أوروبا

إسبانيا تفرض قيوداً على دخول مطار مدريد بسبب تزايد أعداد المشردين في صالاته

مدريد – وكالات ـ  أعلنت شركة “إينا”، المشغلة الرسمية للمطارات الإسبانية، أنها ستبدأ خلال الأيام المقبلة بتطبيق قيود جديدة على دخول مطار مدريد – باراخاس الدولي، تقضي بمنع غير المسافرين من دخول المطار في أوقات محددة من اليوم، في خطوة تهدف إلى الحد من ظاهرة إيواء المشردين داخل صالات المطار، والتي تصاعدت بشكل لافت في الأشهر الأخيرة.

وقالت الشركة، في بيان صدر مساء الأربعاء، إن الدخول إلى المطار سيكون مقتصراً خلال فترات معينة فقط على الركاب الذين يحملون بطاقات صعود صالحة، وموظفي المطار، ومرافقي المسافرين، وذلك تزامناً مع أوقات الرحلات القادمة والمغادرة. إلا أن البيان لم يحدد بعد التوقيتات الدقيقة أو موعد بدء تنفيذ الإجراءات بشكل رسمي.

مشاهد متكررة لمشردين داخل المطار

وشهد مطار العاصمة الإسبانية خلال الأشهر الماضية توافد أعداد متزايدة من المشردين، الذين اتخذوا من بعض صالات المطار مأوى ليلياً، حيث ينام العديد منهم داخل حقائب نوم أو على مقاعد الانتظار، لا سيما في المساحات المجاورة للجدران ودورات المياه. ووصفت وسائل إعلام محلية هذه الظاهرة بأنها بلغت حد “المئات”، ما أثار قلقاً لدى السلطات والمشغلين من تأثير ذلك على البيئة الأمنية والصحية داخل المطار، خاصة قبيل موسم السفر الصيفي الذي يُتوقع أن يكون الأعلى كثافة على الإطلاق.

مطالبات سابقة بالتدخل واتهامات بتقاعس حكومي

وأوضحت شركة إينا أنها طلبت منذ عدة شهور من مسؤولي مدينة مدريد والسلطات الاجتماعية تقديم المساعدة لمعالجة هذه الظاهرة، إلا أن الدعم الذي حصلت عليه حتى الآن كان، وفق وصفها، “غير كافٍ”.

وأضاف البيان: “المطارات ليست منشآت سكنية أو ملاجئ، بل هي بنية تحتية مخصصة حصرياً للنقل الجوي، ولا توفر في أي حال الظروف الملائمة للإقامة الليلية أو المعيشية”.

وتعكس هذه الخطوة توتراً واضحاً بين الشركة المشغلة والسلطات المحلية، في ظل غياب حل متكامل لمعالجة ملف التشرد في العاصمة، والذي يُعد من التحديات الاجتماعية المزمنة التي تواجهها مدريد، وتفاقمت في ظل ارتفاع تكاليف السكن والمعيشة.

موسم سياحي قياسي يضغط على المرافق

يأتي هذا القرار وسط توقعات بزيادة غير مسبوقة في أعداد المسافرين إلى إسبانيا، بعدما استقبلت البلاد رقماً قياسياً بلغ 94 مليون سائح دولي خلال عام 2024، وهو ما يشكّل ضغطاً إضافياً على البنية التحتية للمطارات والمرافق الخدمية.

ويستعد مطار مدريد – أحد أكبر المطارات الأوروبية – لاستقبال ذروة الموسم السياحي، ما يجعل من الحفاظ على مستوى عالٍ من الخدمات والنظافة والأمن أولوية بالنسبة للشركة المشغلة، والمراقبين في قطاع السياحة والنقل.

أبعاد اجتماعية تحت المجهر

وفيما تدافع الشركة عن قرارها باعتباره إجراءً تنظيمياً لا بد منه لضمان سير العمل وراحة الركاب، يرى نشطاء حقوقيون أن الإجراء يسلّط الضوء على فجوات في منظومة الرعاية الاجتماعية، داعين الحكومة المركزية وحكومة المدينة إلى توفير حلول إنسانية مستدامة للمشردين، بدلاً من إزاحتهم من الفضاءات العامة.

ويُتوقع أن يثير القرار جدلاً في الأوساط الحقوقية والإعلامية خلال الأيام المقبلة، خاصة إذا لم ترافقه تدابير بديلة توفر للمشردين أماكن إيواء مناسبة خارج محيط المطار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى