واشنطن بوست: ترامب يدرس شن ضربة عسكرية لإيران وطهران: سنستهدف كل القواعد الأمريكية بالمنطقة
من سعيد جوهر
واشنطن – يورابيا ـ من سعيد جوهر ـ قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن الرئيس دونالد ترامب يدرس بجدية خيار توجيه ضربة عسكرية مباشرة لإيران، في إطار التصعيد المتسارع بين طهران وتل أبيب، والذي دخل أسبوعه الثاني، وسط تحذيرات من أن دخول واشنطن على خط المواجهة قد يؤدي إلى “رد إيراني غير مسبوق” في المنطقة.
وأضافت الصحيفة أن إيران بعثت برسائل تحذيرية حادة مفادها أن أي هجوم أميركي، حتى وإن كان محدودًا، سيُقابل برد واسع يستهدف الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط. ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع الإيراني، عزيز نصير زاده، قوله إن “جميع القواعد الأميركية في متناول أيدينا، وسنستهدفها بجرأة إذا ما قررت الولايات المتحدة الدخول في الحرب”.
المرشد الإيراني يهدد.. الضرر سيكون لا يمكن إصلاحه
وأشارت واشنطن بوست إلى أن المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، نشر رسالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي الأربعاء، حذّر فيها من أن “الضرر الذي ستلحقه الولايات المتحدة سيكون بالتأكيد لا يمكن إصلاحه إذا دخلت هذا الصراع عسكريًا”، في إشارة واضحة إلى أن طهران تنظر إلى أي تدخل أميركي بوصفه إعلان حرب شاملة.
مواقع القوات الأمريكية المعرضة للرد
وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة تنتشر عسكريًا في عشرات المواقع القريبة من إيران، أبرزها:
-
قاعدة عين الأسد غرب بغداد، التي تستضيف آلاف الجنود الأميركيين وتُدار بشكل مشترك مع الجيش العراقي، وكانت هدفًا لصواريخ إيرانية بعد اغتيال قاسم سليماني عام 2020.
-
قاعدة أربيل في شمال العراق، والتي استُهدفت كذلك في عدة هجمات من قبل فصائل موالية لطهران.
-
قاعدة التنف جنوب سوريا، وهي النقطة الأميركية الأخيرة المتبقية بعد تقليص الوجود العسكري الأميركي هناك، وتقع عند تقاطع حساس مع الحدود العراقية والأردنية.
وأضافت الصحيفة أن هذه المواقع تعرّضت في السنوات الأخيرة لسلسلة من الهجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ أطلقتها جماعات مدعومة من إيران.
تصاعد التهديدات من الميليشيات المرتبطة بإيران
وقالت الصحيفة إن التصريحات التصعيدية لم تأت فقط من المسؤولين الإيرانيين، بل من الميليشيات التابعة لهم في العراق وسوريا ولبنان. ونقلت “واشنطن بوست” عن أبو علي العسكري، القيادي البارز في ميليشيا كتائب حزب الله العراقية، قوله إن “القواعد الأميركية في المنطقة ستصبح مناطق صيد للبط، ولدينا مفاجآت غير متوقعة لطائراتهم”.
واشنطن تتحرك وتعيد نشر قواتها
وأوضحت الصحيفة أن وزارة الدفاع الأميركية ردّت على هذه التهديدات بإرسال تعزيزات عسكرية إضافية إلى المنطقة. ونقل تقرير “واشنطن بوست” عن وزير الدفاع بيت هيغزيث تصريحه أن “حماية القوات الأميركية هي أولويتنا القصوى”، معلنًا عن “نشر قدرات إضافية” تشمل طائرات وأسلحة دفاعية.
وأشار المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، في بيان منفصل إلى أن “الوضع الدفاعي الأميركي لم يتغير، لكننا نبقى في حالة تأهب”.
إيران تلوّح باستهداف قطر والقواعد الأمريكية في الخليج
وذكرت الصحيفة أن مسؤولين إيرانيين حذّروا دولة قطر من أن القواعد الأميركية على أراضيها، وأبرزها قاعدة العديد الجوية، ستكون أهدافًا مباشرة في حال شن هجوم أميركي. وتُعد قاعدة العديد، الواقعة جنوب غربي الدوحة، أكبر منشأة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط.
كما تُوجد قواعد أميركية استراتيجية أخرى في البحرين (مقر الأسطول الخامس)، والإمارات (قاعدة الظفرة الجوية)، والكويت (قواعد علي السالم ومعسكر بيورينغ)، وجميعها تقع ضمن مدى الصواريخ الإيرانية.
التحركات الجوية.. قاذفات بي-2 تدخل على الخط
وأضافت “واشنطن بوست” أن التحركات العسكرية الأميركية لا تقتصر على الخليج فقط. فقد كشفت بيانات تتبع الرحلات الجوية أن قاذفات شبح من طراز “B-2 Spirit” أقلعت من قاعدة وايتمان الجوية في ولاية ميزوري، في مهام استطلاعية واحترازية فوق المحيط الهادئ، بالتزامن مع دراسة ترامب لقرار الانضمام إلى الهجوم الإسرائيلي على منشآت إيران النووية.
وقالت الصحيفة إن هذه القاذفات هي الوحيدة التي أعلنت القوات الجوية الأميركية عن امتلاكها القدرة على حمل قنابل خارقة للتحصينات بوزن 30 ألف رطل، القادرة على استهداف منشآت نووية مدفونة في عمق الأرض، مثل منشأة فوردو.
واشنطن قد تلجأ إلى دييغو غارسيا… وعودة حاملات الطائرات
وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن قد تستخدم كذلك منشأة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، وهي قاعدة نائية تديرها البحرية الأميركية والبريطانية، سبق استخدامها في حروب العراق وأفغانستان، وتُعتبر نقطة انطلاق مثالية لضرب أهداف داخل إيران.
كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين دفاعيين أن البنتاغون أعاد توجيه حاملة الطائرات “يو إس إس نيميتز” إلى الشرق الأوسط لتنضم إلى “كارل فينسون”، في خطوة وصفها المراقبون بأنها تصعيد بحري كبير.
التهديد في المنطقة حقيقي
واختتمت صحيفة واشنطن بوست تقريرها بالقول إن إيران، رغم امتلاكها صواريخ باليستية وصواريخ كروز متطورة، لا تملك القدرة التقنية لضرب الأراضي الأميركية مباشرة، وفقًا لتحليلات مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية. لكنها، بالمقابل، تمتلك ترسانة كافية لتهديد قواعد القوات الأميركية ومصالحها الحيوية في الشرق الأوسط، وهو ما يشكل الشاغل الأكبر للبنتاغون في الوقت الراهن.