نيودلهي تتهم إسلام آباد بهجوم صاروخي وترد بضربات داخل لاهور

نيودلهي ـ وكالات ـ اتهمت الهند، فجر الخميس، باكستان بشن هجوم على أراضيها باستخدام طائرات مسيّرة وصواريخ، في تصعيد عسكري حاد بين البلدين النوويين، هو الأبرز منذ أشهر. وقالت وزارة الدفاع الهندية إن الهجوم استهدف مواقع عسكرية في إقليم كشمير الهندي وولاية البنجاب، مؤكدة أن دفاعاتها الجوية نجحت في “تحييد” هذه التهديدات.
وفي رد سريع، نفّذت الهند فجر اليوم ضربات عسكرية استهدفت أنظمة رادار ودفاعات جوية في مدينة لاهور شمال باكستان، بحسب ما أعلنته الوزارة في بيان رسمي، مشيرة إلى أن الرد جاء “في المجال نفسه وبالشدة نفسها”.
الأهداف والمواقع المستهدفة
أوضحت وزارة الدفاع الهندية أن الطائرات المسيّرة والصواريخ الباكستانية حاولت استهداف منشآت عسكرية في مناطق متفرقة من كشمير الهندية والبنجاب، دون أن تكشف تفاصيل إضافية حول طبيعة الأضرار.
وتجري في الوقت الحالي عمليات جمع وتحليل حطام المقذوفات في عدة مواقع، في محاولة لتحديد نوع الأسلحة المستخدمة، وفق البيان.
ضربات هندية داخل العمق الباكستاني
ورداً على الهجوم، قالت الوزارة إن القوات المسلحة الهندية استهدفت صباح الخميس مواقع عسكرية حساسة داخل باكستان، شملت “رادارات وأنظمة دفاع جوي”، مؤكدة “تحييد” أحد الأنظمة في لاهور.
وتُعد هذه الضربة واحدة من أندر المرات التي تعترف فيها الهند صراحة بتنفيذ هجوم داخل عمق الأراضي الباكستانية، ما يعكس تصعيداً خطيراً قد يؤدي إلى انهيار التهدئة الهشة بين الجانبين.
قتلى مدنيون وتصعيد خطير
ووفق وزارة الدفاع الهندية، فإن القصف الباكستاني عبر خط المراقبة في كشمير منذ الأربعاء تسبب بمقتل 16 شخصًا، من بينهم 3 نساء و5 أطفال، في حين اتهمت نيودلهي إسلام آباد بـ”تكثيف قصفها غير المبرر باستخدام مدافع الهاون والمدفعية الثقيلة”.
دعوات للتهدئة… مشروطة
رغم التصعيد، شددت الهند في بيانها على أنها “لا تسعى إلى التصعيد”، لكنها ربطت استمرار التهدئة بالتزام الجيش الباكستاني بعدم تنفيذ المزيد من الهجمات، في رسالة تحذيرية تشير إلى إمكانية الرد بقوة أكبر في حال تكرار الاعتداءات.
خلفية النزاع
وتأتي هذه التطورات في ظل تاريخ طويل من التوترات العسكرية بين الهند وباكستان، لا سيما في إقليم كشمير المتنازع عليه، والذي شكّل على مدار عقود نقطة اشتعال دائمة. وتسببت المناوشات المتكررة، رغم اتفاقات وقف إطلاق النار السابقة، في مقتل المئات من المدنيين والجنود على الجانبين.
ويمثل التصعيد الحالي أحد أخطر التحركات العسكرية بين القوتين النوويتين في جنوب آسيا منذ حادثة “بالاكوت” في فبراير 2019، والتي أدت حينها إلى اشتباك جوي هو الأول منذ عقود.