
ما زال الاسير الفلسطيني يقبع بين أسوار السجون ، ويجلد بسياط السجان، بلا حماية، بلا حقوق تحميه .يذكر في الخطب و يغيب في الحقوق.
في فلسطين ،الأسير يبقى حارساً لكرامة البقاء، مقاوماً سياط جلاده بالصبر.
فمتى نعيد لهذا الاسير حريته ، و حقّه في حياة تُشبه تضحياته.
عديد الأسئلة مرت أمامي عندما التقيتها:
هل هي، اسطورة من نسيج الخيال ام هي في كل يوم جديد حكاية زادها الالم بريقا ؟
تساءلت: هل أنا أمام امرأة عادية؟
أم أنا أمام امرأة طبعت الجروح سطور حياتها، فجعلت منها تلك السنديانة الواقفة أمامي بكل شموخ؟
روح جميلة ،و نظرات تأخذك بعيدا لتغوص معها في اعماقها و تقرأ في طيات وجهها الجميل ،رغم ما خلفته الحروق من ندوب لم تستطع طمس جمال و صفاء سريرة ،ندوب بقيت اثارها شاهدة على وحشية المحتل الذي ترك جسد إسراء تأكله النيران و هو يتابع احتراقها ،لطمس الحقيقة.
جسد إسراء قاوم الحرائق، و قاوم الوجع ،و لم ينهزم.
تعلّمت في غياهب السجون أن تعطي كل شيء حقّه.
الوجع، الألم، الحرمان، التحدي…
تحدّت الوجع؛ وجع الروح، ووجع الجسد الذي أنهكته الحروق. فخرجت إسراء الجديدة، التي قررت ألّا تقدم للحزن ما يَقتات به، لأنه أخذ حقه منها، وافيًا موفيًا بين جدران الزنزانة .
فخرجت إسراء الجديدة، حاملة معها حلمًا عاشته بين أسوار السجون وقسوة السجان، من دون أن تنجح محاولاتهم في كسر عزيمتها و مصادرة حقها في الحرية .
دخلت السجن امرأةً عادية، أم حالمًة بأن ترافق خطوات ابنها الدراسية ؟
أن تتابعه في مشواره الطفولي والدراسي، أن تعيش معه لحظات طفولته، وتشاركه أعياده ونجاحاته، وتتابع لحظات سعادته وفرحه، وغضبه.
أن تحلم معه وبه…و تعلمه اول حروفه، و اول ابجادياته.
ولكن ذلك الاحتلال البغيض صادر حقها، واغتصب حلمها، وحرمها أمومتها. صادر حقها في الحياه منع عنها العلاج كان يستمتع بوجعها، وينتظر انكسارها كانت ليالي الأسر طويلة بطيئة ،مليئة بالاوجاع، و جروح تنزف و لا تندمل و حتى ذلك المرهم اللعين الذي كانت توفره ادارة السجن لم ينجح في تخفيف الام و تجفيف الحروق…
كل هذا الوجع والألم لم يمنع إسراء من الحلم والتحدي.
فحوّلت إعتقالها وفترة سجنها إلى بداية نجاح، وبداية انتصار ، وبداية أن تكون حرة، وهي داخل الزنزانة.
لم ينجح السجّان في مصادرة حقها في الحلم ، وإيمانها بحريتها،و حلقت عاليا بحلمها …
إسراء هي الحقيقة، والحقيقة لا تموت.
هي فلسطين الصامدة أمام كل محاولات التهويد التي تتعرض لها.
إسراء هي المرأة الفلسطينية التي تخفي حزنها، وتبكي في صمت حتى لا يراها سجانها فيستضعفها.
إسراء حكاية…و الحكاية لا تموت….
حكاية شعب ينزف منذ عشرات السنين، لكنه لا ينحني.
هي تلك الكنعانية، التي صنعت قصة نجاح، وصنعت سلاحها داخل أسوار السجن من الصبر و التحدي.
هي صاحبة الحق، وهي صاحبة الأرض، وهي صاحبة المكان.
فكان التحدي : تحدي الألم، لجسد أنهكته الحروق التي يحرمها النوم فيزداد الليل طولا ..
قاومت الوجع وهزمته ، كانت تصارع الالم فهناك ما ينتظرها أجمل، لأن حلمها أوسع من رقعة حروقها.
إسراء جعابيص،
أيقونة من أيقونات فلسطين.
.
إسراء ليست امرأة ككل النساء؛
امرأة اختزلت وجع سنين بين أصابع مبتورة، وجسم يتألم، وروح قوية تتحدى بها قادم الأيام، وإيمان راسخ بأنها هي حرة، وفلسطين حرة.
عظيمة أنتِ، سيدتي.
لم يكن قدوم إسراء جعابيص إلى تونس مجرد محطة عابرة في حياتها، بل كان تجسيدًا عميقًا لبداية جديدة في حياتها.
وحكاية أسرى تحلق بها عاليًا بأجنحة قوية، صلبة كصلابة أسوار القدس، لا تنكسر ولا تنحني، مهما هبّت الرياح.
إسراء اليوم ليست إسراء الأمس.
إسراء اليوم هي رسالة، هي صوت، هي حقيقة، وواقع مرير يعانيه الأسرى في سجون الاحتلال.
هي صوت الأسرى، الذي يحاول هذا العدو طمسه وإخفاءه عن العالم، حتى لا ينكشف وجهه القبيح.
إسراء اليوم، أصل الحكاية،
والحكاية لا تموت.
ما زال الاسير الفلسطيني يقبع بين أسوار السجون ، وسياط السجان، بلا حماية، بلا حقوق تحميه .يذكر في الخطب و يغيب في الحقوق.
