السلايدر الرئيسيكواليس واسرار

في مشهد نادر بسوريا… متظاهرون دروز في السويداء يهتفون لحياة نتنياهو ويهاجمون النظام وحلفاءه 

من معتز خليل

 

لندن – يورابيا – من معتز خليل ـ في تطور غير مألوف على الساحة السورية، وثّق الإعلام الإسرائيلي مظاهرة حاشدة خرجت في مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية جنوب سوريا، رُفعت خلالها شعارات غير مسبوقة، من بينها هتافات مؤيدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في حين ندد المتظاهرون بالحكومة السورية والرئيس السوري الشرع وايران وحركة حماس وتركيا. 

وقد تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو نشره الصحفي الإسرائيلي روعي كايس، المتخصص في الشؤون العربية في هيئة البث الإسرائيلية “كان”، يظهر فيه حشد من أبناء الطائفة الدرزية في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، وهم يهتفون بشعارات مناهضة للنظام السوري، كما وجهوا تحية إلى الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، وعبّروا عن “حبهم واحترامهم لنتنياهو”، واصفين إياه بأنه “القائد الأكبر في العالم”، بحسب ما ورد في الفيديو. 

 

صدى إسرائيلي واسع وتحليلات سياسية 

الفيديو الذي نشره الصحفي كايس، إلى جانب حساب “ساهر الإخباري” الإسرائيلي، وهو حساب مختص في متابعة الشأن العربي وانعكاساته على إسرائيل، أثار تفاعلاً واسعًا داخل الأوساط الإسرائيلية. واعتُبر بمثابة “حدث رمزي” يحمل دلالات سياسية وثقافية بالغة التعقيد، خاصة أن الطائفة الدرزية، في سوريا كما في لبنان، عُرفت تقليديًا بمواقف وطنية حذرة من الانخراط في محاور خارجية. 

ويرى مراقبون أن هذا المشهد يعكس حالة الغضب العارم في الجنوب السوري، حيث تعاني مدينة السويداء من تهميش اقتصادي وأمني منذ سنوات، ما جعلها مركزًا دائمًا للاحتجاجات السلمية التي تميزت حتى الآن بوضوح في مطالبها ورفضها للسلطة المركزية في دمشق. 

الشيخ موفق طريف… حلقة الوصل الرمزية بين دروز إسرائيل وسوريا 

تحية المتظاهرين إلى الشيخ موفق طريف لم تكن من قبيل الصدفة، إذ يُنظر إليه كمرجعية روحية تحظى باحترام كبير بين أبناء الطائفة الدرزية في سوريا وإسرائيل. ويؤدي طريف أدوارًا دينية واجتماعية محورية في توطيد الروابط بين دروز الداخل والخارج، ما يجعل ذكر اسمه في المظاهرة رسالة رمزية للتماسك الدرزي العابر للحدود. 

ومع ذلك، فإن المديح العلني لرئيس الحكومة الإسرائيلية، في خضم حرب غزة، وتوترات إقليمية عالية الحساسية، أثار تساؤلات عن دوافعه، ومدى تعبيره عن رأي قطاع أوسع من الدروز في سوريا، أم أنه مجرد فعل احتجاجي ضد الحكومة السورية وداعميها. 

 

مشهد غير مسبوق في ساحة مشتعلة 

المظاهرة، بكل ما حملته من شعارات، تكشف عن واقع جديد في جنوب سوريا، حيث لم تعد الاحتجاجات تكتفي بالمطالب الاقتصادية أو الإصلاحية، بل باتت تتحدى علنًا رموز السلطة ومحورها الإقليمي، حتى وإن كان ذلك باستخدام أدوات صادمة أو رمزية، مثل الهتاف لخصوم دمشق التاريخيين. 

في النهاية، قد تكون هذه الرسائل التي صدرت من ساحة الكرامة في السويداء نقطة تحول في طريقة التعبير في مناطق محددة، أو مجرد لحظة استثنائية تُعبّر عن غليان شعبي. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى