بنّاؤون في أوطانهم هدّامون في أوطاننا… علاقة “الإخوان” بالمحفل الماسوني العالمي
سعيد سلامة
يورابيا – لندن – من سعيد سلامة – قيل الكثير في عشق الإخوان المسلمين للسلطة واستعدادهم غير المحدود لخيانة كل مبادئ الإسلام من أجل السيطرة على مقاليد الحكم والتحكّم في رقاب الناس. تَغَيُّر وتبدّل مواقف الإخوان المسلمين السياسية مسألة لا تحتاج الى إثبات أمّا انتماءاتهم للجمعيات السرية فقد أكّدها أكثر من واحد من أبناء الجماعة نفسها لعلّ أبرزهم رجل الدين المعروف الشيخ محمد الغزالي والقائد السابق بالجماعة ثروت الخرباوي صاحب كتاب “سر المعبد” الذي روى فيه تجربته أيّام كان عضوا بارزا في الجماعة. الخرباوي الذي كان شاهد عيان أورد في شهادته مجموعة من الحقائق التي تؤدي الى نتيجة واحدة يعرفها جيّدا المطلعون على تاريخ جماعة الإخوان وهي انتماء عدد من قادتهم للماسونية العالمية وهو أمر يؤكده طريقة تأسيس التنظيم على أسس وقواعد شبيهة بأسس وقواعد التنظيم الماسوني وتشابه الأهداف ولعله من المفيد هنا ذكر بعض الحقائق والمعلومات التي خرجت من صلب جماعة الإخوان المسلمين من ولم يتجرأ أي من قادتهم أو كتّابهم على مناقشتها أو رفضها أو تكذيبها:
-الهدف: الهدف المعلن للجماعة الذي حدده حسن البنّا والمتمثل في (أستاذية العالم) هو حرفيا نفس الهدف الذي تدعو اليه الماسونية ولعله من المفيد هنا التذكير بأن كلمة أستاذية كلمة مستحدثة وليست ذات أصول عربية وأنّها لم ترد في كتب الدين ولا على لسان رجال الدين من عهد الاسلام الأول وهي مصطلح ماسوني استمدّه حسن البنّا من كتب الماسونية ومفاهيمهم وأهدافهم واعتمدها في تنظيمه الإخواني
– البناء التنظيمي: البناء التنظيمي للجماعة هو ذات البناء التنظيمي المعتمد من قبل الماسونية مع ما يتبع ذلك من تراتبية, فبعد ان يُقبل “المريد” بمرتبة “أخ” تتبعها مراتب “أخ عامل” “وأخ نقيب” ثم “أخ مجاهد” إلى أن نصل الى مرتبة “الأخ الأستاذ” التي لا يبلغها إلا قلّة قليلة من خاصة الخاصة من أمثال حسن البنّا ومحمد بديع ومصطفى مشهور, هذه التراتبية المعتمدة تكاد تكون نسخة طبق الأصل من تراتبية التنظيم الماسوني وتتم وفق المراسم ذاتها المعتمدة في المحفل الماسوني بحضور عدد محدود من الحاضرين وبملابس خاصة
-البيعة: كلمة البيعة مصطلح فقهي إسلامي, والبيعة إحدى شروط جماعة الإخوان في مراحل الانتماء المتقدمة,(البيعة الخاصة وليس البيعة العامة) ما لا يعرفه غير المختصين هو أنّ للمحفل الماسوني بيعة أيضا يقدّم فيها المنتمي شروط الانتماء من ولاء وطاعة وتتم وفق مراسم صارمة ودقيقة في تفاصيلها وهي نفس المراسم التي اعتمدها ويعتمدها تنظيم الإخوان. من بين هذه المراسم طرق الباب بطريقة معينة ثم الدخول الى مكان شديدة الإضاءة يتبعه دخول الى غرفة شديدة الظلام وجلوس أمام رجل مخفي الملامح أمامه طاولة عليها مسدّس ومصحف ويردد نفس نص القسم المعتمد في المحافل الماسونية مع فارق وحيد هو تغيير كلمة “الماسونية” بكلمة “الإخوان” وجدير بالذكر أن من الذين بايعوا البيعة الخاصة محمد مرسي وخيرت الشاطر ومحمّد بديع ومحمود عزّت أمّا القرضاوي فقد كانت بيعته ليوسف طلعت الذي كان مسؤولا عن التنظيم السرّي للإخوان والذي أُعدم سنة 1954 من القرن الماضي.
