السلايدر الرئيسيشرق أوسط

أحمد الشرع يقول ان سوريا لن تكون ساحة للصراع بعد اليوم ويشكر قادة ويدعو للاستثمار لإعادة الإعمار

دمشق – وكالات ـ  أكد الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع أن بلاده تدخل مرحلة جديدة من الانفتاح والاستقرار، معلنًا أن “سوريا بعد اليوم لن تكون ساحة لصراع النفوذ، ولا منصة للأطماع الخارجية”، في خطوة تعكس تحوّلًا استراتيجيًا في الخطاب الرسمي بعد سنوات من الحرب والانقسام.

وفي خطابين متلفزين بُثا على القنوات السورية الرسمية مساء الثلاثاء والأربعاء، أعرب الشرع عن امتنانه لقادة دول عربية وأجنبية ساهموا، حسب وصفه، في دعم سوريا خلال الشهور الماضية، وعلى رأسهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وأمير دولة قطر، والرئيس الإماراتي، بالإضافة إلى الرئيسين الفرنسي والتركي، وملك الأردن، والرئيس المصري.

قرار رفع العقوبات: لحظة مفصلية

وكشف الشرع عن أن لقاءه الأخير مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي جرى في السعودية، تُوّج بقرار “تاريخي وشجاع” يتمثل في رفع كامل العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، وهو ما وصفه بأنه نتيجة لـ “الجهود الخيّرة” التي بذلها القادة العرب وعلى رأسهم السعودية، مضيفًا أن دولًا أوروبية مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا بدأت التحرك في الاتجاه ذاته، تلاها رفع العقوبات من قبل بريطانيا، وليبيا، والجزائر، والمغرب، والسودان، واليمن، والعراق.

ووصف الرئيس الانتقالي هذه الخطوات بأنها نافذة أمل تفتح أبواب المستقبل، رغم ما وصفه بـ”أعباء الماضي وآهاته”.

دعوة مفتوحة للاستثمار

وفي خطابه الثاني مساء الأربعاء، وجّه الشرع دعوة علنية إلى جميع المستثمرين، سواء من السوريين في الداخل والخارج أو من الدول الشقيقة والصديقة، مؤكدًا التزام الحكومة السورية بـ تهيئة بيئة استثمارية جاذبة من خلال تطوير التشريعات وتسهيل الإجراءات.

وقال الشرع:“نؤكد أن سوريا تلتزم بتعزيز المناخ الاستثماري، وتقديم التسهيلات الكفيلة بتمكين رأس المال الوطني والأجنبي من الإسهام الفاعل في إعادة الإعمار والتنمية الشاملة”.

وشدد على أن سوريا تسعى لأن تكون بلدًا للوظائف والازدهار، داعيًا الأتراك والعرب والأصدقاء في مختلف أنحاء العالم للمساهمة في بناء مستقبل اقتصادي جديد.

رسالة سياسية: لا للتقسيم ولا للتدخل

كرر الرئيس السوري الانتقالي التزامه بـ وحدة الأراضي السورية، قائلاً:“لن نسمح بتقسيم سوريا… سوريا لكل السوريين، بكل طوائفهم وأعراقهم، ولكل من يعيش على هذه الأرض المباركة”.

وأكد أن “التعايش هو إرثنا”، وأن الانقسامات التي عرفتها البلاد لم تكن إلا نتيجة “للتدخلات الخارجية”، والتي قال إن بلاده اليوم ترفضها بشكل قاطع.

السياق الإقليمي والدولي

يأتي هذا التغيير في الخطاب بالتوازي مع تحولات دبلوماسية كبيرة تشهدها المنطقة، كان أبرزها قمة الرياض التي جمعت ترامب بعدد من القادة العرب، بمن فيهم الرئيس السوري، في مؤشر إلى إعادة دمج سوريا سياسيًا واقتصاديًا في المحيط الإقليمي والدولي، بعد سنوات من العزلة والعقوبات.

وتُعد هذه التصريحات بمثابة إعلان لمرحلة انتقالية جديدة في سوريا، تقوم على السلم والتنمية بدلاً من الصراع والاصطفاف الإقليمي، مع تمهيد الطريق لعودة الاستثمارات والمساعدات الدولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى