرئيس أحمد الشرع، ولم تشتبك مع أي طرف إسرائيلي.
في تحذيره الأخير المتلفز على شاشة فضائية «عمان» نفهم من الخبير أبو زيد أن تلك البندقية يمكنها أن تتحول إلى «تهديد أمني للحدود والخاصرة الأردنية» إذا ما قرر الرئيس دونالد ترامب حقا سحب القوات الأمريكية من منطقة «التنف» الصحراوية، حيث يلعب الداعشي مع الروسي مع الإيراني وبرفقة الإسرائيلي في تلك المنطقة الخطرة.
يفترض أن تنسحب حقا القوات الأمريكية من الكتف الصحراوي للحدود بين الأردن وسوريا والعراق، بعدما انسحبت فعلا من شرقي سوريا.
إذا ما حصل ذلك سنعيش مجددا أجواء «كوكتيل الجهاد والإرهاب» مع الكباب على الطريقة المصرية.. ما يهمنا فهم رسالة الخبير أبو زيد والانتباه لما يقوله الرجل لأنه «يقرأ العمليات» من مصادرها الأمريكية والإسرائيلية والغربية، ويمثل صوتا مستقلا ومهنيا نقترح الإصغاء إليه.
عمليا، ما يمكن استنتاجه أن المنطقة لم تعد مصابة بداء «سيولة إستراتيجية» فقط، بل أصبحت أقرب إلى «صحن شوربة» غير مستقر على أي طاولة، رغم أن بعض المتخابثين اقترحوا على» الجزيرة» ومن باب خفة الظل صيغة «هلل يا دويري» على الطريقة «الهندية» بعد تزايد مؤشرات الحرب الطازجة بين الباكستان والهند.
طبعا الجمهور الأردني «يشجع الفريق الباكستاني» بدون معرفة التفاصيل، ويستذكر فقط من الهند أنها أرسلت «كتيبة مقاتلة مستأجرة» في غزة لصالح العدو الإسرائيلي مع أن أحد المعلقين في قناة «المملكة» المحلية  ألمح إلى أن اليمين الإسرائيلي هو الذي اقترح ومول وساند الهجمات الهندية.

«النشامى» مع باكستان

« النشامى» موقفهم واضح و«غزة» أصبحت المعيار اليتيم والأساسي لقياس أي موقف، وفي أي وقت، وبصرف النظر عن الجغرافيا.
ذلك درس كل ما نتمناه على فضائية «رؤيا» المحلية أن تقرأه جيدا، وهي تعيد تكرار الوجوه والأسماء علينا في البث المباشر، كلما طب «كوز الخواجات» في «إبريق الفخار الوطني».

 *مدير مكتب «القدس العربي» في عمان

عن صحيفة القدس العربي اللندنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى