السلايدر الرئيسيكواليس واسرار

هل تراجعت سمعة طائرة “رفال” الفرنسية وتفوقت عليها الأسلحة الاليكترونية الصينية واسقطتها في باكستان 

لندن ـ يورابيا ـ من سعيد سلامة ـ  في ليلة السادس إلى السابع من مايو، قد تكون غارة جوية نفذتها نيودلهي على مواقع يشتبه في أنها تابعة للمسلحين في منطقة البنجاب الباكستانية قد وجهت ضربة للطائرة الفرنسية الشهيرة “رافال”.  

حيث تعرضت على الأقل طائرتان من سلاح الجو الهندي، هما رافال وميج 2000، للهجوم بواسطة الطائرات الاعتراضية الباكستانية وتم إسقاطهما، بحسب آخر الإحصائيات التي قدمها ضباط فرنسيون رفيعو المستوى.  

هذا الفشل أثار قلقًا في أوساط القيادة العسكرية في كل من نيودلهي وباريس بشأن نقطة استراتيجية هامة: ماذا لو كانت الطائرات الحربية الصينية من طراز “J-10C”، التي زعمت باكستان أنها تستخدمها، قد تمكنت من إبطال فعالية نظام الحرب الإلكترونية في طائرات الرافال، وخاصة نظام “سبيكترا”? 

وتؤكد مصادر في نيودلهي أنه يتم حاليًا تحليل سجلات CEBus (أو بطاقات SIGINT) لأنظمة “سبيكترا” على متن سرب طائرات الرافال الهندي.  

في وزارة القوات المسلحة الفرنسية، يعمل متخصصون في الحرب الإلكترونية من مركز الخبرة الجوية العسكرية الفرنسية (CEAM) في فريق “EPIGE” لتدريب وبرمجة الحرب الإلكترونية على دراسة هذا الموضوع منذ ثلاثة أيام. بحسب مصادرنا، طلبت الهند من الخبراء في EPIGE تحليل سجلات CEBus الخاصة بالطائرات الهندية،حسبما ذكر موقع “انتجلنس اون لايين”.  

نقاط الضعف في نظام “سبيكترا” 

يُعد نظام “سبيكترا” الذي طورته شركتا “تاليس” و”إم بي دي إيه” من بين أهم مميزات طائرة الرافال.  

ويعتمد هذا النظام الإلكتروني على ثلاث طبقات من الكشف والتشويش والتلاعب التلقائي باستخدام الذكاء الصناعي على متن الطائرة، مع القدرة على تصنيف وحياد التهديدات في الوقت الفعلي. لكن، قد تكون الظروف الكهرومغناطيسية التي أحدثتها طائرات J-10CE الباكستانية، المزودة بوحدات تشويش KG600 وأجهزة رادار TPS-77 من شركة لوكهيد مارتن بالإضافة إلى الطائرات بدون طيار، قد تجاوزت حدود “تحمل” النظام، بحسب ما أشار إليه مؤثرون عسكريون باكستانيون عبر الإنترنت. 

قد تكون شدة وتنوع إشارات التشويش والترددات المودولة التي استخدمتها الأنظمة الصينية قد أربكت فلاتر التعرف التلقائي على التهديدات في نظام “سبيكترا”، مما أخر تفعيل إجراءات الدفاع. كما أشار العديد من المصادر داخل القوات الجوية والفضاء الفرنسية إلى إمكانية وجود انقطاعات متقطعة في روابط البيانات وعدم القدرة على تحديد الأهداف بدقة في “ضباب” الإلكترونيات الذي تسببت فيه الطائرات الباكستانية. 

وتشير تقارير متعددة وخبراء عسكريون إلى أن الطائرات الهندية أُسقطت بصاروخ صيني من نوع PL-15 جو- جو طويل المدى (اعتماداً على تحليل لصور بقايا الصاروخ) كانت تحمله طائرة حربية باكستانية صينية الصنع دخلت مسرح العمليات لأول مرة ويعتقد بشدة أنها من طراز (J-10) بحسب ما صرح مسؤولان أمريكيان لوكالة “رويترز”، وهو ما عده خبراء عسكريون إنجازاً كبيراً للصناعة الحربية الصينية.   

من يتحمل المسؤولية؟ 

يُعتبر نظام “سبيكترا” فعالًا إذا كان مزودًا ببيانات إلكترونية حول خصائص الطائرات والصواريخ المعادية.  

