الجزائريون يحيون ذكرى مجازر 8 مايو بمسيرة حاشدة تطالب فرنسا بالاعتذار
الجزائريون يحيون ذكرى مجازر 8 مايو بمسيرة حاشدة تطالب فرنسا بالاعتذار
الجزائر ـ وكالات ـ خرج آلاف الجزائريين في مدينة سطيف شرقي البلاد، الخميس، في مسيرة ضخمة لإحياء الذكرى الثمانين لأحداث 8 مايو 1945، مطالبين فرنسا بتقديم اعتذار رسمي عن “الجرائم الاستعمارية” التي ارتكبتها خلال قمع تظاهرات طالبت بالاستقلال في نهاية الحرب العالمية الثانية.
وردد المشاركون في المسيرة شعارات تدعو فرنسا إلى الاعتراف الكامل بمجازر الاستعمار، أبرزها “فرنسا يجب أن تعترف بجرائمها”. وتزامن الحدث مع احتفال فرنسا بذكرى الانتصار على النازية، في مشهد يعكس التناقض التاريخي بين التحرر الأوروبي والقمع الاستعماري في شمال إفريقيا.
وقال سعد معبد، البالغ من العمر 97 عامًا، والذي كان شاهدًا على المجزرة، إنه لا يزال يتذكر ذلك اليوم المشؤوم. وأضاف: “في ذلك اليوم، كنا نحتفل بانتهاء الحرب، لكننا تعرضنا للقتل في الشوارع”. وأكد أن الجنود الفرنسيين نصبوا رشاشاتهم عند الجسور لمنع المدنيين من الفرار.
وتحيي الجزائر سنويًا ذكرى مجازر 8 مايو 1945، التي شهدت قمعًا عنيفًا لمظاهرات في سطيف وقالمة وخراطة، حيث قُتل آلاف الجزائريين، بحسب روايات محلية تؤكد أن عدد الضحايا بلغ نحو 45 ألفًا، فيما تشير التقديرات الفرنسية إلى أرقام تتراوح بين 1500 و20 ألفًا.
من جهته، قال حواس سراي، وهو أحد المشاركين في المسيرة: “لا أعرف حتى الآن أين قُتل والدي أو دُفن. طالما أنا حي، سأستمر في المطالبة باعتراف فرنسا بهذه الجرائم”.
وشاركت أيضًا وفود من الجالية الجزائرية في فرنسا، منها جمعية “فرنسا الضواحي”، التي عبّرت عن تضامنها مع الذاكرة التاريخية للشعب الجزائري. وقالت الناشطة شهد الوافي: “جئنا لنكرم الشهداء ونُثبت أننا لن ننسى”.
وتشهد العلاقات بين الجزائر وباريس توترًا مستمرًا، وسط مطالب رسمية وشعبية باعتذار فرنسي عن الحقبة الاستعمارية، وهو ملف لا يزال يثير حساسيات سياسية وتاريخية كبيرة بين البلدين.