لندن ـ يورابيا ـ من معتز خليل ـ في مشهد غير مسبوق على جبل العرب، وتحديدًا في محافظة السويداء جنوب سوريا، رفعت
مجموعة من أبناء الطائفة الدرزية لافتات باللغة العبرية تطالب بـ”حماية دولية” اليوم السبت، في إشارة واضحة إلى تفاقم الأوضاع الأمنية والمعيشية في المنطقة التي تشهد اضطرابات متصاعدة منذ أشهر.
اللافتات التي عرضها روعي كايس وهو صحفي بارز في إسرائيل، لم يقتصر على المطالب فقط، بل تضمنت أيضًا صورة الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، إلى جانب علم الطائفة الدرزية وقد طُبع عليه رمز نجمة داوود
هذا المشهد ترك صدى قويًا، ليس فقط داخل سوريا، بل أيضًا بين أبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل ولبنان والعالم.
رفع اللافتات بالعبرية لم يكن صدفة.
إنها رسالة مباشرة ومفتوحة موجهة إلى الدروز في إسرائيل، الذين تربطهم روابط دم ودين مع إخوتهم في سوريا. تقول الرسالة ضمنًا: “نحن في خطر، وأنتم القادرون على مد يد العون.”
ومنذ بداية الحرب السورية، حاول دروز السويداء الحفاظ على نوع من الحياد، لكن التدهور الأمني والاقتصادي دفع بالعديد منهم إلى الخروج في مظاهرات، بعضها ذو طابع اجتماعي، وأخرى تحمل مطالب سياسية. وفي الآونة الأخيرة، تصاعدت الأصوات المطالبة بالحماية، خاصة في ظل تزايد الفلتان الأمني وتراجع قبضة الدولة المركزية.
وجود “نجمة داوود” إلى جانب علم الطائفة هو أكثر من مجرد رمز؛ هو تعبير عن القرب الثقافي والديني من الدروز في إسرائيل، ولكنه أيضًا إشارة صريحة موجهة إلى تل أبيب: أن الحماية قد لا تأتي فقط من المجتمع الدولي، بل ربما من الدولة العبرية نفسها، التي يعيش فيها أكثر من 140 ألف درزي.