ترامب يطرح مجددًا مشروع “غزة الحرة”… ودعوات أمريكية للسيطرة على القطاع وحماس ترد: “غزة ليست للبيع”
عواصم ـ وكالات ـ أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس إثارة الجدل بإعلانه مجددًا عن رغبة بلاده في “السيطرة” على قطاع غزة وتحويله إلى “منطقة حرة”، في تصريح أثار موجة استنكار فلسطينية وعربية، ووصِف بأنه يعكس نزعة استعمارية جديدة، في ظل الدمار الكارثي الذي خلفته الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ أكثر من عام ونصف.
جاءت تصريحات ترامب خلال لقاء أعمال في العاصمة القطرية الدوحة، التي تستضيف منذ سنوات المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، حيث قال الرئيس الأمريكي:”لدي مفاهيم لغزة أعتقد أنها جيدة جدًا: اجعلوها منطقة حرة، ودعوا الولايات المتحدة تتدخل… ليس هناك الكثير مما يمكن إنقاذه، لا توجد مبانٍ تقريبًا، الناس يعيشون تحت الأنقاض، وهذا أمر غير مقبول”.
وأضاف ترامب:”إذا لزم الأمر، سأكون فخورًا لو امتلكت الولايات المتحدة غزة… أريد أن أجعلها ريفييرا الشرق الأوسط”.
ويُعد هذا الطرح امتدادًا لفكرة كشف عنها لأول مرة في فبراير الماضي، حين أشار إلى خطة أمريكية لإعادة إعمار القطاع ونقل سكانه إلى دول أخرى. وقد واجهت هذه المقترحات إدانات واسعة من الفلسطينيين والدول العربية، ووصفتها الأمم المتحدة بأنها تصل إلى حد “التطهير العرقي”.
ردود فلسطينية: “غزة ليست عقارًا للبيع”
ردًا على تصريحات ترامب، أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، باسم نعيم، أن “غزة ليست للبيع”، مشددًا على أن القطاع “جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية”، ولا يمكن لأي جهة أن تتعامل معه كملكية قابلة للمقايضة.
وقال نعيم في بيان رسمي من غزة:”غزة ليست عقارًا في السوق المفتوحة… شعبنا قدم التضحيات من أجل حريته، ولن يقبل وصاية أي قوة أجنبية، مهما كانت”.
حماس تطالب واشنطن بتنفيذ وعوده
ودعت حركة “حماس” الولايات المتحدة إلى الالتزام بتعهداتها بشأن إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وذلك في أعقاب الإفراج عن الجندي الإسرائيلي-الأمريكي عيدان ألكسندر، الذي كان محتجزا لدى الحركة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول .2023
وقالت الحركة في بيان لها الخميس، إن الإفراج عن ألكسندر جاء “في إطار الجهود التي تبذل لوقف العدوان وفتح المعابر”، مشيرة إلى أنها تأمل أن تمهد هذه المبادرة الطريق لمفاوضات شاملة تقود إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وأضاف البيان أن “استمرار إغلاق المعابر وعدم إدخال المساعدات سيقوض جهود التفاوض، لا سيما تلك المتعلقة بملف تبادل الأسرى”.
وكانت “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحماس، أعلنت يوم الاثنين الماضي ، أنها أفرجت عن ألكسندر بعد اتصالات مع الإدارة الأمريكية، مؤكدة أن هذه الخطوة جاءت في سياق “المرونة السياسية” التي تبديها الحركة تجاه الوساطات الدولية.
ورغم هذه الخطوة، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات لاحقة أن بلاده لا تنوي وقف العمليات العسكرية في غزة، مشيرا إلى أن أي هدنة محتملة ستكون مؤقتة ومرهونة بإطلاق سراح مزيد من المختطفين.
وجاء هذا الرد بعد أن كانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، قد أفرجت مؤخرًا عن الجندي الأمريكي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر في بادرة مرونة سياسية تجاه الوساطات الدولية، وهو ما دفع الحركة إلى مطالبة واشنطن بالإيفاء بوعودها بشأن إدخال المساعدات الإنسانية.