ومع ذلك، فإن الطيارين الهنود يتدربون على أنظمة الحرب الإلكترونية باستخدام “سبيكترا” عبر العسكريين الفرنسيين استنادًا إلى قواعد بيانات فرنسية عن الإشارات الصادرة عن الطائرات المعادية، ولكن هذه القواعد تحتوي على معلومات قليلة جدًا عن المعدات الصينية. من المفترض، في نظرية، أن تقوم الدولة المستفيدة (الهند) بتكوين قاعدة بيانات إلكترونية خاصة بها حول المعدات التي تهمها. ربما لم تجمع سلاح الجو الهندي ما يكفي من بيانات الاستخبارات الإشارية (SIGINT) حول الطائرات الصينية في الأسطول الباكستاني كي يتمكنوا من خداعها في الوقت المناسب. 

وتزداد الإحراجات بالنظر إلى أن هذه المهمة تم الإعداد لها مسبقًا من الجانب الهندي. بينما يصعب على الجيش الفرنسي الوصول إلى أنظمة الهند، ويظل الجيش الهندي صامتًا حول هذا الموضوع.  

الصاروخ الصيني PL-15  

يقول خبراء من مراكز أبحاث معنية بشؤون التسليح إن الصاروخ PL-15 هو واحد من أحدث الصواريخ الصينية التي أدرجتها باكستان في مقاتلاتها الحديثة ويرى محللون عسكريون أنه أثبت فعالية شديدة فاجأت الخبراء العسكريين حول العالم. 

وركزت منشورات عدة على وسائل التواصل الاجتماعي على أداء الصاروخ جو-جو من طراز (PL-15) الصيني في مقابل صاروخ جو-جو الأوروبي من طراز (ميتيور Meteor)، الذي تحمله الرافال والموجه بالرادار ومن إنتاج مجموعة MBDA الأوروبية. وإلى الآن لم يرد أي تأكيد رسمي على استخدام هذه الأسلحة. 

وبحسب خبراء عسكريين ومواقع متخصصة في الدفاع فإن PL-15 هو صاروخ جو-جو قياسي موجه بالرادار النشط، وكان الهدف منه في البداية أن يضاهي أداء صاروخ جو-جو المتقدم متوسط المدى AIM-120D (AMRAAM) الأمريكي الصنع. صُمم الصاروخ الصيني للحمل الداخلي على أن تحمله في البداية المقاتلات الشبحية تشنغدو J-20 وشنيانغ J-35، ويتميز بزعانف مقصوصة مميزة لتقليل أبعاده. وقد ظهرت نسخة أخرى، مُحسّنة بشكل أفضل للحمل الداخلي أيضاً   

جناح الصين العسكري في السماء الباكستانية 

طائرة “J-10C”، التي دخلت الخدمة في الصين عام 2018 وتم تسليمها إلى باكستان في 2022 بنسختها المخصصة للتصدير J-10CE، لم تعد مجرد طائرة متعددة المهام. فقد تم تصميمها بواسطة شركة “تشينغدو” لصناعة الطائرات، وهي مزودة من قبل مختبرات مجموعة “CETC” الصينية، وتضم هيكلًا متكاملًا للحرب الإلكترونية يشمل رادار AESA، وأنظمة الكشف السلبي، وتدابير مضادة للرادار، بالإضافة إلى التشويش الاتجاهي عبر وحدة التشويش KG600 الخارجية. 

وفي العمليات، تم تصميم طائرة J-10CE الباكستانية كوسيلة متكاملة للشبكات. من خلال التنسيق بين التشويش، والرادار، وروابط البيانات التكتيكية، يمكنها تحييد أو إرباك أجهزة الاستشعار المعادية، تشويش الروابط اللاسلكية، أو إنشاء طُعم إلكتروني لتحويل رؤوس التوجيه الصاروخي.  

مواجهة صناعية في السماء  

وراء هذه المواجهة، هناك أيضًا صراع صناعي. تعتمد الرافال على نظام فرنسي مثبت وموثوق: “داسو” للإطار الجوي، و”تاليس” للإلكترونيات، و”سافران” للمحركات (بما في ذلك محرك M88، الذي ظهر في فيديو موثق لطائرة رافال تم إسقاطها وتداوله على وسائل التواصل الاجتماعي). وهي جزء من شبكة هندية تضم طائرات رادار Netra AEW&C، وطائرات Su-30MKI المرافقة، وتغطية الأقمار الصناعية GSAT. 

من ناحية أخرى، قامت الصين بنشر كامل قوتها من التكامل المدني العسكري. تطور شركة CETC مكونات الحرب الإلكترونية، ووحدات التشويش، وأنتينات رادار AESA. وقد أضافت جامعات “شيان”، “نانجينغ” و”بكين” خوارزميات الذكاء الصناعي للتعرف على الإشارات إلى أنظمة الطائرة J-10C، مما يجعلها أكثر استجابة في مواجهة التدابير المضادة الكهرومغناطيسية. 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى