مواجهة عسكرية دامية بين الهند وباكستان.. 38 قتيلاً وقلق دولي من انزلاق نحو حرب شاملة
عواصم ـ وكالات ـ في أخطر تصعيد عسكري منذ أكثر من عقدين، اندلعت مواجهات عنيفة بين الهند وباكستان ليل الثلاثاء-الأربعاء، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 38 شخصًا، في حين تصاعدت التحذيرات من كارثة إقليمية قد تشمل أطرافًا دولية.
وأكدت السلطات الباكستانية سقوط 26 قتيلاً في أراضيها نتيجة ضربات صاروخية ومدفعية استهدفت مناطق في إقليمي كشمير والبنجاب، فيما أعلنت الهند مقتل 12 شخصًا في قصف باكستاني على بلدة بونش في الشطر الهندي من كشمير.
شرارة التصعيد: هجوم باهالغام
التصعيد الأخير يأتي في أعقاب هجوم دموي وقع في 22 أبريل في منطقة باهالغام الهندية، وأسفر عن مقتل 26 شخصًا، ووجّهت نيودلهي أصابع الاتهام فيه إلى جماعات مسلحة يعتقد أنها تنشط من داخل باكستان، وهو ما نفته إسلام آباد بشدة.
وردًا على ذلك، نفّذ الجيش الهندي عمليات قصف وصفها بأنها “موجهة بدقة” ضد تسعة معسكرات قال إنها تابعة لجماعات مسلحة، منها جماعة “عسكر طيبة” المتهمة بتدبير هجمات مومباي عام 2008. لكن الجيش الباكستاني أكد أن هذه الضربات استهدفت مناطق مدنية، ما أدى إلى سقوط قتلى وإصابة عشرات، وتضرر منشآت حيوية منها سد نيـلوم-جيـلوم لتوليد الطاقة.
انهيار الاتصالات وسقوط طائرات
وأفادت مصادر أمنية هندية بسقوط ثلاث طائرات تابعة لسلاح الجو خلال العمليات، دون تأكيد مصير الطيارين. في المقابل، أعلن وزير الدفاع الباكستاني إسقاط خمس طائرات هندية، دون تقديم تفاصيل إضافية.
تنديد وتحركات دبلوماسية عاجلة
أمام التصعيد الخطير، سارعت عدة قوى دولية لعرض الوساطة، من بينها الصين، بريطانيا، وإيران، في حين دعت الأمم المتحدة، موسكو، واشنطن، وباريس إلى “ضبط النفس وتجنب التصعيد”.
في السياق ذاته، أعلنت لجنة الأمن القومي الباكستانية أن التصعيد الهندي “انتهاك صريح للقانون الدولي”، وطالبت المجتمع الدولي بمحاسبة نيودلهي، بينما استدعت الخارجية الباكستانية القائم بالأعمال الهندي في إسلام آباد للاحتجاج رسميًا.
أزمة مياه تدخل على الخط
في تطور مقلق آخر، لوّحت الهند بإعادة النظر في اتفاقية تقاسم المياه الموقعة عام 1960، وهدد رئيس الوزراء ناريندرا مودي بتحويل مجرى الأنهار التي تنبع من الهند وتصب في باكستان. كما اتهمت إسلام آباد نيودلهي فعليًا بالتلاعب بمنسوب نهر شيناب الذي تعتمد عليه مناطق واسعة في باكستان، ما فتح الباب أمام احتمالات نشوب “حرب مياه” موازية للتصعيد العسكري.
تحذيرات من انزلاق خطير
يرى مراقبون أن ما يجري يفوق في خطورته أحداث عام 2019 التي شهدت تصعيدًا مماثلًا عقب هجوم على موكب عسكري هندي. وقال الخبير في الشؤون الأمنية برافين دونتي من مركز “إنترناشونال كرايسيس غروب” إن “مستوى التصعيد الحالي تجاوز كل الخطوط الحمراء، مع احتمالات كارثية في حال استمراره”.
ومع تعثر الوساطات واستمرار القصف المتبادل، تبدو المنطقة على شفا مرحلة أكثر خطورة، في ظل امتلاك الجانبين أسلحة نووية وتاريخ طويل من النزاع المزمن في كشمير.