السلايدر الرئيسيحقوق إنسان

تزايد الضغوط على الفيفا مع تحذير التقارير من مخاطر جسيمة على العمال وسط طفرة بناء كأس العالم في السعودية

لندن ـ يورابيا ـ حذرت جماعات حقوق الإنسان من أن آلاف العمال المهاجرين من المرجح أن يموتوا في المملكة العربية السعودية نتيجة طفرة البناء الناجمة عن كأس العالم للرجال 2034 ومشاريع البناء الكبرى الأخرى.

وشهدت المملكة الخليجية ارتفاعًا في الطلب على العمالة المهاجرة الرخيصة، مع زيادة كبيرة في العمال الأجانب منذ عام 2021، حيث بدأت الاستعدادات لاستضافة كأس العالم ودفعت المشاريع إلى الأمام بما في ذلك مدينة نيوم المستقبلية ، حسبما ذكر تقرير لصحيفة “الغارديان” البريطانية.

وفي تقريرين صدرا امس الأربعاء، قالت جماعات حقوق الإنسان إن العمال يواجهون مخاطر شديدة على حياتهم وانتقدت الافتقار إلى الشفافية المحيطة بوفيات العمال المهاجرين.

وقال جيمس لينش، المدير المشارك لمنظمة فيرسكوير التي أعدت تقريرا عن المخاطر التي يواجهها العمال : “إن مئات الآلاف من الشباب يتم إجبارهم على الانخراط في نظام عمل يشكل خطرا جديا على حياتهم”. “

بينما يشيد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بالمملكة العربية السعودية، ينشأ الأطفال في أماكن مثل نيبال بدون آبائهم ولا يعرفون حتى كيف ماتوا.”

وفي تقرير منفصل عن وفيات العمال المهاجرين في المملكة العربية السعودية، اتهمت هيومن رايتس ووتش الاتحاد الدولي لكرة القدم “بالمخاطرة عمداً بإقامة بطولة أخرى ستترتب عليها تكاليف إنسانية باهظة دون داع”.

وكانت صحيفة “الغارديان” كشفت هذا العام أن عاملاً من باكستان سقط ولقي حتفه أثناء بناء ملعب لكأس العالم في مدينة الخبر بشرق المملكة.

وقد وثق تقرير هيومن رايتس ووتش قائمة من الوفيات الناجمة عن “حوادث مروعة ولكن يمكن تجنبها في مكان العمل” في المملكة العربية السعودية، بما في ذلك قطع الرأس، والصعق بالكهرباء، والسقوط من المرتفعات، مما ترك عائلات الضحايا مدمرة وفقيرة. بموجب القانون السعودي، عند وفاة عامل أثناء تأدية عمله، يستحق أفراد أسرته تعويضًا من نظام تأمين حكومي أو من صاحب العمل مباشرةً. لكن هيومن رايتس ووتش وصفت العملية بأنها “طويلة ومعقدة”، وسجلت حالات عديدة لم تتلق فيها العائلات سوى القليل من التعويضات، إن وُجدت. وقالت السلطات السعودية أن معدلات الإصابات والوفيات المرتبطة بالعمل قد انخفضت بشكل ملحوظ. إلا أن منظمات حقوقية، مثل فيرسكوير، أعربت عن مخاوفها بشأن “أوجه قصور جسيمة في طريقة تحقيق السلطات السعودية في وفيات العمال المهاجرين وإصدار شهادات الوفاة الخاصة بها”.

وقد تُصنّف العديد من الوفيات خطأً على أنها “طبيعية”، في حين يُرجّح ارتباطها، بشكل مباشر أو غير مباشر، بظروف العمل والمعيشة التي يواجهها العمال.

وقالت منظمة فيرسكوير، التي جاء في تقريرها: “يبدو أن السلطات السعودية تستخدم مصطلح “طبيعي” كاختصار لأي وفيات لم تنجم عن حوادث في مكان العمل أو حوادث مرورية أو غيرها من الوفيات العنيفة”.

وتدعم هذا الرأي دراسة أجراها أخصائي علم الأمراض السعودي عام 2019 ، والذي فحص جميع شهادات الوفاة من مستشفى في الرياض بين عامي 1997 و2016، ووجد أنه في كل حالة كان سبب الوفاة “إما غير صحيح أو غائب” وأنه في 75٪ من الحالات لم يتم تقديم سبب للوفاة على الإطلاق.

وشاركت الفيفا رسالةً أرسلتها إلى هيومن رايتس ووتش، جاء فيها: “تسعى الفيفا إلى القيام بدورها في ضمان حماية قوية للعمال الذين يعملون لدى جهات خارجية في بناء مواقع كأس العالم لكرة القدم . ويتطلب هذا العمل تعاونًا وثيقًا مع نظرائها السعوديين، وتواصلًا مع منظمات العمل الدولية ذات الصلة… ونحن على قناعة بأن الإجراءات المطبقة… يمكن أن تضع معيارًا جديدًا لحماية العمال”.

وتم التواصل مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في المملكة العربية السعودية للحصول على تعليق منها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى