السلايدر الرئيسيصحف

واشنطن بوست: دول عربية تعاونت سراً مع الجيش الإسرائيلي خلال حرب غزة

من سعيد سلامة

لندن ـ يورابيا ـ من سعيد سلامة ـ قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، في تقرير نشر بتاريخ 11 أكتوبر 2025، إنّ عدداً من الدول العربية أقامت تعاوناً استخباراتياً وعسكرياً مباشراً مع إسرائيل خلال حرب غزة الأخيرة، وفقاً لوثائق سرية مسرّبة من أجهزة الأمن القومي الأمريكي.

وذكرت الصحيفة أنّ الوثائق المسربة تكشف عن “شبكة تنسيق غير معلنة” ضمّت مسؤولين عسكريين وأمنيين من إسرائيل ودول عربية رئيسية، من بينها السعودية والإمارات ومصر والأردن وقطر، وقد تمّت الاتصالات بين هذه الأطراف بوساطة أمريكية “تحت غطاء دبلوماسي”.

وأضافت واشنطن بوست أنّ التنسيق شمل تبادل معلومات استخباراتية عالية الحساسية حول تحركات الفصائل الفلسطينية في غزة، واستخدام بعض الدول العربية أنظمة مراقبة إقليمية وأقمار صناعية عسكرية لتوفير معلومات مباشرة للجيش الإسرائيلي.

وأوضح التقرير أنّ الإدارة الأمريكية لعبت دور الوسيط الرئيسي في هذا التعاون، إذ استضافت اجتماعات “خاصة وسرّية” في أوروبا خلال ربيع وصيف 2025، شارك فيها ضباط من الجيشين الإسرائيلي والعربي، تحت إشراف مستشارين من البنتاغون ووكالة المخابرات المركزية (CIA).

وقال أحد المسؤولين الأمريكيين – وفقاً للصحيفة – إنّ الهدف الرسمي لهذه الاجتماعات كان “منع توسّع الحرب وخفض التصعيد”، غير أنّ الوقائع تُشير إلى أنّ التعاون ركّز عملياً على تبادل البيانات الاستخباراتية التكتيكية التي ساعدت إسرائيل في تحسين دقة عملياتها العسكرية في غزة.

وأضاف التقرير أنّ السعودية والإمارات قدمتا “تسهيلات لوجستية وتقنية”، في حين ساهمت مصر والأردن في “تبادل معلومات ميدانية عبر قنوات أمنية”، بينما شاركت قطر بوساطة مالية واستخباراتية محدودة مرتبطة بملف الرهائن والوساطات الإنسانية.

وأشار التقرير إلى أنّ هذا التنسيق يأتي امتداداً لما وصفته واشنطن بـ“الشراكة الهادئة” التي تطورت منذ عام 2022 في أعقاب اتفاقات إبراهيم، غير أنّ وثائق الأمن القومي تكشف أنّ التنسيق في حرب غزة كان “الأكثر عمقاً واتساعاً في التاريخ العربي الإسرائيلي الحديث”.

وبحسب الصحيفة، فإنّ إسرائيل استفادت من هذا التعاون لتعزيز قدراتها على استهداف البنية التحتية العسكرية لحركة حماس وتقليل خسائرها الميدانية، بينما حصلت الدول العربية المشاركة على التزامات أمنية أمريكية إضافية تتعلق بحمايتها من التهديدات الإيرانية.

وختمت واشنطن بوست بالقول إنّ الوثائق المسرّبة “تكشف عن فصل جديد في العلاقات الإسرائيلية – العربية”، مشيرة إلى أنّ “التحالفات الأمنية السرية باتت تتقدّم على الخطاب السياسي العلني”، وأنّ القضية الفلسطينية أصبحت ملفاً أمنياً أكثر منها مسألة تضامن عربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى