العالم

الهند وباكستان تتبادلان الاتهامات بشن هجمات مع تصاعد الأعمال القتالية

عواصم ـ وكالات ـ تبادلت الهند وباكستان الاتهامات بشن هجمات عسكرية جديدة باستخدام طائرات مسيرة ومدفعية، حيث تصاعدت الأعمال القتالية بين البلدين خلال الليل وحتى صباح اليوم الجمعة، مما دفع السياح والقرويين للفرار من المناطق المتأثرة في كشمير وغيرها.

وتشهد المنطقة منذ الأربعاء الماضي واحدة من أعنف موجات القتال بين الجارتين منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، حيث دوت صفارات الإنذار في مدن كشمير وما حولها، وطُلب من السكان البقاء في منازلهم.

التصعيد العسكري بين الهند وباكستان

الهند قالت إن باكستان استخدمت طائرات مسيرة تركية لمهاجمة 36 موقعًا في مناطق متفرقة في الهند، بما في ذلك مناطق كشمير والحدود الغربية والشمالية الغربية. في المقابل، ردت الهند بإطلاق طائرات مسيرة على أهداف في باكستان، وفقًا لما ذكرته فيوميكا سينغ، الضابطة في سلاح الجو الهندي، التي أضافت أن الهجوم أسفر عن تدمير منظومة دفاع جوي باكستانية.

من جانبها، باكستان نفت تورطها في الهجوم المزعوم على الهند، ووصفت بيان الهند بأنه “مضلل”، مشيرة إلى أن الهند لم تقدم أي دليل يثبت اتهاماتها. كما أكد عطا الله تارار، وزير الإعلام الباكستاني، أن “باكستان لم تقم بأي أعمال هجومية” داخل أو خارج كشمير.

في سياق متصل، صرّح مسؤولون في الشطر الخاضع لباكستان من كشمير أن القصف العنيف عبر الحدود أسفر عن مقتل خمسة مدنيين، بينهم طفل رضيع، وإصابة 29 آخرين في الساعات الأولى من صباح اليوم.

التأثير على المدنيين والسياحة

شهدت منطقة جامو الهندية حالة من الهلع، حيث قامت السلطات الهندية بإغلاق المدارس والمراكز التجارية في وقت مبكر من اليوم، كما أغلقت الأسواق في منطقة أمريتسار، التي تعرضت لهجوم بطائرات مسيرة مساء أمس.

وعلقت بطولة الدوري الهندي الممتاز بسبب الأوضاع الأمنية المتوترة، كما نقلت الدوري الباكستاني الممتاز مبارياته إلى الإمارات في إطار الإجراءات الأمنية.

وفيما يتعلق بالسياحة، فرّ السياح من أمريتسار وكشمير بعد تزايد المخاوف الأمنية، حيث تواصلت صفارات الإنذار في بعض المدن الهندية، ما دفع بعض السياح إلى مغادرة المدينة، خاصة في ظل انقطاع الكهرباء وصعوبة النوم بسبب الضوضاء.

التداعيات الاقتصادية

انعكست التوترات العسكرية على الأسواق المالية، حيث انخفضت الأسواق الهندية في ثاني جلسة تداول على التوالي، فقد فقدت نحو 83 مليار دولار من قيمتها السوقية، مما يعكس القلق الكبير من التصعيد العسكري. في المقابل، سجلت الأسواق الباكستانية ارتفاعًا بنسبة 3.52 بالمئة بعد تراجع حدة الاشتباكات.

خلفية النزاع

يعود النزاع بين الهند وباكستان إلى عام 1947، حيث تشارك البلدان في نزاع طويل الأمد حول إقليم كشمير، الذي يُعتبر قلب الصراع بين البلدين. وقد خاض البلدان حربين من أصل ثلاث بسبب كشمير. تعتبر كشمير ذات الأغلبية المسلمة نقطة التوتر الرئيسية، وسط تأكيدات من الجانبين بحقوق السيادة على الإقليم.

وبحسب تقديرات محايدة، أسفرت المواجهات الأخيرة عن مقتل نحو 48 شخصًا منذ يوم الأربعاء الماضي، في واحدة من أسوأ موجات القتال بين البلدين منذ حرب كارجيل في عام 1999.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى