أوروبا

تصعيد عسكري متبادل بين روسيا وأوكرانيا وسط مؤشرات على محادثات مباشرة محتملة في إسطنبول

كييف ـ موسكو – وكالات ـ  تواصلت الهجمات المتبادلة بين روسيا وأوكرانيا الاثنين، في وقت تتصاعد فيه التكهنات بشأن إمكانية عقد لقاء مباشر بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في إسطنبول، وسط جهود دولية متجددة لوقف الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وأعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن البلاد تعرضت لـ133 هجومًا روسيًا خلال الساعات الماضية، تم صد خمسين منها بالقرب من مدينة بوكروفسك الواقعة في منطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا، والتي تشهد معارك طاحنة منذ بداية النزاع. كما أفادت عن 45 غارة جوية، وعدد كبير من الهجمات باستخدام طائرات مسيّرة انتحارية.

وشملت المناطق المستهدفة بالقصف الروسي أوديسا، ميكولايف، دونيتسك وجيتومير، في تصعيد وصفه مراقبون بأنه الأوسع منذ أسابيع، دون إمكانية التحقق المستقل من هذه الأرقام حتى الآن.

موسكو تتعرض لهجمات بالطائرات المسيّرة

في المقابل، أفادت السلطات الروسية أن منطقة روستوف في الجنوب تعرضت لهجوم بطائرات مسيرة ليلًا، حيث دوت صفارات الإنذار، وفق ما أكده الحاكم المحلي يوري سليوسار عبر “تلغرام”. وأضاف أن الدفاعات الجوية تمكنت من صد الهجوم دون وقوع خسائر بشرية أو مادية.

ويمثل التصعيد الحالي حلقة جديدة في سلسلة المواجهات التي تفاقمت مؤخرًا رغم الجهود الدبلوماسية الدولية، وفي مقدمتها المساعي الأميركية.

ترامب يلوّح بحضوره “لقاء إسطنبول”

وفي تحرك سياسي لافت، كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن احتمالية سفره إلى تركيا لحضور محادثات مباشرة محتملة بين زيلينسكي وبوتين، وهو ما وصفته أوساط غربية بأنه قد يشكل نقطة تحول في مسار الحرب، في حال تحقق فعليًا.

وأعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن ترحيبه بالدور الأميركي المقترح، داعيًا إلى وقف شامل لإطلاق النار، ومجددا استعداده للقاء بوتين وجهًا لوجه في إسطنبول يوم الخميس المقبل.

وقال زيلينسكي في خطابه الليلي:”للأسف، لم نتلقَ حتى الآن أي رد واضح من روسيا بشأن مقترحات وقف إطلاق النار. القصف والهجمات لا تزال مستمرة. لكن عاجلًا أو آجلًا، ستضطر روسيا إلى إنهاء هذه الحرب. وكلما تم ذلك أسرع، كان أفضل للجميع”.

الكرملين يلتزم الصمت بشأن القمة

وفي موسكو، لم يصدر الكرملين أي تأكيد رسمي حول مشاركة بوتين في اللقاء المرتقب، رغم أن مصادر دبلوماسية أشارت إلى أن المبادرة الخاصة بالتوقيت والمكان جاءت من الجانب الروسي. كما واصل المتحدث باسم الكرملين رفض دعوات كييف وحلفائها بشأن هدنة إنسانية مدتها 30 يومًا، في وقت تتصاعد فيه الدعوات الدولية لخفض التصعيد.

خلفية الحرب

وتدخل الحرب الروسية الأوكرانية عامها الرابع، وسط تغيّر موازين القوى ميدانيًا وارتفاع الخسائر البشرية والاقتصادية. وتحظى أوكرانيا بدعم واسع من الدول الغربية عسكريًا وماليًا، في حين تواصل روسيا شن عملياتها العسكرية تحت مبررات حماية أمنها القومي ومنع تمدد الناتو شرقيًا.

ويبدو أن الأيام القليلة المقبلة قد تحمل مؤشرات حاسمة بشأن مستقبل الصراع، في ظل الحديث عن وساطة تركية متجددة ومحاولات أميركية لإعادة الزخم لمسار السلام المتوقف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى