وزيرة الخارجية الألمانية السابقة تعرض في نيويورك أولوياتها لتولي منصب رئيس الجمعية العامة
نيويورك ـ وكالات ـ صرحت أنالينا بيربوك وزيرة الخارجية الألمانية السابقة والرئيسة المرتقبة للجمعية العامة للأمم المتحدة، بأنها عازمة على أن تقود أكبر هيئة في المنظمة الأممية باعتبار هذه الهيئة جهة بناء جسور جديرة بالثقة.
وخلال عرض أولوياتها للمنصب الجديد الذي من المتوقع أن تبدأه في سبتمبر/أيلول المقبل، قالت بيربوك في نيويورك اليوم الخميس :” في حال انتخابي، سأخدم كرئيسة جميع الدول الأعضاء الـ193 – الكبيرة منها والصغيرة – كوسيط نزيه، وكقوة توحيدية، بأذن صاغية وباب مفتوح”.
تجدر الإشارة إلى أن هذا هو أول ظهور لبيربوك أمام ممثلي برلمان العالم المكون من 193 دولة عضو، والذي يقع على نهر “إيست ريفر” في نيويورك، بعد الإعلان عن انتقالها للعمل في نيويورك.
وأكدت الوزيرة المنتمية إلى حزب الخضر أن الأمم المتحدة بحاجة إلى إصلاحات مستمرة في ظل الصراعات المسلحة الكثيرة حول العالم والضغوط المالية. وقالت:”علينا أن نراجع مواردنا، ونركزها، ونستخدمها بكفاءة – بما في ذلك في الجمعية العامة”، لافتة إلى أن من بين أولوياتها، تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، ومكافحة أزمة المناخ بالإضافة إلى تحقيق المساواة بين الجنسين.
وتترشح بيربوك لشغل هذا المنصب لمدة عام واحد، دون مرشحين منافسين. ويغلب على هذا المنصب الطابع البروتوكولي في المقام الأول. لكن من خلال إدارتها للجلسات وتحديد جداول الأعمال والنقاط المدرجة، يمكن للوزيرة الألمانية السابقة أن تمارس تأثيرا على مسارات اتخاذ القرار.
ويرجح أن يساعدها في ذلك اتصالاتها المباشرة مع وزراء خارجية دول العالم، أي الرؤساء المباشرين لسفراء الأمم المتحدة في نيويورك، إلا أنها ستكون مضطرة، بصفتها رئيسة للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي تمثل جميع دول العالم، إلى الامتناع عن التصريحات ذات الطابع السياسي الحاد.
كذلك، ستتولى بيربوك قيادة عملية اختيار الأمين العام الجديد للأمم المتحدة العام المقبل.
وهذا المنصب، الذي ينتخب لولاية مدتها خمس سنوات، يعد أكثر نفوذا سياسيا، ولا ينبغي الخلط بينه وبين منصب رئيس الجمعية العامة.
وسيكون التصويت الرسمي لانتخاب بيربوك للمنصب الجديد في 2 يونيو/حزيران المقبل ويعتبر مسألة شكلية. وستتولى بيربوك مهامها رسميا في 9 سبتمبر/أيلول المقبل قبيل انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة بضيوفها الرسميين من جميع أنحاء العالم.
وكانت الدبلوماسية الألمانية البارزة هيلجا شميد هي المرشحة الأصلية لهذا المنصب. وتعرضت بيربوك لانتقادات بسبب ترشحها المتأخر بعد خسارتها في الانتخابات البرلمانية الألمانية.
تأتي هذه التطورات في وقت تمر فيه الأمم المتحدة بحالة من الغموض الدبلوماسي، خاصة في ظل النهج الخارجي غير المتوقع للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قلص التمويل المخصص للأمم المتحدة ولمنظماتها الفرعية والمساعدات التنموية.
ولهذا السبب، تضطر المنظمة العالمية إلى تخفيض كبير في نفقاتها – حيث من المقرر شطب نحو 20% من الوظائف في مجالات الأمن وحفظ السلام.