من هو بشارة بحبح الذي قاد قناة اتصال سرية ساهمت في الإفراج عن الرهينة عيدان.. وما علاقة سهى عرفات ؟
من سعيد سلامة
لندن ـ يورابيا ـ من سعيد سلامة ـ كشفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن الناشط السياسي الأمريكي من أصل فلسطيني بشارة بحبح لعب دور الوسيط السري غير الرسمي الذي ساهم في إقناع حركة حماس بالإفراج عن الرهينة الأمريكي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر دون شروط، وذلك بعد مفاوضات غير مباشرة امتدت لأسابيع.
وبحسب ما أفادت به مصادر مطلعة للصحيفة، فقد قاد بحبح قناة خلفية حساسة بين حركة حماس وإدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كان لها الدور الحاسم في تسهيل عملية الإفراج.
وكانت الصحيفة قد أشارت في تقارير سابقة إلى وجود هذه القناة السرية، دون أن تسمي الوسيط حينها، نظراً لحساسية موقعه ودوره. وقد تأكد لاحقاً أن بحبح هو الشخصية التي أدارت هذه الوساطة المعقدة.
قناة خلفية بدأت من سهى عرفات
مصادر الصحيفة أفادت أن بحبح، الذي ترأس سابقاً منظمة “العرب الأمريكيون من أجل ترامب”، حصل على رقم هاتف القيادي في حماس غازي حمد مطلع هذا العام عبر سهى عرفات، أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. ومن هناك بدأ التواصل مع قيادة حماس خارج غزة، وعلى رأسها حمد.
حمد، بحسب التقرير، طلب من بحبح المساعدة في إيصال رسائل إلى الإدارة الأمريكية، وتحديدًا إلى المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، للتباحث بشأن هدنة محتملة في غزة، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية وتوقف المساعدات.
حماس طلبت وقفاً لإطلاق النار مقابل الرهائن… وألكسندر كان نقطة البداية
في تصريحات للقناة 12 الإسرائيلية، قال بحبح إنه نقل عرضًا من حماس يفيد باستعدادها للإفراج عن الرهائن مقابل وقف إطلاق نار شامل. وأضاف أن ويتكوف أوصى بأن تبدأ حماس بإطلاق سراح الرهينة الأمريكي عيدان ألكسندر كـ”بادرة حسن نية” تمهيداً للانخراط في اتفاق أوسع.
الصحيفة نقلت أن بحبح، الذي انفصل لاحقاً عن ترامب بسبب خلافات سياسية، أقنع قيادة حماس بضرورة الإفراج عن ألكسندر دون شروط، في خطوة رمزية قد تحفّز واشنطن على زيادة الضغط لوقف القتال والسماح بإدخال المساعدات.
إفراج غير مشروط ورسالة إلى واشنطن
قبل يوم من زيارة ترامب المرتقبة إلى الشرق الأوسط، نقلت حماس لبشارة بحبح موافقتها على الإفراج غير المشروط عن عيدان ألكسندر، مع التأكيد على أنها مستعدة للتفاوض الجدي مع واشنطن حول تهدئة طويلة الأمد تشمل ترتيبات أمنية، وصولاً إلى تسوية نهائية.
ونقلت الصحيفة أن بحبح أبلغ رئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بالقرار، والذي بدوره أكد للولايات المتحدة المعلومة. وفي مساء الإثنين، تم الإفراج عن ألكسندر رسميًا.
إسرائيل أرسلت وفدًا إلى الدوحة… والمفاوضات مستمرة
عقب الإفراج، أرسلت إسرائيل وفدًا تفاوضيًا إلى الدوحة لاستئناف المحادثات بشأن بقية الرهائن. إلا أن الصحيفة حذرت من أن الخلافات لا تزال عميقة، خصوصاً مع تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بموقفه الرافض لوقف دائم لإطلاق النار، في حين تصر حماس على إنهاء الحرب، المستمرة منذ هجومها الكبير في 7 أكتوبر 2023.