الاردن يعتقل رئيس حملة المقاطعة وناشط نقابي انتقد ترامب ورئيس السلطة الفلسطينية بقانون الجرائم الاليكترونية
لندن ـ يورابيا ـ وكالات ـ وقفت السلطات الأردنية مساء الأربعاء الناشط والنقابي والكاتب السياسي الدكتور أحمد زياد أبو غنيمة، إثر منشورات قديمة على منصات التواصل الاجتماعي، اعتُبرت “مسيئة” للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وللسلطة الفلسطينية في رام الله.
وبحسب ما كشفه شقيقه المحامي محمد أبو غنيمة، فإن عملية الاعتقال تمت أثناء سير شقيقه في أحد شوارع العاصمة عمان، حيث اقتادته الأجهزة الأمنية إلى أحد المراكز للتحقيق، دون توجيه استدعاء مسبق.
جاء ذلك فيما اتهمت حملة المقاطعة “BDS الأردن” السلطات الأردنية بممارسة تضييق متصاعد على المشاركين في الحراك الشعبي الداعم لقطاع غزة وآخره باعتقال منسقها حمزة خضر، على خلفية منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت الحملة في بيان إن الاعتقال يشكل انتهاكًا صارخًا للحقوق الأساسية المكفولة للمواطنين الأردنيين، وعلى رأسها حرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي، وهي حقوق نص عليها الدستور الأردني وأقرتها المواثيق الدولية.
وانتقدت استخدام “النصوص الفضفاضة” في قانون الجرائم الإلكترونية لقمع التعبير المشروع عن المواقف السياسية، مشددة على أن ذلك لا يتنافى فقط مع التزامات الأردن الدولية في مجال حقوق الإنسان، بل يعمق فجوة الثقة بين المواطنين والدولة، ويقوض الحريات العامة.
وذكرت الحملة أن التضامن مع الشعب الفلسطيني، ورفض التطبيع، والتعبير عن المواقف الوطنية تجاه قضايا الأمة، ليست تهديدًا للأمن أو النظام العام، بل ممارسات حضارية تعبّر عن وعي سياسي ناضج يجب صونه لا محاربته.
وطالبت بالإفراج الفوري عن الناشط حمزة خضر وكافة معتقلي الرأي، وإسقاط جميع التهم الموجهة إليهم، داعية إلى إعادة الاعتبار للحق في حرية التعبير والتجمع السلمي بما يتماشى مع قيم العدالة والكرامة الإنسانية.
وأكدت أن تبني الموقف الشعبي الرافض للتطبيع والداعم لفلسطين هو مسؤولية وطنية، وضرورة لحماية مصالح الأردن وهويته.
ودعت الحملة إلى اتخاذ خطوات عملية تشمل وقف التبادل التجاري مع الاحتلال، وطرد المنظمات ذات الصلة بالتطبيع، وتبني مواقف سيادية واضحة على الساحة الدولية تجاه جرائم الاحتلال.
وكانت الأجهزة الأمنية في الأردن اعتقلت الثلاثاء الماضي مسؤول حملة “BDS الأردن” لمقاطعة الاحتلال الناشط الشبابي حمزة خضر على خلفية نشاطاته في دعم قطاع غزة.
وأفادت وسائل إعلام أردنية بأن قوة أردنية اختطفت الناشط خضر واقتادته إلى جهة مجهولة للتحقيق معه.
الأردن يلاحق منتقدي ترامب
وأوضح المحامي في منشور على فيسبوك أن سبب التوقيف يعود إلى تهم تتعلق بمخالفة المادة 122 من قانون العقوبات الأردني، والتي تنص على معاقبة من يقوم بـ”تحقير دولة أجنبية أو جيشها أو علمها أو شعارها الوطني علنًا”، أو “القدح أو الذم أو التحقير العلني لرئيس دولة أجنبية أو وزرائها أو ممثليها السياسيين”.
وسخر المحامي من هذا الإجراء بقوله إن “تطبيق هذه المادة يفترض وجود شكوى شخصية من دونالد ترامب نفسه”، مؤكدًا أن التهم مرفوعة باسم الحق العام وليس استنادًا إلى شكوى مباشرة.
جدل شعبي واسع وانتقادات لحرية التعبير
وأثار اعتقال الدكتور أبو غنيمة ردود فعل واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر ناشطون أن ما جرى يمثل انتهاكًا واضحًا لحرية الرأي والتعبير في الأردن، خصوصًا في ظل الأوضاع الإقليمية المتفجرة.
وكتب الناشط تحسين المصري: “ألا يحق لنا انتقاد ترامب؟ وهو من شجع الاحتلال الإسرائيلي على ارتكاب المجازر في غزة”.
فيما سخرت الناشطة انتصار الرجوب قائلة: “إذا كان النقد لترامب يوجب السجن، فثلثا الأردنيين يستحقون الاعتقال”.
حبس منتقدي ترامب وصمت رسمي
ولم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة الأردنية حتى الآن، حول أسباب الاعتقال أو حيثيات التحقيق.
ويأتي هذا الحادث وسط تصاعد الغضب الشعبي الأردني من الدعم الأمريكي غير المحدود لإسرائيل في عدوانها المستمر على غزة، والذي أودى بحياة آلاف المدنيين، وتسبب في مجاعة غير مسبوقة.