السلايدر الرئيسيتحقيقات

موقع أكسيوس الامريكي: تغيير النظام الإيراني يلوح كهدف غير معلن للحرب الإسرائيلية

من سعيد سلامة

لندن ـ يورابيا ـ من سعيد سلامة ـ قال موقع أكسيوس الإخباري الأميركي إن النجاح الكبير الذي حققته إسرائيل في المرحلة الأولى من هجماتها على إيران، والتي مكّنت سلاحها الجوي من فرض سيطرة شبه كاملة على أجواء طهران، أعاد إلى الواجهة النقاش حول احتمال تغيير النظام في إيران كأحد الأهداف غير المعلنة للحرب.

وأضاف الموقع أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ألمح إلى هذا الهدف ضمنيًا في عدد من التصريحات الإعلامية خلال اليومين الماضيين، في وقت لا يزال فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب غير مقتنع حتى الآن بهذا الخيار، بحسب ما نقل الموقع عن مسؤولين أميركيين.

خلاف في الرؤى بين تل أبيب وواشنطن

وأوضح أكسيوس أن نقطة الخلاف بين الطرفين برزت خلال عطلة نهاية الأسبوع، عندما اعتقد الجيش الإسرائيلي أنه أمام فرصة لاغتيال المرشد الأعلى علي خامنئي، إلا أن ترامب رفض تنفيذ العملية. ونقل الموقع عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قوله إن “الأمر يشبه الاختيار بين آية الله تعرفه وآخر لا تعرفه”.

ورغم ذلك، شدد المسؤول على أن الرئيس “قد يغير موقفه في أي لحظة”، محذرًا من أن “ترامب قادر على اتخاذ قرار بالتدخل وشنّ عملية كبيرة في أي وقت”.

وأشار الموقع إلى أن الرئيس الأميركي أصدر خلال الليل تحذيرًا حادًا دعا فيه سكان طهران (الذين يبلغ عددهم نحو 10 ملايين نسمة) إلى مغادرة المدينة “فورًا”، قبل أن يعلن عن مغادرته المبكرة لقمة مجموعة السبع، ما أثار تكهنات واسعة باحتمال شنّ هجوم أميركي وشيك، سرعان ما نفته واشنطن لاحقًا.

إسرائيل: تغيير النظام ليس هدفًا رسميًا.. لكنه مطروح

وذكر أكسيوس أن مسؤولين إسرائيليين نفوا أن يكون تغيير النظام في إيران هدفًا رسميًا معتمدًا من الحكومة الأمنية في تل أبيب، أو أن الجيش تلقى تعليمات سياسية واضحة بهذا المعنى. ومع ذلك، أكد الموقع أن النقاش داخل إسرائيل حول هذا الخيار “أصبح أعلى صوتًا وأكثر صراحةً”.

وبحسب التقرير، صرّح نتنياهو علنًا في مقابلة مع قناة Fox News يوم الأحد أن الحرب قد تفضي إلى تغيير النظام الإيراني، وذهب أبعد من ذلك في حديث مع ABC News حين قال إن قتل خامنئي “لن يؤدي إلى تصعيد الصراع بل إلى إنهائه”، مضيفًا أن “إسرائيل ستفعل ما يلزم”.

كما كرّر نتنياهو هذه الرسائل في مؤتمر صحفي، وذهب للظهور في برنامج تلفزيوني إيراني معارض بعنوان “تغيير النظام في إيران”، مشيرًا إلى أن “أحدًا لم يتوقع انهيار الاتحاد السوفيتي أو نظام الأسد في سوريا، ومع ذلك حدث ذلك”.

البيت الأبيض لا يؤيد “تغيير النظام” بالقوة

أضاف أكسيوس أن البيت الأبيض لا يدعم توسيع نطاق الحرب الإسرائيلية لتشمل تغيير النظام في إيران بالقوة، بل يركّز فقط على إضعاف قدراتها النووية والصاروخية. ونقل الموقع عن مسؤول أميركي قوله: “قد يكون الإسرائيليون أكثر ارتياحًا لفكرة تدمير النظام الإيراني منّا. لكن على العالم أن يُجمع على تدمير القدرة النووية، لا الدولة بأكملها”.

ضربات تطال الإعلام… والحرب النفسية مستمرة

وأشار الموقع إلى أن إسرائيل، بعد استهداف المواقع العسكرية والنووية في الأيام الأولى، وسّعت دائرة ضرباتها لتشمل أهدافًا مدنية مرتبطة بالنظام، إذ قصفت يوم الاثنين مبنى التلفزيون الرسمي الإيراني أثناء بث مباشر. وادعى الجيش الإسرائيلي أن المبنى يُستخدم لأغراض عسكرية، بينما قال نتنياهو إن الهدف من الضربة “تقويض قدرة النظام على نشر الدعاية بين الإيرانيين”.

وأكد رئيس الحكومة الإسرائيلية أن “المزيد من الأهداف سيتم استهدافها خلال الأيام المقبلة”.

الوضع الداخلي الإيراني.. لا احتجاجات حتى الآن

وبحسب أكسيوس، فإن إيران لم تشهد احتجاجات شعبية واسعة حتى الآن، رغم الصدمة التي خلّفتها الضربات، حسبما أكده الباحث الإسرائيلي في الشؤون الإيرانية راز زيمت. وقال زيمت إن “النظام الإيراني لا يزال متماسكًا، بل يبدو أنه يُغلق صفوفه أمام التهديد الخارجي”.

وأضاف أن فشل الأجهزة الأمنية الإيرانية في منع الضربات قد يزيد من غضب الشارع، لكنه أشار إلى أن صور المدنيين المصابين والمباني المدمرة تعزز، في الوقت الراهن، “مشاعر التضامن الوطني والتفاف الناس حول النظام”.

ما الذي يمكن أن يحدث لاحقًا؟

ختامًا، نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين أن السؤال المطروح الآن ليس إن كان تغيير النظام هدفًا رسميًا للحرب، بل إن كانت الضغوط العلنية نحو هذا الخيار قد تجبر خامنئي في نهاية المطاف على تقديم تنازلات جوهرية، من ضمنها تفكيك البرنامج النووي الإيراني، للحفاظ على بقاء النظام نفسه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى