أقلام يورابيا

وجهة نظر

جلال مصطفى الفلاح

إنّ ما نلحظه اليوم من واقع عربي مظلم داخل المجتمعات العربية من انتشار وباء الإنقسامات الطائفية والمذهبية و الإثنية و القبلية وضعف المناعة في الجسم العربي و المراهنة على الخارج في حل أزمات الأمة كانت السبب في ضعفها وشلها عن حركتها و إخراجها كأنها مجموعة وظيفية هدفها خدمة مصالح ومشاريع الإستعمار.

و إنّ أكبر خطر على الحراك الشعبي العربي هو التحزب الطائفي و المذهبي و الإثني و القبلي و هو خطر مشروع الفتنة و التقسيم و التدويل و هو التطبيق الفعلي لنظرية بريجينسكي المستشار الأسبق للأمن القومي الأمريكي التي تدعو إلى ضرب كل البنى التحتية للمجتمعات في الوطن العربي وإثارة النعرات الطائفية والقومية فيها تمهيدآ لتحويلها إلى كانتونات صغيرة غير قابلة للحياة.

من هنا ندرك الغرض وراء السياسات الإستعمارية تجاه الأمة و قضاياها كان و مازال و سيبقى هو إظهار الأمة بمظهر القتلة المجرمين المتوحشين الذين يحتاجون إلى قيم تنقذهم من الجهل والتخلف والمرض و التوحش حتى يتذرعون أمام شعوبهم في استعمار البلاد و التدخل في شوؤنها لحمل أبناء الأمة على جادة المدنية و التقدم مستغلين جهل و سطحية وسذاجة الأمة معللين تدخلهم أمام شعوبهم أنّ صحارى العرب المملؤة بالأشواك والعقارب والأفاعي لن تنقلب بين عشية وضحاها إلى بساتين الربيع و ثمار الصيف وأنّ ليس لديهم أية بذور ليزرعوها حتى ينتظروا مستقبلآ واعدآ لهم لذلك أخذ الغرب على عاتقه القضاء على التنوير النهضوي الحضاري و على روح الحياة في هذه الأمة و للأبد.

و من هنا تم إقحام العالم العربي بأكثريته في بحور من دماء شعوبه في حروب و مجازر و مذابح جماعية تساق كالقطعان إلى المسالخ الجماعية أشبه ما يكون بيوم القيامة و بناء على ما تقدم فإمّا أن يكون التعايش الطائفي في هذه الأمة قوة من مقومات سيادةالروح القومية الإنسانية أو أن تشكل الممارسة السياسية للطائفية خنجرآ يوصل إلى طعن الوطنية و القومية و يلتقي بالصهيونية كأيدلوجية تقوم على العنصرية.

لقد قامت الصهيونية على أساس خلق وطن قومي لجماعة دينية معينة على حساب الجماعات الآخرى يمارس التمييز فيزيد من حدة اللامساواة و التفاوت الاجتماعي ويسهم في تحويل البلد إلى قاعدة الامبريالية .

إن هذه الصفات المشتركة بين الصهيونية و الطائفية السياسية هي التي تجعل بعض الدول العربية واحدآ من الأهداف الاساسية التي بنت الصهيونية خططها على اساس تفجيره إلى كيانات طائفية صغيرة مثلما التقت الصهيونية في هذا الهدف مع غلاة الطائفيين العنصريين عربآ ام غير عرب وحين تلتقي الصهيونية والطائفية فلابد ان يكون القاسم المشترك شكلآ من اشكال ممارسة الطائفية السياسية وإن أهم الصفات المشتركة بين الصهيونية والطائفية هي الجمود و التصلب وأن أي مداخلة من شأنها الاسهام في تأجيج الروح الطائفية الجمودية والمتعصبة تعني الارتباط بدرجة أو بأخرى بمخطط الحركة الصهيونية الملتقي بالاستعماريين القدامى والجدد على حد سواء و القاضي بضرورة فرض الإيديولوجية العنصرية بتفتيت الإيديولوجية المضادة الهوية العروبية الإسلامية الإنسانية.

لذلك نرى ان الفعل المعاكس للطائفية هو فعل مضاد للصهيونية و يقف بالضد من العنصرية في الوقت نفسه هذه الحقيقة يجب ان تظل ماثلة في الاذهان حتى نحاول الحفاظ على عروبة الأمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى