نجوم العالم يتألقون على سجاد كان الأحمر وسط توترات سياسية وثقافية عالمية
باريس ـ وكالات ـ تنطلق الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائي الدولي الثلاثاء 13 أيار/مايو وسط حضور لافت لكبار نجوم السينما العالمية مثل روبرت دي نيرو، سكارليت جوهانسون، توم كروز، وجنيفر لورانس، لكن خلف بريق السجادة الحمراء، تُخيّم على أجواء المهرجان ظلال السياسة العالمية والاضطرابات الثقافية التي يشهدها العالم.
افتتاح ضخم ومنافسة مشتعلة
يستهل المهرجان بعرض تمهيدي عالمي لفيلم ميشن: إمبوسيبل الجديد، فيما يعرض فيلم سبايك لي الجديد خارج المسابقة بمشاركة دنزل واشنطن. ويكرّم روبرت دي نيرو بمنحه السعفة الذهبية الفخرية عن مجمل مسيرته.
ويرأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية هذا العام الممثلة الفرنسية الشهيرة جولييت بينوش، المعروفة بمواقفها السياسية، وتضم اللجنة وجوها بارزة منها الأميركية هالي بيري، والكاتبة الفرنسية المغربية ليلى سليماني.
ويتنافس 21 فيلماً على السعفة الذهبية، من بينها “جون مير” للأخوين داردين، و”ألفا” للمخرجة الفرنسية جوليا دوكورناو، وفيلم “ذي فينيشن سكيم” لويس أندرسون، الذي يضم نجوماً كباراً مثل بينيسيو ديل تورو وميا ثريبلتون.
“مي تو”، ديبارديو، وتوازن النوع
قضايا النوع الاجتماعي والعنف الجنسي لا تغيب عن أروقة المهرجان، بعد ثماني سنوات من انطلاق حركة “مي تو”. ورغم مشاركة سبع مخرجات في المسابقة، في رقم قياسي يعادل ما تحقق عام 2023، لا يزال المهرجان بعيداً عن تحقيق التوازن الكامل بين الجنسين.
ويزداد ثقل هذه القضايا تزامناً مع صدور الحكم المنتظر في قضية النجم الفرنسي جيرار ديبارديو بتهم الاعتداء الجنسي، في نفس يوم افتتاح المهرجان، ما يسلط الضوء على التحديات الأخلاقية التي تواجه السينما.
السياسة على الهامش… وفي الواجهة
تأتي الدورة الحالية في ظل ولاية ثانية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أثار جدلاً واسعاً بتصريحه الأخير حول نيته فرض ضرائب بنسبة 100% على الأفلام الأجنبية، مما أثار مخاوف بشأن مستقبل السينما العالمية والتوزيع الدولي.
القلق السياسي يمتد ليشمل الحروب والتوترات الجيوسياسية، مع حضور سينمائيين مثل جعفر بناهي وسعيد روستايي من إيران، والروسي المنفي كيريل سيريبرينيكوف. كذلك، يُعرض وثائقي حول مُصوّرة فلسطينية قُتلت في غزة، إلى جانب فيلم روائي للمخرج الإسرائيلي المعارض ناداف لابيد.
الذكاء الاصطناعي على طاولة النقاش
يبرز الذكاء الاصطناعي كأحد محاور النقاش الساخنة في المهرجان، في ظل مخاوف متزايدة من تأثيره على مهن الإبداع، من كتابة السيناريو إلى الأداء الصوتي. وفي هذا السياق، تشارك المغنية الفرنسية ميلين فارمر في فيلم “دالواي” كمساعد صوتي افتراضي.
مهرجان كان… مرآة عالم متغيّر
تأتي هذه الدورة من مهرجان كان السينمائي في وقت يبدو فيه العالم أكثر اضطراباً، من الأزمات السياسية إلى تحولات الصناعة الفنية، لكن بريق المهرجان لا يزال حاضراً، جامِعاً بين الفن والتأمل، بين المجد والقلق، في لحظة سينمائية عالمية تُرصد فيها السينما وهي تقاوم، تتجدد، وتعيد تعريف ذاتها.