الموضة تغزو المتاحف الفرنسية وتتحوّل إلى ظاهرة ثقافية لافتة
باريس ـ وكالات ـ يشهد حضور الموضة في المتاحف الفرنسية تزايدًا لافتًا، مع توسّعها خارج إطار المتاحف المتخصصة لتجد لنفسها مكانًا في مؤسسات كبرى مثل متحف اللوفر و”غران باليه”، ما يعكس تحولها إلى ظاهرة ثقافية تجذب شرائح واسعة من الجمهور.
ويفتتح متحف “لو بوتيه باليه” في باريس الأربعاء معرضًا استعاديًا لدار “وورث” الرائدة في تصميم الأزياء الراقية، بالتعاون مع متحف “باليه غالييرا” المتخصص في الموضة، لتسليط الضوء على إرث تشارلز فريدريك وورث، الذي أسّس الدار عام 1858 واستمرت حتى منتصف القرن العشرين.
وقالت مديرة المتحف أنيك لوموان إن “افتتاح المعرض يأتي في لحظة تشهد اهتمامًا غير مسبوق بالموضة”، مؤكدة أن الموضوع يلقى صدى واسعًا في المجتمع الفرنسي.
ويعزز هذا التوجه معرض “لوفر كوتور”، الذي ينظمه متحف اللوفر بمزج بين قطع فنية تاريخية وتصاميم لأبرز مصممي الأزياء، حيث يرى أوليفييه غابيه، المشرف على المعرض، أن “الموضة لغة يفهمها الجميع، وتعكس قيمًا اجتماعية وثقافية عميقة”.
وفي مناطق أخرى، كمدينة لنس شمال فرنسا، يستضيف فرع متحف اللوفر معرضًا حول علاقة الفنانين باللباس، تحت عنوان “اللباس كفنان”، حيث تشير مديرة المتحف أنابيل تينيز إلى تزايد الاهتمام بقضايا الحرفية، والجسد، والهوية، خصوصًا بين الشباب.
ويُظهر الإقبال الجماهيري الواسع على المعارض المتخصصة أن الموضة لم تعد شأنًا سطحيًا، بل أصبحت فنًا بصريًا وثقافيًا يحظى بالاهتمام الأكاديمي والشعبي. فمعرض “دولتشه آند غابانا” في “غران باليه” تم تمديده، بينما جذب معرض “الخيوط الذهبية” في متحف كيه برانلي أكثر من 180 ألف زائر منذ فبراير.
ويُرجع أوليفييه سايّار، المدير السابق لمتحف “باليه غالييرا”، هذا النجاح إلى البيئة البصرية المختلفة التي توفرها المتاحف العامة مقارنة بالمؤسسات المتخصصة، إذ تتيح للأزياء أن تتنفس وسط الأعمال الفنية والأثاث واللوحات، مما يمنحها بعدًا أكثر حيوية وحضورًا بصريًا متكاملاً.
في ضوء هذا الزخم، تواصل الموضة فرض نفسها كجزء أساسي من المشهد الثقافي الفرنسي، تتجاوز العرض إلى التأثير والتفاعل مع قضايا العصر.