حقوق إنسان

تركيا: حجب حساب عمدة إسطنبول المسجون أكرم إمام أوغلو على منصة “أكس” لأسباب أمنية

أنقرة ـ وكالات ـ أقدمت السلطات التركية، اليوم الخميس، على حجب الوصول إلى حساب رئيس بلدية إسطنبول المسجون، أكرم إمام أوغلو، على منصة “أكس” (تويتر سابقاً) داخل تركيا، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً بشأن حرية التعبير والتضييق على المعارضة السياسية.

وأفادت منصة “إنجيلي ويب” – وهي جهة مستقلة متخصصة في تتبع الرقابة على الإنترنت في تركيا – أن الحجب تم بناء على طلب قانوني من السلطات التركية، التي استندت إلى “مخاوف تتعلق بالأمن القومي والنظام العام”.

إشعار رسمي من “أكس”

وعلى الرغم من أن منصة “أكس” لم تصدر بياناً مفصلاً بشأن القرار، فقد ظهر على الحساب إشعار يفيد بأنه “تم تقييد الوصول إلى حساب أكرم إمام أوغلو في تركيا استجابة لطلب قانوني”، مع استمرار إمكانية الوصول إليه من خارج البلاد.

ويحظى الحساب بأكثر من 9.7 مليون متابع، ما يجعله من أبرز المنصات التواصلية للمعارضة التركية.

اعتراض قانوني من المنصة

وقال المحامي التركي جونينك جوركايناك، الذي يمثّل منصة “أكس” قانونياً داخل تركيا، إنه تقدم بطعن على القرار القضائي، نيابة عن المنصة، في محاولة لرفع الحظر وإعادة تفعيل الحساب داخل الأراضي التركية.

خلفية القضية

ويأتي هذا التطور في سياق التوتر السياسي المستمر بين الحكومة التركية والمعارضة، خصوصاً بعد اعتقال إمام أوغلو في 19 مارس/آذار الماضي، بتهم فساد ينفيها، ما أثار موجة احتجاجات هي الأكبر في البلاد خلال عقد.

وبعد أربعة أيام من اعتقاله، أصدرت المحكمة قراراً بحبسه احتياطياً، فيما اعتبرت المعارضة أن القضية ذات دوافع سياسية وتهدف لإقصائه من الحياة العامة.

وقال مركز مكافحة المعلومات المضللة التابع للرئاسة التركية إن قرار المحكمة بحجب الحساب استند إلى منشور نشره إمام أوغلو في 24 أبريل/نيسان، اعتبره الادعاء العام بمثابة “تحريض على ارتكاب الجرائم”.

كما بررت السلطات قرارها بالقول إن إمام أوغلو، كونه حالياً في الحبس الاحتياطي، لا يدير حسابه بشكل مباشر، مما يثير “مخاوف من استخدام الحساب في التأثير على النظام العام من قبل طرف ثالث”، بحسب ما ورد في تصريحات رسمية.

أبعاد سياسية أوسع

يمثل أكرم إمام أوغلو أحد أبرز وجوه المعارضة في تركيا، ويُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره المنافس المحتمل الأقوى للرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في عام 2028.

وقد أدّى اعتقاله إلى تعاطف شعبي واسع وزيادة في شعبيته، بحسب استطلاعات الرأي، مما دفع مراقبين إلى اعتبار التضييق عليه محاولة لتحجيم حضوره السياسي والإعلامي.

ويأتي حجب حسابه على “أكس” في وقت بالغ الحساسية، حيث تُعد منصات التواصل الاجتماعي من الأدوات الرئيسية التي يستخدمها الساسة الأتراك للتواصل مع الرأي العام، في ظل قيود متزايدة على الإعلام التقليدي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى