محمد بن زايد.. “فاجأ واشنطن”.. قصة حدثت في مايو 2017
ابوظبي ـ يورابيا ـ خاص
ابوظبي ـ يورابيا ـ خاص ـ روي مسؤول دبلوماسي أميركي توارى إلى الظل منذ عام 2020 قصة ظلت وقائعها مخفية، وتتعلق برئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ووقعت أحداثها في شهر مايو من عام 2017، إذ بدأ الشيخ محمد بن زايد وكان وقتها وليا لعهد إمارة أبوظبي زيارة إلى العاصمة الأميركية واشنطن للقاء أركان الإدارة الأميركية وفي مقدمتهم الرئيس الأميركي الجديد وقتذاك دونالد ترامب، لكن ما استوقف الشيخ بن زايد وقتذاك أن أكثر من مسؤول أميركي قد استفسر من بن زايد عن السبب الذي يحول دون اعتلائه منصب رئاسة الدولة خلفا لأخيه الأكبر والمريض وقتذاك الشيخ خليفة بن زايد، والذي توفي لاحقا في مايو 2022.
عجز الحاكم
رد بن زايد وقتذاك فاجأ أركان إدارة ترامب، إذ قال بن زايد أن الشيخ خليفة هو رئيس الدولة وأن كبار أركان القرار الإماراتي يساعدونه على تخطي أزمته الصحية، ومعاونته في إدارة شؤون الدولة، وأن منصب رئاسة الدولة في الإمارات لا يتحرك بالرغبات والأمنيات، وإنما عبر آلية تشاورية وقانونية تستدعي أولا خلو منصب الرئاسة بشكل لا لبس فيه، لكن بضعة مسؤولين أميركيين أعادوا التركيز على جزئية “عجز الحاكم”، لكن الشيخ بن زايد عاود الحديث قائلا: يحكمنا الأمل في أن يتعافى رئيس الدولة، شارحا بأن الرئيس سيظل رئيسا إلى أن يتعافى أو أن يحكمه قدر الله عز وجل.
لا مؤامرات.. ولا مَن يتآمرون
المسؤول الأميركي يقول لـ”يورابيا” إن مسؤولين في واشنطن أبلغوا الشيخ بن زايد أنهم سيدعمون بقوة أي خطط لديه لاستلام منصب رئاسة الدولة، وأنهم سيقفون معه في وجه أي اعتراضات ممكن أن تواجه طريقه نحو منصب رئاسة الدولة، وهنا ابتسم الشيخ محمد بن زايد قائلا لمضيفيه: في الإمارات ليس هنالك مؤامرات أو مَن يتآمرون، إذ حين نواري رئيس الدولة الثرى ونتلقى العزاء يتجه قادة حكام الإمارات للقاء تشاوري بشأن مَن، سيخلف الرئيس، ويتم الاتفاق على شخص الرئيس ومباركة تعيينه، مردفا أن هذه الآلية هي التي جاءت بالشيخ خليفة رئيسا، وهي التي تُبْقيه رئيسا حتى يسترجع الله أمانته.
صراعات لا أساس لها
وشرح الشيخ محمد بن زايد لمضيفيه في واشنطن، كيف أنه يبتسم وأحيانا يضحك بصوت عال عندما ترده ملخصات تقارير لصحافة دولية والكثير منها أميركية تتحدث عن صراعات على الحكم، وعن سعيه الشخصي لبلوغ منصب الرئاسة، معتبرا أن هذا هراء لسبب وحيد وهو أنه لا يحصل أبدا، وأن قادة الإمارات دفنوا الشيخ زايد مؤسس الإمارات عان 2004 ثم انتخبوا رئيسا جديدا، حين كان يتحدث كثيرون وقتذاك عن “صراعات ما بعد زايد”، وهي صراعات لم تكن موجودة أساسا إلا في مخيلة مَن يكتبون تقارير الصحف، أو مَن يتمنون أن يحدث هذا في الإمارات.
ملفات مختلفة
يروي المسؤول الأميركي أن ردود الشيخ محمد بن زايد قد فاجأت أركان إدارة ترامب، فقد اعتقدوا أن الرجل في واشنطن من أجل “ملف الخلافة” ومساعدته في اعتلاء العرش، لكن الرجل حضر بملفات مختلفة لها علاقة بالسلم والأمن الإقليميين، ووضع الخليج في مقدمة مشروع اقتصادي عالمي، محاولا البناء على “عقلية الاقتصاد”، وهي الخلفية التي كانت قد قادت ترامب وقتذاك إلى البيت الأبيض خلافا لكل التوقعات.