تنديد إسرائيلي واسع باعتزام ماكرون الاعتراف بدولة فلسطين وترحيب حماس والسلطة.. وواشنطن تنتقد
عواصم ـ وكالات ـ ندّد القادة الإسرائيليون بشدّة بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس أنّ بلاده تعتزم الاعتراف رسميا بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أيلول/سبتمبر.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قرار ماكرون بأنّه “يكافئ الإرهاب” ويشكّل تهديدا وجوديا للدولة العبرية ويوفّر “منصّة انطلاق للقضاء على” الدولة العبرية.
وقال نتانياهو في بيان إنّ هذه الخطوة قد تؤدّي إلى “إيجاد وكيل إيراني جديد، وهو تماما ما تحوّلت إليه غزة”، لافتا إلى أنّ قيام دولة فلسطينية سيشكّل “منصة إطلاق لإبادة إسرائيل، وليس العيش بسلام بجوارها”.
وتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي “لنكن واضحين: الفلسطينيون لا يسعون إلى دولة إلى جانب إسرائيل. إنهم يسعون إلى دولة بدلا من إسرائيل”.
بدوره، اعتبر وزير الخارجية جدعون ساعر أنّ أيّ “دولة فلسطينية ستكون دولة لحماس”، في إشارة قطاع غزة الذي شنّت انطلاقا منه حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 هجوما غير مسبوق على الدولة العبرية أشعل فتيل الحرب التي ما زالت متواصلة في القطاع الفلسطيني.
أما نائب رئيس الوزراء وزير العدل ياريف ليفين فرأى في قرار ماكرون “دعما مباشرا للإرهاب” و”وصمة عار في تاريخ فرنسا”.
من ناحيته، حذّر وزير الدفاع إسرائيل كاتس من أنّ الدولة العبرية “لن تسمح بإنشاء كيان فلسطيني من شأنه أن يضرّ بأمننا”.
وذهب وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموطريتش أبعد من ذلك بقوله إنّ إعلان ماكرون “أعطى إسرائيل دافعا إضافيا” لضمّ الضفة الغربية التي تحتلّها منذ 1967 و”وضع حدّ نهائي للوهم الخطير المتمثل في دولة فلسطينية إرهابية”.
وكان البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) أقرّ الأربعاء نصّا غير ملزم يحثّ الحكومة على فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، وبالتالي ضمّها، وهو مطلب راسخ لليمين المتطرف. ولم تنحصر الانتقادات لقرار ماكرون بالائتلاف الحاكم بل تعدّته إلى معسكر المعارضة.
وفي منشور على إكس، كتب رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت الذي من المتوقّع أن يترشّح ضدّ نتانياهو في انتخابات 2026، أنّ قرار الرئيس الفرنسي دليل “انهيار أخلاقي” و”سيُرمى في مزبلة التاريخ”.
بدوره، كتب النائب المعارض أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب إسرائيل بيتنا القومي، في منشور على إكس أنّ “الاعتراف بدولة فلسطينية هو بمثابة مكافأة للإرهاب وتشجيع لحماس، المنظمة التي ارتكبت أبشع مذبحة بحق اليهود منذ الهولوكوست”.
وفي هجوم شخصي مباشر على ماكرون، أعاد عميخاي شيكلي، الوزير الإسرائيلي لشؤون الشتات ومكافحة معاداة السامية، نشر مقطع فيديو على منصة إكس تظهر فيه السيدة الفرنسية الأولى بريجيت ماكرون وهي تدفع زوجها بعيدا عنها بذراعيها.
وأرفق الوزير المقطع المصوّر بعبارة خاطب فيها مباشرة سيّد الإليزيه بقوله “أيها الرئيس إيمانويل ماكرون، باسم الحكومة الإسرائيلية، هذا هو ردّنا على اعترافكم بدولة فلسطينية”.
من جانبها رحبت حركة حماس الفلسطينية بإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن فرنسا ستعترف بفلسطين كدولة، واصفة إياها بالخطوة الإيجابية نحو تحقيق العدالة وتقرير المصير للشعب الفلسطيني.
ودعت الحركة ، في بيان، الدول الأخرى، وخاصة في أوروبا، إلى أن تحذو حذو فرنسا، وأكدت مجددا هدفها المتمثل في إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس.
رحبت وزارة الخارجية الفلسطينية، الجمعة، بقرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نيته الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة في سبتمبر/ أيلول المقبل، واصفة الخطوة بأنها “تاريخية”.
وقالت الوزارة في بيان وصل الأناضول: “نرحب بقرار الرئيس الفرنسي الاعتراف بفلسطين”، مشيرة إلى أنه “يعبر عن الالتزام بالقانون الدولي وحل الصراع بالطرق السياسية لتطبيق مبدأ حل الدولتين (إسرائيلية وفلسطينية) حسب قرارات الأمم المتحدة وتحقيق السلام بالمنطقة والعالم”.
ووصفت الخارجية الخطوة بأنها “تاريخية”.
ودعت الوزارة الدول الاعتراف بدولة فلسطين، والمشاركة الفاعلة بالمؤتمر الأممي المرتقب في نيويورك، واتخاذ خطوات عملية لحماية حل الدولتين.
واعتبرت القرار “انتصارا للدبلوماسية الفلسطينية والجهود العربية، لا سيما المملكة العربية السعودية، في حشد أوسع اعتراف دولي بدولة فلسطين”.
وانتقدت الولايات المتحدة بشدة إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه سيعترف بالدولة الفلسطينية، واصفة الخطوة بأنها متهورة ومدمرة لجهود السلام.
وكتب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو على منصة التواصل الاجتماعي “إكس” يوم الخميس: “هذا القرار المتهور يخدم فقط دعاية حماس ويعيق السلام”.
وأضاف أن هذه الخطوة “صفعة على وجه” ضحايا مذبحة 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 التي نفذتها حماس وجماعات متطرفة أخرى في إسرائيل”.
وردد بيان روبيو انتقادات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قال إن خطوة ماكرون ستكافئ الإرهاب. وقال مكتب نتنياهو في بيان: “دولة فلسطينية في هذه الظروف ستكون منطلقا لإبادة إسرائيل”.
يذكر أن الولايات المتحدة هي أقرب حلفاء إسرائيل.