نائبة رئيس البرلمان الأوروبي كاتارينا بارلي تحذر من تحالفات اليمين المتطرف
بروكسل ـ وكالات ـ بمناسبة مرور عام على إجراء الانتخابات الأوروبية، تتحدث كاتارينا بارلي، وهي أحد نواب رئيس البرلمان الأوروبي، عن ديناميكيات السلطة المتغيرة داخل المؤسسة، وعن التهديد المتزايد للتضليل الإعلامي.
وأعربت بارلي عن اعتقادها أن نبرة النقاش في البرلمان الأوروبي صارت “أشد قسوة”، وذلك بعد مضي عام واحد من انتخاب مواطني الاتحاد الأوروبي الأعضاء الجدد بالمجلس التشريعي.
وأتاحت الانتخابات التي جرت خلال الفترة من 6 إلى 9 يونيو/حزيران من العام الماضي فرصة التصويت أمام نحو 373 مليون مواطن من الدول الأعضاء السبع والعشرين بالاتحاد الأوروبي. واتسمت نتائج الانتخابات بالتحول إلى اليمين، حيث حققت الأحزاب اليمينية، واليمينية المتطرفة، مكاسب واسعة النطاق.
وأعربت بارلي، وهي عضو في الحزب الديمقراطي الاجتماعى، في ألمانيا، وفي تكتل “التحالف التقدمي للاشتراكيين والديمقراطيين” بالبرلمان الأوربي، لغرفة الأخبار الأوروبية (إي إن آر) في مقابلة، عن شعورها بالقلق إزاء التعاون السياسي المتنامي بين اليمين المتطرف وبين المحافظين – وكذلك التهديد المتزايد الذي يشكله التضليل الإعلامي على الديمقراطيات في القارة.
وفي معرض رد بارلي على سؤال عن أكبر إنجاز تشريعي للبرلمان الأوروبي بعد مرور عام على الانتخابات، قالت إن الاتحاد الأوروبي هو المنطقة القانونية الوحيدة في العالم التي تمكنت من تنظيم المجال الرقمي، “واعتقد أن هذا هو أكبر إنجاز حققناه و(سوف نواصل) التوسع خلال هذه الولاية الجديدة”. ولدى سؤالها عن كيف تغيرت الديناميكيات في البرلمان الأوروبي بعدما كسب اليمين واليمين المتطرف أرضية في الانتخابات، أجابت بأن النبرة في البرلمان الأوروبي صارت “أشد قسوة”، كما تغيرت الأغلبية، “ولذلك نرى أحيانا أغلبية تقدمية، ولكن في بعض الأحيان نرى أيضا أغلبية من المحافظين مع اليمين المتطرف. وهذا أمر يصيبنا بالقلق كتقدميين وديمقراطيين”.
وعن التحدي الديمقراطي الأكبر الذي تعتقد بارلي أنه يواجه المصداقية الديمقراطية للمؤسسة، بوصفها أحد نواب رئيس البرلمان، قالت: “التحدي الأكبر أمامنا جميعا في مجتمعاتنا الديمقراطية هو التضليل الإعلامي. نرى أنه أصبح من السهل للغاية استهلاك الأكاذيب ونظريات المؤامرة، بينما أصبح من الصعب للغاية الحصول على معلومات موثوقة، ويعتمد عليها. هذا تحد متواصل، وتعتمد الديمقراطية عليه. إذا تم تضليلنا جميعا والتلاعب بمعلوماتنا، فإن الديمقراطية في خطر حقيقي”.
ولدى سؤال بارلي عن قاعدة في الاتحاد الأوروبي يستفيد منها المواطنون يوميا، دون أن يعرفونها، قالت: “الاتحاد الأوروبي يحميك ويحمي بياناتك الشخصية على الإنترنت، وأيضا في الحياة اليومية العادية، في أن تكون المنتجات التي تستهلكها صحية وجديرة بالثقة. “
وأوضحت أنه “على سبيل المثال، فرضنا حظرا في مجال صناعة مستحضرات التجميل على 1600 مادة كيميائية، في حين أن الولايات المتحدة، على سبيل المثال، حظرت 11 مادة كيميائية فقط. ولذلك، أنت في أمان تام هنا عندما تستهلك المنتجات في الاتحاد الأوروبي”.
ولدى سؤالها عما إذا كانت التحركات الأخيرة للمفوضية، على سبيل المثال فيما يتعلق بحقوق المسافرين، تشير إلى اتجاه نحو إضعاف حماية المستهلك، وهل يستطيع البرلمان التصدي لذلك، قالت بارلي إنه في ظل الأغلبيات الجديدة بالبرلمان الأوروبي، “نرى تحولا صوب مصالح الاقتصاد والقدرة التنافسية والقضاء على الروتين، وما إلى ذلك، وعلينا أن نتسم بالحذر للغاية حتى لا تكون حماية المستهلك ضمن الروتين الذي يتم القضاء عليه أيضا. ولذلك نحن بحاجة إلى الأغلبية السياسية لمواصلة حماية المستهلكين في الاتحاد الأوروبي. وسوف نكافح من أجل ذلك.