في فلسطين ،الأسير يبقى حارساً لكرامة البقاء، مقاوماً سياط جلاده بالصبر.
فلنعِيد لهذا الاسير حريته ، و حقّه في حياة تُشبه تضحياته.
عديد الأسئلة مرت أمامي عندما التقيتها:
هل هي، اسطورة من نسيج الخيال ام هي في كل يوم جديد حكاية زادها الالم بريقا ؟
تساءلت: هل أنا أمام امرأة عادية؟
أم أنا أمام امرأة طبعت الجروح سطور حياتها، فجعلت منها تلك السنديانة الواقفة أمامي بكل شموخ؟
روح جميلة ،و نظرات تأخذك بعيدا لتغوص معها في اعماقها و تقرأ في طيات وجهها الجميل ،رغم ما خلفته الحروق من ندوب لم تستطع طمس جمال و صفاء سريرة ،ندوب بقيت اثارها شاهدة على وحشية المحتل الذي ترك جسد إسراء تأكله النيران و هو يتابع احتراقها ،لطمس الحقيقة.
جسد إسراء قاوم الحرائق، و قاوم الوجع ،و لم ينهزم.
تعلّمت في غياهب السجون أن تعطي كل شيء حقّه.
الوجع، الألم، الحرمان، التحدي…
تحدّت الوجع؛ وجع الروح، ووجع الجسد الذي أنهكته الحروق. فخرجت إسراء الجديدة، التي قررت ألّا تقدم للحزن ما يَقتات به، لأنه أخذ حقه منها، وافيًا موفيًا بين جدران الزنزانة .
فخرجت إسراء الجديدة، حاملة معها حلمًا عاشته بين أسوار السجون وقسوة السجان، من دون أن تنجح محاولاتهم في كسر عزيمتها و تحقيق حلمها .
دخلت السجن امرأةً عادية، أم حالمًة بأن ترافق خطوات ابنها الأولى؟
أن تتابعه في مشواره الطفولي والدراسي، أن تعيش معه لحظات طفولته، وتشاركه أعياده ونجاحاته، وتتابع لحظات سعادته وفرحه، وغضبه.
أن تحلم معه وبه…و تعلمه اول حروفه، و اول ابجادياته.
ولكن ذلك الاحتلال البغيض صادر حقها، واغتصب حلمها، وحرمها أمومتها. صادر حقها في الحياه منع عنها العلاج كان يستمتع بوجعها ينتظر انكسارها كانت ليالي الأسر طويلة مليئة بالاوجاع و جروح لم تندمل .
يا الله…
كل هذا الوجع والألم لم يمنع إسراء من الحلم والتحدي.
فحوّلت إعتقالها وفترة سجنها إلى بداية نجاح، وبداية انتصار ، وبداية أن تكون حرة، وهي داخل الزنزانة.
لم ينجح السجّان في مصادرة حلمها، وإيمانها بحريتها،و حلقت عاليا بحلمها.انتظر سقوطها و لكنها هزمته …
إسراء هي الحقيقة، والحقيقة لا تموت.
هي فلسطين الصامدة أمام كل محاولات التهويد التي تتعرض لها.
ستبقى فلسطين، وسيندثر الاحتلال.
إسراء هي المرأة الفلسطينية التي تخفي حزنها، وتبكي في صمت حتى لا يراها سجانها فيستضعفها.
إسراء حكاية…و الحكاية لا تموت….
حكاية فلسطين التي تنزف منذ عشرات السنين، لكنها لا تنحني.
فكيف تنحني، وهي تلك السنديانة الشامخة؟
هي تلك الكنعانية، التي صنعت قصة نجاح، وصنعت سلاحها داخل أسوار السجن من الصبر و التحدي.
هي صاحبة الحق، وهي صاحبة الأرض، وهي صاحبة المكان.
فكان التحدي: تحدي الألم، الذي كان يمنع إسراء من النوم.
جسد أنهكته الحروق.
قاومت الوجع وهزمته ، كانت تصارع الالم لأن حلمها أوسع من رقعة حروقها.
إسراء جعابيص،
أيقونة من أيقونات فلسطين
إسراء ليست امرأة ككل النساء؛
امرأة اختزلت وجع سنين بين أصابع مبتورة، وجسم يتألم، وروح قوية تتحدى بها قادم الأيام، وإيمان راسخ بأنها هي حرة، وفلسطين حرة.
عظيمة أنتِ، سيدتي.
لم يكن قدوم إسراء جعابيص إلى تونس مجرد محطة عابرة في حياتها، بل كان تجسيدًا عميقًا لبداية جديدة في حياتها.
وحكاية أسرى تحلق بها عاليًا ، صلبة كصلابة أسوار القدس، لا تنكسر ولا تنحني، مهما هبّت الرياح العافيه.وها هي تونس، كما هي و كما كانت و ستبقى دومًا…بكل الحب احتضنت إسراء بوجعها بفضفضتها و ستبقى أسراء حكاية تروى عبر الأجيال و لن يصادر حقها في الحرية احد .
إسراء اليوم ليست إسراء الأمس.
إسراء اليوم هي رسالة، هي صوت، هي حقيقة، وواقع مرير يعانيه الأسرى في سجون الاحتلال.
هي صوت الأسرى، الذي يحاول هذا العدو طمسه وإخفاءه عن العالم، حتى لا ينكشف وجهه القبيح.
إسراء اليوم، أصل الحكاية،
والحكاية لا تموت.
هي الصوت الذي يعبر الحدود والقارات ليقول:
“الحرية والكرامة حق….
*كاتبة من تونس