السلايدر الرئيسيالعالم

هدوء هش يسيطر على الصراع الإعلامي بين ترامب وماسك بعد مكالمة رسمية.. ومصادر تكشف غموض العلاقة

من سعيد جوهر

واشنطن ـ يورابيا ـ من سعيد جوهر ـ قالت صحيفة “بوليتيكو” في تقرير موسع إن الهدوء الهش الذي ساد الصراع المفتوح بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورجل الأعمال إيلون ماسك على وسائل التواصل الاجتماعي لا يزال قائماً بعد مكالمة هاتفية جرت بين ممثلي الطرفين يوم الجمعة الماضي، حسبما أفاد مسؤولون مطلعون في البيت الأبيض.

وأضافت الصحيفة أن مسؤولاً رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية، طلب عدم الكشف عن هويته، وصف فترة توقف ترامب عن نشر تغريدات على منصة “Truth Social” التي يمتلكها ماسك بأنها “توقف مؤقت وليس علامة رضا”، مشيراً إلى أن العلاقة بين الرجلين ما تزال غامضة وغير واضحة المعالم حتى الآن، مع احتمالات عدة لمستقبل تلك العلاقة.

وقالت الصحيفة إن الصراع بين ترامب وماسك شهد تصعيداً لافتاً في الأسابيع الماضية، حيث تضمن اتهامات متبادلة حادة؛ فقد اقترح ماسك عزل ترامب، بينما رد الأخير بتهديدات بإلغاء العقود الفيدرالية التي ترتبط بشركات ماسك، مثل شركة الفضاء “سبيس إكس” وشركة السيارات الكهربائية “تسلا”. ومع ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن كلاً من ترامب وماسك لم يكن يرغب فعلياً في تصعيد النزاع إلى مواجهة حقيقية، وفق ما أبلغت به مصادر مطلعة على ردود أفعال الرجلين.

وأوضحت الصحيفة أن ماسك لم يرد حتى الآن على طلبات التعليق التي وجهت إليه بشأن آخر المستجدات في الخلاف مع الرئيس السابق.

وبحسب “بوليتيكو” فإن أحد أسباب توتر العلاقة بين الرجلين كان تلميح ماسك إلى وجود ترامب ضمن ما يعرف بـ”ملفات إبستين” الخاصة بجيفري إبستين، رجل الأعمال الراحل المتهم في قضايا استغلال جنسي وإتجار بالبشر، وهو ما أغضب ترامب بشدة، إذ نفى بشكل قاطع تورطه بأي مخالفات في هذه القضايا، رغم أن وثائق قضائية صدرت تضمنت اسم ترامب ضمن قائمة شخصيات بارزة ذُكرت في سياق التحقيقات.

وأضافت الصحيفة أن حفيظة ترامب ازدادت بسبب تصريحات ماسك التي نسب فيها لنفسه الفضل في فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، مدعياً أن الدعم المالي الكبير الذي قدمه من خلال مساهمات سياسية تجاوز ربع مليار دولار كان العامل الحاسم في نجاح ترامب. ونقلت الصحيفة عن تغريدة نشرها ماسك على موقع “X” قوله: “هذا جحود كبير”، في إشارة إلى نكران ترامب لهذا الدعم.

وأشار التقرير إلى أن هذا النزاع الإعلامي وقع في وقت حرج، حيث يركز ترامب وزعماء الحزب الجمهوري على تمرير حزمة تشريعات داخلية تعتبر الأبرز خلال فترة حكم ترامب الثانية، والتي تحوي إصلاحات وأولويات تشريعية واسعة النطاق.

ونقلت “بوليتيكو” عن السكرتيرة الصحفية لترامب، كارولين ليفيت، قولها إن الرئيس “يواصل العمل على تمرير مشروع القانون الكبير والجميل”، رداً على انتقادات ماسك لمشروع القانون الذي وصفه الأخير بأنه يحتوي على “كمية كبيرة من لحم الخنزير المقزز”، في إشارة إلى الإنفاق الحكومي غير الضروري.

وأشارت الصحيفة إلى أن توتر العلاقة بين ترامب وماسك لم يبدأ فقط مع تلك الخلافات العلنية على منصات التواصل، بل كان هناك عدة توترات خلف الكواليس، من بينها استياء ترامب من تصريحات ماسك التي انتقد فيها قدرة وزارة الطاقة الأمريكية على خفض البيروقراطية الحكومية، الأمر الذي أدى إلى خطوة غير مسبوقة من البيت الأبيض بسحب ترشيح جاريد إسحاقمان، المرشح المقرب لماسك، لمنصب قيادة وكالة ناسا.

ووفق الصحيفة، فإن قرار سحب الترشيح كان من تنفيذ سيرجيو جور، مدير شؤون الموظفين في البيت الأبيض، الذي كانت علاقته بماس كانت متوترة للغاية، كما أظهرت الصحيفة أن ماسك رفض التعاون مع جور بعد اجتماع لمجلس الوزراء في مارس/آذار الماضي، حيث أُبلغ المسؤولون الحكوميون أنهم يتحملون مسؤولية إداراتهم، وليس ماسك.

ولفتت “بوليتيكو” إلى أن ماسك قاد سلسلة من عمليات الطرد الجماعي في الوكالات الحكومية، وأصدر تحذيرات صارمة لموظفي الحكومة، مما أثار انتقادات حادة ودعاوى قضائية من جانب المشرعين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

وختمت الصحيفة تقريرها بأن أغلب المراقبين والخبراء في الشأن السياسي الأمريكي يعتقدون أن ترامب لا يزال يمتلك اليد العليا في هذه المواجهة، خصوصاً داخل قواعد الحزب الجمهوري، لكن وجود ماسك، باعتباره أغنى رجل في العالم، وصاحب منصة إلكترونية ذات تأثير واسع النطاق، يخلق تحدياً جديداً وغير مسبوق للرئيس السابق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى