ثقافة وفنون
أخر الأخبار

منظمة “بيبيور إنترناشونال” تدعو قادة الدول العربية إلى دعم معاهدة دولية لحظر الاستغلال السياسي للأديان

لندن ـ يورابيا ـ وجّهت منظمة بيبيور إنترناشونال، المتخصصة في تعزيز السلم العالمي ومكافحة التطرف، رسالة مفتوحة إلى قادة الدول العربية، دعتهم فيها إلى دعم مبادرتها الدولية الرامية إلى تشريع معاهدة دولية تحظر الاستغلال السياسي للأديان، باعتبارها خطوة مفصلية لمعالجة جذور الصراعات الدينية ومواجهة خطابات الكراهية والتطرف في العالم.

وجاء في الرسالة، التي حملت توقيع مؤسس وأمين عام المنظمة، سلام سرحان، أن المبادرة باتت تحظى بزخم دولي غير مسبوق، مع قرب صدور قرار داعم لها من مجلس أوروبا، بعد مداولات استمرت عامين، بدعم من برلمانيين يمثلون 19 دولة أوروبية. كما أشارت الرسالة إلى اتساع نطاق التأييد الرسمي والبرلماني للمبادرة في أكثر من 80 دولة حول العالم، من بينها عدد من الدول العربية، وعلى رأسها المغرب الذي سبق أن استضاف مؤتمراً دولياً داعماً لها.

وأكدت المنظمة أن المبادرة لا تستهدف فصل الدين عن السياسة، ولا تمس بمكانة الأديان، بل تنبع من احترام عميق للقيم الدينية والثقافية، وتحذّر من خطورة استخدام الدين لتحقيق مكاسب سياسية أو في تأجيج الصراعات، وهو ما وصفته بأنه “ذخيرة مجانية للمتطرفين”.

وقالت المنظمة في رسالتها إن:”قوة المبادرة تكمن في بساطتها وفي استحالة رفضها من قبل أي حكومة أو جهة سياسية، لأنها تفضح محاولات توظيف الأديان لانتهاك حقوق الآخرين”.

دعوة إلى تحرك عربي قيادي

أبرزت الرسالة أن المبادرة تمثل فرصة تاريخية للعالم العربي لقيادة حراك دولي في هذا الاتجاه، لا سيما أن المنطقة عانت كثيراً من تداعيات تسييس الدين. ودعت المنظمة قادة الدول العربية إلى طرح المبادرة عبر المجموعة العربية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بما يعزز مكانة الدول العربية كصاحبة مبادرة واقعية وشاملة نابعة من جذور حضارية وثقافية عريقة.

كما أعلنت المنظمة عن استعدادها لعقد مؤتمر دولي في إحدى العواصم العربية، يجمع أبرز داعمي المبادرة من مختلف أنحاء العالم، على غرار مؤتمر سابق استضافه البرلمان البريطاني، المقرر عقد نسخته المقبلة في مجلس العموم البريطاني خلال الخريف.

“خطوة استباقية عربية” لمواجهة التطرف

واعتبرت “بيبيور إنترناشونال” أن ما يميز المبادرة هو قدرتها على بناء إجماع عالمي فريد من نوعه، قوامه كبار رجال الدين والقيادات الثقافية، خاصة من العالم الإسلامي، الذين يدعمون المبادرة لكونها تشكل “ميثاق شرف عالمي” يحرّم استخدام الأديان كسلاح في الصراعات.

وقالت المنظمة إن المبادرة تمثل حلاً قانونياً دولياً بديلاً عن عشرات المواثيق والإعلانات العالمية التي غالباً ما تفتقر للتأثير، بل وقد تؤدي في أحيان كثيرة إلى نتائج عكسية تُستغل من قبل المتطرفين.

دعوة رسمية إلى الحكومات العربية

في ختام الرسالة، أعربت المنظمة عن تطلعها لعرض المبادرة أمام الحكومات العربية بشكل رسمي، مشددة على أن دعم الدول العربية سيكون حاسماً في صياغة الملامح النهائية للمعاهدة المقترحة وضمان عدم انحرافها عن أهدافها النبيلة.

وأكدت أن مشاركة الدول العربية في هذه المرحلة المتقدمة من الحوار الدولي ستعزز دورها القيادي في قضايا السلم والأمن الدوليين، وستسهم في تقديم نموذج عربي لمعالجة أحد أخطر التحديات التي واجهها العالم خلال العقود الأخيرة.

وقالت المنظمة مخاطبة القادة العرب:”هذه مبادرتكم على الساحة العالمية. وهي بحاجة إلى مساندتكم لتكون معاهدة تاريخية تجعل العالم أكثر تسامحاً وعدلاً وسلاماً للجميع.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى