برلين تؤكد إجلاء مواطنين من غزة… وواشنطن تحث دولاً على استقبال فلسطينيين “طوعاً” والامم المتحدة: المساعدات لم تصل
عواصم ـ وكالات ـ يورابيا ـ أكدت وزارة الخارجية الألمانية، الثلاثاء، أنها نجحت في إجلاء دفعة جديدة من المواطنين الألمان وأفراد من عائلاتهم من قطاع غزة، في وقت تتصاعد فيه التحذيرات الدولية من خطر التهجير القسري للسكان، وسط حصار مستمر منذ أكثر من شهرين.
وقالت متحدثة باسم الخارجية إن 12 شخصاً – بينهم ستة أطفال – تم إخراجهم من القطاع بمساعدة دبلوماسية مباشرة، وبالتنسيق مع السلطات الإسرائيلية. وأضافت أن “هؤلاء عاشوا لأشهر في ظروف غير إنسانية، دون ماء أو غذاء كافٍ، وبلا رعاية طبية”.
وشددت المتحدثة على أن عملية الإجلاء تمت حصرياً ضمن “واجب الدولة تجاه مواطنيها”، مؤكدة أن ألمانيا لا تشارك في أي عمليات ترحيل أو نقل جماعي للفلسطينيين، بل تعارض ذلك بشكل قاطع إلى جانب شركائها الأوروبيين والدوليين.
واشنطن: لا ترحيل.. لكن نطلب من دول استقبال فلسطينيين
تزامن الإعلان الألماني مع تصريحات لافتة من وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الذي أكد خلال جلسة في مجلس الشيوخ أن بلاده تجري اتصالات مع عدد من الدول لاستقبال فلسطينيين “قرروا طوعاً الخروج من غزة”، بحسب تعبيره.
وقال روبيو: “ما نناقشه مع بعض الدول هو احتمال استقبال أفراد خرجوا طوعاً لأسباب مثل العلاج أو التعليم”، لكنه أضاف سريعاً: “لا ترحيل”، في رد على مخاوف من هندسة ديموغرافية لتفريغ غزة من سكانها.
لكن السيناتور الديموقراطي جيف ميركلي شكك في الطابع الطوعي لهذا الخروج، قائلاً: “إذا لم يكن هناك ماء أو طعام، وكان القصف مستمراً، فهل هو خروج طوعي فعلاً؟”.
الأمم المتحدة: المساعدات لا تصل رغم دخول الشاحنات
في غضون ذلك، قالت الأمم المتحدة إن الإمدادات الإنسانية التي بدأت بالدخول مجدداً إلى غزة قبل يومين “لم تصل فعلياً إلى السكان”، مشيرة إلى تعقيدات أمنية وقيود لوجستية مفروضة من الجيش الإسرائيلي.
وصرّح المتحدث الأممي ستيفان دوجاريك أن “العملية الأمنية الجديدة معقدة وطويلة وخطيرة”، مشيراً إلى أن الطلب من عمال الإغاثة إنزال وتحميل المساعدات من الشاحنات عند نقاط التفتيش الإسرائيلية يعيق التوزيع الفعلي. وفي المقابل، تحدثت الخارجية الإسرائيلية عن “عشرات الشاحنات التي من المتوقع دخولها يومياً”.
تقارير عن خطة لترحيل مليون فلسطيني
يأتي هذا في وقت أفادت فيه قناة NBC الأميركية، نقلاً عن مصادر لم تسمها، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدرس خطة لنقل نحو مليون فلسطيني من غزة إلى ليبيا. ولم يؤكد روبيو صحة هذه المعلومات، لكنه قال إن ليبيا ليست من بين الدول التي تم التواصل معها.
خلاصة المشهد
تثير التطورات الأخيرة تساؤلات متزايدة حول نية بعض القوى الغربية والإقليمية استخدام مبرر “الخروج الطوعي” لإعادة هندسة الواقع الديموغرافي في غزة، لا سيما في ظل صعوبة إدخال المساعدات واستمرار العمليات العسكرية.
في المقابل، تحرص دول مثل ألمانيا على الفصل بين جهود إجلاء مواطنيها والادعاءات الإسرائيلية بأن فلسطينيي غزة يخرجون طوعاً، وتؤكد أن دعمها الإنساني لا يبرر ولا يدعم أي مشاريع ترحيل أو تهجير.