الخرطوم تتهم الإمارات بتجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في الفاشر وتطالب بتنسيق دولي لمواجهة الظاهرة

الخرطوم ـ يورابيا ـ من تاج السر حسن ـ اتهمت وزارة الخارجية السودانية، دولة الإمارات العربية المتحدة، بالضلوع في تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال ضمن صفوف قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، داعية إلى تحرك دولي مشترك لمواجهة هذه الظاهرة المتنامية.

وقالت الوزارة، في بيان رسمي صدر يوم الجمعة، إن المندوب الدائم للسودان في جنيف، السفير حسن حامد، قدّم إحاطة مفصلة لنظيره السفير غوستافو كالون، المندوب الدائم لكولومبيا، بمقر البعثة الكولومبية، بحضور عدد من مسؤولي البعثتين، تناولت تورط مرتزقة كولومبيين في الهجمات الأخيرة على الفاشر.

وأوضح البيان أن اللقاء تخلله عرض تسجيلات مصورة توثق مشاركة المرتزقة الكولومبيين في ثلاث هجمات متتالية على مدينة الفاشر، مشيرًا إلى أن هؤلاء تم تجنيدهم عبر شركات خاصة تعمل من داخل الإمارات، وأنهم يقاتلون ضمن صفوف “المليشيا المتمردة” – في إشارة إلى قوات الدعم السريع، بحسب البيان.

وأشار البيان إلى أن السفير السوداني سلّم نظيره الكولومبي رسالة مصورة من رئيس الوزراء السوداني، كامل إدريس، موجهة إلى الحكومة الكولومبية وشعبها، تطالب فيها بموقف حاسم حيال مواطنيها المتورطين في النزاع السوداني.

وفي المقابل، أعرب المندوب الدائم لكولومبيا عن “رفضه الشديد وحرجه البالغ” من انخراط كولومبيين في أنشطة مرتزقة خارج إطار الدولة، مؤكدًا أن العديد منهم من العناصر المتفلتة أو من المقاتلين السابقين في جماعات مسلحة كانت مناوئة للحكومة الكولومبية الحالية.

وأكد الدبلوماسي الكولومبي، بحسب الخارجية السودانية، أن بلاده اتخذت حزمة من الإجراءات القانونية والأمنية للتصدي للظاهرة، مشيرًا إلى أن الحكومة الكولومبية لا تملك سيطرة مباشرة على المرتزقة المنتشرين خارج البلاد، لكنها تكثف تعاونها مع الأمم المتحدة وجهات دولية لمتابعة الملف عن كثب.

كما سلّم الجانب الكولومبي مذكرة رسمية للسودان، تعبر عن قلق بوغوتا العميق حيال الظاهرة، واستعدادها لتكثيف التنسيق الثنائي، وتبادل المعلومات بين بعثتي البلدين في جنيف.

يُذكر أن مجلس الأمن والدفاع السوداني كان قد أعلن في مايو الماضي قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات، متهمًا إياها بدعم قوات الدعم السريع في الحرب الأهلية الدائرة في البلاد، وهي الاتهامات التي نفتها أبوظبي بشدة، مؤكدة أنها تدعم إنهاء الصراع عبر الوسائل السلمية.

وكانت وزارة الخارجية الإماراتية قد ردّت سابقًا باتهام الحكومة السودانية بـ”نشر معلومات مضللة وزائفة”، فيما أكد أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي، أن موقف بلاده “يرتكز على وقف إطلاق النار، والإغاثة الإنسانية، ودعم الانتقال إلى الحكم المدني”.