السلايدر الرئيسيتحقيقات

موجة تجسس إيرانية تضرب قلب إسرائيل… وكل الجواسيس من الإسرائيليين اليهود

من سعيد العامودي

غزة ـ يورابيا ـ من سعيد العامودي ـ تسجّل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تصاعدًا واضحًا في جهود إيران لتجنيد مواطنين من المجتمع الإسرائيلي، ذكورًا وإناثًا، عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعروض مالية مغرية. ووفقًا للمراقبين، فإن هذه الحالات ليست معزولة، بل جزء من شبكة تضم عشرات الحالات خلال الأشهر الأخيرة، بعضها مشابه أيضًا في مدن مثل حيفا ونتانيا .

قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية إن السلطات الإسرائيلية وجهت لائحة اتهام رسمية ضد اثنين من سكان مدينة طبريا شمال إسرائيل، هما يوني سيغال (18 عامًا) ونيهوراي مزراحي (20 عامًا)، بتهمة التجسس لصالح إيران، في قضية وُصفت بأنها تصعيد خطير في نشاطات التجسس داخل البلاد.

وأضافت الصحيفة أن الشابين متهمان بالتعاون مع عناصر استخباراتية إيرانية تواصلت معهما عبر تطبيق “تيليغرام”، متخفّين تحت صفة “نشطاء يساريين مناهضين للحكومة”، حيث شرع الشابان بتنفيذ مهام دعائية سطحية كمرحلة أولى، مثل كتابة عبارة “بيبي ديكتاتور” على أوراق نقدية وحرقها مقابل مكافآت مالية بالعملات الرقمية.

وبحسب ما جاء في لائحة الاتهام، سرعان ما تطورت المهام الموكلة إليهما لتشمل أنشطة أكثر تعقيدًا وخطورة، مثل استخدام “هواتف حارقة”، وتصوير مراكز تجارية ومواقع حساسة في مدن حيفا وتل أبيب ونتانيا، وكذلك المستشفى المركزي في تل أبيب (مستشفى سوراسكي)، حيث قاما بتوثيق مواقع الكاميرات الأمنية ونقاط الحراسة وأبواب الدخول.

وأشارت الصحيفة إلى أن أحد أخطر جوانب هذه القضية هو عرض تلقاه الشابان من عملائهما الإيرانيين، بالسفر إلى إيران مقابل 200 ألف شيكل (نحو 54 ألف دولار) لتلقي تدريب على تنفيذ عمليات اغتيال. ورغم موافقتهما، لم يتم تنفيذ الرحلة.

كما تضمنت التهم محاولات للحصول على أسلحة وطائرات مسيّرة، مع تقديم معلومات كاذبة بشأن قدرتهم على الوصول إلى مثل هذه المعدات. ورغم إدراكهم لهوية عملائهم الحقيقية، استمر الشابان في تنفيذ التعليمات، وحاولا لاحقًا محو أدلة المراسلات عبر تيليغرام.

وفي قضية منفصلة مشابهة، أوضحت الصحيفة أن مواطنًا آخر يُدعى مارك مورغان بينسكي (33 عامًا) من بلدة هاتسور هجليليت، وُجهت له اتهامات بالتجسس بعد تواصله مع عميل إيراني يُدعى “أليكس”، عرض عليه مبالغ مالية مقابل تنفيذ مهام، من بينها محاولة نقل قنبلة يدوية، وشراء معدات اتصالات، والحديث عن تهريب أسلحة أو أشخاص من الضفة الغربية إلى داخل إسرائيل.

كما نقلت الصحيفة أن المتهم أرسل تسجيلات ورسائل إلى الإيرانيين قبل انطلاق عملية عسكرية إسرائيلية، ووثق أضرارًا من هجمات صاروخية، مقابل مكافآت مالية بسيطة. وفي بعض الحالات، لجأ إلى فبركة تسجيلات باستخدام صور من برامج إعلامية.

وأكدت يديعوت أحرونوت أن النيابة العامة الإسرائيلية شددت في مرافعتها على خطورة هذه القضايا، ووصفت تصرفات المتهمين بأنها “تجاهل تام لأمن الدولة”، خصوصًا أنها جرت في توقيت حساس تمر فيه إسرائيل بظروف أمنية استثنائية.

من جهته، نفى محامي يوني سيغال، آفي موسكوفيتز، التهم الموجهة إلى موكله، واصفًا إياه بـ”الشاب الصهيوني الملتزم الذي لم يكن في نيته الإضرار بالأمن القومي”، بينما فضّل محامي مزراحي عدم التعليق قبل مراجعة ملف القضية.

وتأتي هذه التطورات بعد أيام من اعتقال زوجين من مدينة رعنانا بشبهة التجسس لصالح إيران أيضًا، في مؤشر، بحسب الصحيفة، على تصاعد خطير في نشاطات الاستخبارات الإيرانية داخل الأراضي الإسرائيلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى