متجاهلة دعوة ترامب بوقف القصف.. إسرائيل تقتل 38 فلسطينيا بغزة.. وترحل 137 ناشطا من أسطول المساعدات ومستوطنون يحرقون مركبة ويقطعون أشجارا بالضفة
عواصم ـ وكالات ـ قتل الجيش الإسرائيلي، منذ فجر السبت، 38 فلسطينيا بينهم طفلة وأصاب آخرين في هجمات متواصلة على قطاع غزة، متجاهلا دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الجمعة، بوقف القصف على القطاع بشكل فوري.
وفي إطار رده على إعلان حركة حماس موافقتها على الإفراج عن الأسرى وفق مقترحه، قال ترامب إنه يعتقد أن حماس، باتت “مستعدة لسلام دائم”، داعيا إسرائيل إلى وقف قصف غزة “فورا” من أجل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
وحسب مصادر طبية وشهود عيان للأناضول، فإن الهجمات على غزة لم تتوقف رغم دعوة ترامب، حيث استهدف الجيش الإسرائيلي منازل وتجمعات مدنية في أنحاء مختلفة من القطاع.
شمال القطاع
شمال القطاع، أسفرت الهجمات الإسرائيلية المتواصلة عن مقتل 22 فلسطينيا على الأقل، وفق المصادر الطبية.
وفي التفاصيل، استشهد 6 فلسطينيين على الأقل وأصيب وفقد آخرون تحت الأنقاض إثر قصف إسرائيلي استهدف منزلا مأهولا لعائلة المظلوم والرفاتي في حي التفاح شمال شرقي مدينة غزة.
ووسط المدينة، استشهد فلسطيني بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في شارع اليرموك.
وشمال غربي المدينة، استشهد فلسطيني وأٌصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف تجمعا مدنيا قرب مخبر الشرق في منطقة اللبابيدي.
وقرب منطقة اللبابيدي، أُصيب فلسطيني جراء إلقاء مسيرة إسرائيلية من نوع “كواد كابتر” قنبلة صوبه.
كما استشهد 14 فلسطينيا في هجمات إسرائيلية على مناطق متفرقة من مدينة غزة لم ترد تفاصيل بشأنها.
وفي مدينة غزة كذلك، نفذ الجيش الإسرائيلي عمليات نسف وتفجير واسعة بالروبوتات المسيرة والمفخخة في أحياء الصبرة وتل الهوى جنوبا، وحيي الرمال والنصر ومخيم الشاطئ غربا.
كما كثف الجيش من عمليات قصفه الجوي والمدفعي على مناطق مختلفة من المدينة خاصة محيط مفترق الغفري (وسط) وشارع النفق (شمال شرق).
وقصفت المدفعية الإسرائيلية بشكل مكثف الأنحاء الشرقية من حي الزيتون شرقي مدينة غزة.
وميدانيا، أفاد شهود عيان بتراجع محدود لآليات الجيش الإسرائيلي من مواقع تواجدها في شارع الجلاء وحي النصر وسط وغربي مدينة غزة، لعشرات الأمتار فقط.
وأكدوا أن الجيش ما زال يسيطر على تلك المناطق بنيران مسيراته التي تحلق على مستويات منخفضة في سماء مدينة غزة وتطلق نيرانها على أي حركة هناك.
ووثق شهود عيان وصحفيون تمكنوا من الوصول إلى شارع الجلاء وحي النصر، رغم خطورة الأوضاع الأمنية والاستهدافات المتواصلة، دمارا كبيرا حل بالمنطقة جراء العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة.
وأفادوا بأن الجيش الإسرائيلي سوى عشرات المباني في تلك المناطق بالأرض كما ألحق دمارا واسعا بالبنى التحتية والشوارع.
في 8 أغسطس/ آب الماضي، أقرت حكومة إسرائيل خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزة، التي يسكنها نحو مليون فلسطيني.
وبعد ذلك بـ3 أيام، بدأ الجيش الإسرائيلي هجوما واسعا على مدينة غزة، شمل تدمير منازل وأبراج وممتلكات مواطنين وخيام نازحين، وقصف مستشفيات، وتنفيذ عمليات توغل.
وسط القطاع
وسط القطاع، أسفرت الهجمات الإسرائيلية عن استشهاد فلسطينيين اثنين، وفق المصادر الطبية.
ففي مخيم النصيرات، استشهد طفلة فلسطينية وأُصيب آخرون بقصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في شارع العشرين.
وفي المحافظة الوسطى، استشهد فلسطيني ثانٍ في هجمات إسرائيلية لم ترد تفاصيل بشأنها.
جنوب القطاع
جنوب القطاع، استشهد 5 فلسطينيين في هجمات إسرائيلية متفرقة لم ترد تفاصيل بشأنها.
ففي مدينة خان يونس، واصل الحيش الإسرائيلي قصفه المدفعي المكثف على أنحاء مختلفة منها فيما أطلقت آلياته النار بشكل عشوائي صوب مناطق شمال ووسط المدينة.
كما جددت المدفعية الإسرائيلية قصفها للمناطق الشمالية من خان يونس.