-ما يلفت الانتباه أيضا هو عدم معرفة نسبٍ متواتر لحسن البنّا الذي قيل الكثير عن أصوله اليهودية حتى أنّ كلمة البنّا لم تكن إسما لعائلة كما لم ترد في أوراقه الثبوتية (الإسم في أوراقه الثبوتية هو حسن أحمد عبد الرحمان الساعاتي) والبنّا أي البنّاء هي صفة أطلقها عليه والده تيمنا بالبنائين الأحرار (Free Masons) وهو الإسم الأصلي الذي اشتقت منه كلمة الماسونية العربية. والشكوك التي تحيط بحسن البنّا ليست جديدة فقد كشف عبّاس العقّاد منذ سبعين سنة أنّ الحي الذي ولد فيه البنّا كان حيّا لا يسكنه ولا يعمل فيه غير اليهود وأن مهنة تصليح الساعات مهنة والد البنّا أحمد عبد الرحمان محمّد الساعاتي كانت مقتصرة على اليهود تقريبا. أمّا سيّد قطب الذي فضح الشيخ محمد الغزالي في كتابه “من ملامح الحق في كفاحنا الإسلامي الحديث ” انتماءه للمحفل الماسوني فقد كان ينشر مقالاته في جريدة التاج المصري التي لم تكن تنشر لغير الماسونيين وكانت صارمة في عدم النشر لأي شخصية سياسية أو فكرية مهما علا شأنها ومركزها إن لم تنتمي للمحفل الماسوني كما كشف الشيخ الغزالي في نفس الكتاب عن قيام منظمات عالمية سرية كالماسونية بزرع مجموعة من أعضائها داخل مراكز القيادة في جماعة الإخوان المسلمين, وربّما يذكرنا هذا باعتراف جمال الدين الأفغاني بانتمائه للمحفل الماسوني قبل خروجه أو طرده منه.
من الجدير ذكره في خضم ما نراه من سعي جماعة الإخوان المسلمين إلى خلق الفتن والانشقاقات داخل الكيانات السياسية وداخل البلدان العربية خصوصا بعد موجة ما يسمى بالربيع العربي وما أدت اليه هذه الفتن الإخوانية من حروب داخلية بين أبناء الوطن الواحد ليبيا وسوريا والعراق واليمن وما خلقته من عداء بين الدول العربية في ما بينها كالأزمة الخليجية وغيرها.. الجدير ذكره او تذكره تاريخيا هو المساعدات المالية الموثقة التي حصل عليها حسن البنّا من شخصيات فرنسية عاملة بإدارة قناة السويس حيث حصل على مبلغ 500 جنيه وهو مبلغ كبير جدّا بمقاييس ذلك الزمن, ما يدفع الى طرح السؤال البديهي, كيف تسنى لمدرس بسيط صغير السن وبلا تأثير يُذكر أن يقابل شخصيات مرموقة ويحصل منها على مبالغ طائلة لتأسيس جماعة دينية؟ وماهي مصلحة بريطانيا وفرنسا من التبرع بالأموال لتأسيس جماعة إسلامية؟ خصوصا أن الحكومة البريطانية وقتها لم تكتفي بمد البنّا بالأموال بل تعدت ذلك إلى رعايته وحمايته بغرض تمكينه من تحقيق الهدف الذي زُرع من أجله هو وجماعته والمتمثل في قطع الطريق على الحركات الوطنية الساعية للحرية والاستقلال والتطور.
إن نظرة متفحصة او حتى بسيطة للحالة السياسية في الوطن العربي ودور جماعة الإخوان المسلمين وتفرعاتها الإرهابية من جماعات الإسلام السياسي تفتح أعيننا وتضعنا وجها لوجه أمام حجم الجريمة التي ارتكبتها وترتكبها جماعة الإخوان المسلمين بحق هذا الوطن وأبنائه منذ أن تأسست لتكون أداةً بيد الاستعمار للفرقة والهدم.