مسيرات تضرب بورتسودان لليوم السادس والإمارات ترفض اتهامات بتسليح الدعم السريع
بورتسودان ـ وكالات ـ تشهد مدينة بورتسودان الساحلية، العاصمة المؤقتة للحكومة السودانية، تصعيداً عسكرياً خطيراً لليوم
السادس على التوالي، مع استمرار الهجمات بالمسيّرات الهجومية التي تُنسب إلى قوات الدعم السريع، في وقت نفت فيه دولة الإمارات بشدّة الاتهامات الموجّهة إليها بتزويد هذه القوات بأسلحة صينية الصنع.
ووفقاً لتقارير ميدانية، شنّت قوات الدعم السريع خلال الأيام الماضية هجمات متكررة بطائرات مسيّرة استهدفت منشآت استراتيجية بينها قاعدة عثمان دقنة الجوية، مستودعات النفط، ومواقع للجيش السوداني في بورتسودان، كسلا، كنانة، كوستي وتندلتي. وأسفرت الضربات عن خسائر بشرية ومادية، منها اندلاع حرائق في مستودعات الوقود في كوستي، وسقوط قتلى وجرحى بين المدنيين والعسكريين.
ويتّهم الجيش السوداني الإمارات بتزويد الدعم السريع بأسلحة متقدمة، وهي تهم تجد دعماً من تقارير دولية. منظمة العفو الدولية نشرت الخميس تقريراً كشفت فيه وجود قنابل موجهة وقذائف صينية الصنع استخدمت في الهجمات، وقالت إن مصدرها الوحيد المؤكد هو الإمارات التي استوردت هذا النوع من الذخائر عام 2019.
لكن في ردّ رسمي، رفضت وزارة الخارجية الإماراتية بشدة الاتهامات، وصرّح مساعد وزير الخارجية للشؤون الأمنية والعسكرية، سالم الجابري، بأن “هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة وتفتقر إلى الأدلة المثبتة”، مضيفاً أن “المدفع المشار إليه في التقرير متوفر في السوق الدولية منذ عقد، وليس صحيحاً أن الإمارات وحدها استوردته”.
ووصفت الإمارات التقرير بأنه “مضلل”، مؤكدة أنها “لم تزود أي طرف متورط في الصراع السوداني بالأسلحة”. كما رفضت الاعتراف بقرار الحكومة السودانية قطع العلاقات الدبلوماسية معها، معتبرة أن الجهة التي اتخذت القرار “لا تمثل الحكومة الشرعية للسودان”.
ومنذ اندلاع النزاع في أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قُتل عشرات الآلاف ونزح أكثر من 13 مليون شخص. وتُسيطر قوات الدعم السريع حالياً على أجزاء واسعة من غرب وجنوب السودان، فيما يحتفظ الجيش بسيطرته على الشمال والشرق والوسط.
وتشكل بورتسودان نقطة ارتكاز أساسية للمساعدات الإنسانية الدولية، لكن استمرار استهدافها يهدد بعزلها تماماً ويُفاقم من أزمة إنسانية غير مسبوقة في البلاد، لا سيما مع إعلان المجاعة في مناطق متعددة.