يأتي ذلك في وقت تحدثت فيه إذاعة الجيش الإسرائيلي وهيئة البث العبرية الرسمية عن توجيه المستوى السياسي بـ”وقف عملية احتلال مدينة غزة” و”تقليص النشاط العسكري في القطاع ليكون دفاعيا بحتا”.
وتزامن ذلك من بيان لمكتب نتنياهو قال إن “إسرائيل تستعد في ضوء رد حماس، لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب للإفراج الفوري عن جميع الرهائن”.
ومساء الجمعة، قالت حماس، في بيان، إنها سلمت ردها على خطة ترامب بشأن غزة للوسطاء، معلنة موافقتها على الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات.
كما جددت حماس موافقتها على تسليم إدارة القطاع لهيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط) بناء على التوافق الوطني الفلسطيني، واستنادا للدعم العربي والإسلامي، مشددة في المقابل على مستقبل القطاع وحقوق الشعب تناقش في إطار فلسطيني.
وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها نحو 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وفي 29 سبتمبر/ أيلول المنصرم، أعلن ترامب، عن خطة تتألف من 20 بندا، من بينها: الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة خلال 72 ساعة من موافقة إسرائيل على الخطة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح حركة حماس.
ترحيل ناشطين من أسطول المساعدات الى تركيا
اكدت وزارة الخارجية الاسرائيلية السبت أنها رحَّلت إلى تركيا 137 ناشطا إضافيا من أسطول المساعدات لقطاع غزة الذي اعترضته إسرائيل الاربعاء.
وقالت الخارجية في بيان على منصة اكس “تم ترحيل 137 محرضا إضافيا من أسطول حماس-الصمود اليوم الى تركيا”، مضيفة أن “اسرائيل تسعى الى تسريع وتيرة ترحيل جميع المحرضين”. ولفتت الى أن “بعض هؤلاء يعرقلون عمدا عملية الترحيل القانونية”.
واوضحت الوزارة أن الاشخاص الذين رحلوا السبت مواطنون من الولايات المتحدة وإيطاليا والمملكة المتحدة وسويسرا والأردن والعديد من البلدان الاخرى.
رحلت اسرائيل الجمعة أربعة ناشطين ايطاليين، هم الدفعة الاولى بين مئات كانوا موجودين على متن الاسطول وتم اعتقالهم.
وكان “أسطول الصمود العالمي” انطلق مطلع أيلول/سبتمبر من إسبانيا مع حوالى 45 سفينة على متنها مئات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين من أكثر من 40 دولة، محمّلة بحليب أطفال ومواد غذائية ومساعدات طبية. وأكّد القيّمون عليه إنهم في “مهمة سلمية وغير عنيفة”.
وبدأت البحرية الاسرائيلية اعتراض السفن الاربعاء. وأعلن مسؤول اسرائيلي الخميس أن سفنا تقل أكثر من 400 شخص منعت من الوصول الى قطاع غزة المحاصر والمدمر.
الضفة الغربية واعتداءات المستوطنين
هاجم مستوطنون إسرائيليون، صباح السبت، منزلا فلسطينيا وأحرقوا مركبة، فيما أقدم آخرون على قطع أشجار زيتون جنوب مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
وأفادت مصادر محلية، بأن مجموعة مستوطنين انطلقوا من مستوطنة “سوسيا”، وهاجموا صباحا منزل الفلسطيني يوسف موسى الواقع في تجمع “واد الرخيم” المحاذي لقرية سوسيا بمسافر يطا جنوب الخليل.
وأوضحت المصادر أن المستوطنين أضرموا النار في مركبة موسى وأحرقوها كما شرعوا بتكسير نوافذ منزله.
وفي خِربة (تجمع سكني صغير) “أم الخير” بمسافر يطا، أقدم مستوطنون على تقطيع أشجار زيتون، كما اعتدوا على الفلسطينيين في الخربة، وفق ذات المصادر.
وخلال سبتمبر/ أيلول الماضي، شن مستوطنون وقوات من الجيش الإسرائيلي ألفا و215 اعتداء، في الضفة بينها 490 اعتداء شنها المستوطنون، بحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وتنوعت الاعتداءات بين “هجمات مسلحة على قرى فلسطينية، وفرض وقائع على الأرض، وإعدامات ميدانية، وتخريب وتجريف أراض، واقتلاع أشجار”.
كما شملت “الاستيلاء على ممتلكات فلسطينية، إلى جانب تنفيذ إغلاقات، ونصب حواجز تقطع أواصر الجغرافيا الفلسطينية”.
وبموازاة حرب الإبادة بقطاع غزة، قتل الجيش الإسرائيلي ومستوطنون بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1048 فلسطينيا، وأصابوا نحو 10 آلاف و300، إضافة لاعتقال أكثر من 19 ألفا بينهم 400 طفل، بحسب معطيات فلسطينية رسمية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلّفت 66 ألفا و288 شهيدا، و169 ألفا و165 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 455 فلسطينيا بينهم 151 طفلا.