ترامب يقول ان أمريكا تقترب من اتفاق نووي مع إيران… وطهران تؤكد استعدادها بشرط رفع العقوبات فوراً
عواصم ـ وكالات ـ أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الخميس أن واشنطن “قريبة جداً” من التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران، كاشفاً عن تقدّم في المفاوضات الجارية منذ شهور، ومشيرًا إلى موافقة طهران “إلى حدّ ما” على الشروط المطروحة. يأتي ذلك فيما كشفت مصادر أمريكية أن الولايات المتحدة سلّمت عرضًا مكتوبًا لطهران خلال جولة المفاوضات الأخيرة التي استضافتها سلطنة عمان.
وقال ترامب خلال زيارته لمنطقة الخليج، حيث يُجري سلسلة مشاورات إقليمية، إن المفاوضات الجارية مع إيران “جادة للغاية” وتستهدف تحقيق “سلام طويل الأمد”، مؤكدًا:”نحن نقترب من التوصل إلى اتفاق، وربما ننجح دون اللجوء إلى الخيارات القاسية… هناك خياران: أحدهما لطيف، والآخر عنيف. وأنا لا أريد أن أذهب للطريقة الثانية”.
عرض أمريكي رسمي عبر عمان… وطهران تدرس الرد
بحسب تقرير لموقع أكسيوس الأمريكي، فإن إدارة ترامب قدّمت للمرة الأولى عرضًا مكتوبًا رسميًا إلى إيران، سُلّم عبر المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف خلال الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة، والتي انعقدت في العاصمة العُمانية مسقط في 11 مايو الجاري.
وقد تسلّم العرض وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ورفعه لاحقًا إلى القيادة الإيرانية في طهران للتشاور، بحسب ما أفادت به مصادر مطلعة على سير المحادثات.
يُذكر أن هذه الجولة كانت الرابعة من نوعها، بعد ثلاث جولات تفاوضية في كل من مسقط وروما، والتي أعقبت الرسالة التي بعث بها ترامب في مارس الماضي إلى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي يدعوه فيها إلى استئناف المفاوضات، مع تهديد ضمني باستخدام القوة إذا لم يتم التوصل لاتفاق.
شمخاني: إيران مستعدة للاتفاق مقابل رفع فوري للعقوبات
وفي مقابلة مع شبكة NBC News، أكد علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، أن إيران مستعدة لتوقيع اتفاق نووي جديد مع الولايات المتحدة “اليوم” إذا تم رفع العقوبات الاقتصادية بالكامل.
وقال شمخاني”نتعهد بعدم بناء أسلحة نووية إطلاقًا، وسنُخصب اليورانيوم فقط لأغراض مدنية، ونرحب برقابة المفتشين الدوليين… لكن بالمقابل نطالب برفع كامل وفوري للعقوبات”.
وأضاف أن الطريق لا يزال مفتوحاً نحو تحسين العلاقات بين البلدين إذا ما أظهرت الولايات المتحدة جدية في تنفيذ التزاماتها، مؤكداً: “نعم، يمكننا توقيع الاتفاق فورًا إن نُفذت شروطنا”.
خلافات مستمرة حول تخصيب اليورانيوم
في حين تبدي واشنطن مرونة نسبية في قبول تخصيب محدود لليورانيوم، فإنها في الأسابيع الأخيرة بدأت تطالب بوقف كامل لأي تخصيب، وهو ما ترفضه طهران بشدة وتعتبره حقًا سياديًا غير قابل للتفاوض.
وقال مصدر إيراني مطلع على المفاوضات إن “الفجوات لا تزال قائمة، رغم التقدم”، مشيرًا إلى أن إيران ترفض أي اتفاق لا يشمل رفعًا فوريًا وشاملاً للعقوبات، خصوصًا تلك التي فرضت في السنوات الأخيرة على قطاع النفط والبنوك والبرامج الصاروخية.
ترامب: العقوبات ستستمر لحين الوصول إلى اتفاق
ورغم حديثه عن قرب التوصل لاتفاق، شدد ترامب على استمرار سياسة “الضغوط القصوى” لحين التوصل إلى تسوية واضحة، مضيفًا أنه لا يستبعد “الخيار العسكري” في حال فشل المسار الدبلوماسي.
وكانت إدارته قد فرضت مؤخرًا عقوبات جديدة على شركات وأفراد مرتبطين بالصناعات النووية والصاروخية الإيرانية، في محاولة لزيادة الضغط على طهران لتقديم تنازلات أكبر في الملف النووي.
تقارب محفوف بالشكوك
في ضوء التصريحات المتبادلة والتسريبات عن تقدم المفاوضات، يبدو أن الطرفين يتحركان ببطء نحو اتفاق محتمل، لكن العقبات الجوهرية لا تزال قائمة، خاصة في ما يتعلق بمستوى التخصيب، وموعد رفع العقوبات، وضمانات التزام الطرفين.
يرى مراقبون أن الحسابات الانتخابية لترامب والضغوط الداخلية على القيادة الإيرانية تلعبان دورًا في الدفع نحو اتفاق مرحلي، قد يُعلن عنه قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية أو بعدها مباشرة.