السلايدر الرئيسيصحف

واشنطن بوست: اتهام المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي واستدعاء غير مسبوق للقادة العسكريين يعكسان تصاعد نفوذ ترامب على مؤسسات الدولة

من سعيد جوهر

واشنطن ـ يورابيا ـ من سعيد جوهر ـ قالت صحيفة واشنطن بوست إن التطورات الأخيرة داخل الإدارة الأميركية، من توجيه لائحة اتهام إلى المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي، إلى دعوة غير مسبوقة لعقد اجتماع عاجل لمئات الجنرالات والأميرالات، تعكس اتجاهاً متصاعداً نحو توظيف مؤسسات الدولة – الأمنية والعسكرية – في الصراع السياسي الدائر بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب.

كومي في مواجهة القضاء… وترامب

ذكرت الصحيفة أن هيئة محلفين كبرى في ولاية فرجينيا وجهت لائحة اتهام إلى جيمس كومي، تتضمن تهم الإدلاء بتصريحات كاذبة وعرقلة عمل الكونغرس، على خلفية شهادته عام 2020 بشأن تحقيقات التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية عام 2016. وتصل عقوبة هذه التهم إلى السجن خمس سنوات.

وأوضحت الصحيفة أن هذه الخطوة تمثل ذروة لحملة يقودها ترامب لتعزيز نفوذه على وزارة العدل، ومحاسبة من يعتبرهم خصومه السياسيين، في إطار سعيه لتحويل ملفات القضاء إلى أدوات سياسية.

ورغم إعلان كومي براءته واستعداده لخوض “معركة قانونية حتى النهاية”، إلا أن الصحيفة أشارت إلى انقسامات داخل وزارة العدل نفسها بشأن هذه القضية، حيث عارض عدد من المدعين توجيه الاتهام بسبب ضعف الأدلة، إلا أن إدارة ترامب دفعت بقوة لإصدار اللائحة، بل واستبدلت المدعي العام الرافض للخطوة بمحامية كانت ضمن فريق ترامب القانوني.

قنبلة في البنتاغون: استدعاء غير مسبوق للقادة العسكريين

في تطور آخر وصفته الصحيفة بـ”النادر وغير المسبوق”، أمر وزير الدفاع بيت هيجسيث بعقد اجتماع طارئ في قاعدة كوانتيكو، دعا فيه نحو 800 من كبار الجنرالات والأميرالات الأميركيين من مختلف أنحاء العالم، دون توضيح الأسباب أو جدول الأعمال.

الخطوة أثارت ارتباكاً واسعاً داخل المؤسسة العسكرية، حيث عبّر عدد من القادة عن قلقهم من انعقاد اجتماع بهذا الحجم في مكان واحد، في ظل توفر تقنيات الاتصالات الآمنة، مما اعتبروه مخاطرة أمنية غير مبررة.

ورأت الصحيفة أن هذا الاجتماع يأتي في سياق سلسلة من التحركات المثيرة للجدل من قبل هيجسيث، بينها تخفيض عدد الضباط الكبار بنسبة 20%، وإقالات مفاجئة، إلى جانب اقتراحه إعادة تسمية وزارة الدفاع بـ”وزارة الحرب”.

في حين لم يصدر توضيح رسمي عن سبب الاجتماع، لمّح الرئيس ترامب إلى إمكانية حضوره، قائلاً: “إذا أرادوا ذلك، سأكون هناك”، ما فتح باب التكهنات بشأن وجود بُعد سياسي للقاء.

بين كومي والاجتماع: مؤسسات الدولة في مهب السياسة

تقول واشنطن بوست إن اجتماع البنتاغون المفاجئ، إلى جانب توجيه الاتهام إلى كومي، يمثلان حلقتين مترابطتين في سلسلة محاولات ترامب لتكريس نفوذه داخل مؤسسات الدولة، وتطويعها لخدمة أجنداته السياسية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين دفاعيين وقانونيين قلقهم من أن تتحول مؤسسات مثل وزارة الدفاع ووزارة العدل إلى أدوات لتصفية الحسابات، ما يهدد استقلاليتها وحيادها المفترضين.

وفي ختام التقرير، أكدت الصحيفة أن المرحلة المقبلة قد تشهد تصعيداً أكبر في استخدام أدوات الدولة ضمن صراعات سياسية داخلية، محذّرة من أن هذه التحولات قد تُدخل النظام السياسي الأميركي في مرحلة غير مسبوقة من الاستقطاب، حيث يصبح القضاء والجيش طرفين فاعلين في معركة السلطة، لا ضامنين لحيادها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى