الأمن السوري يلقي القبض على ابن عم بشار الأسد ومقتل 4 من حراس المنشآت النفطية وإصابة 9 في استهداف إرهابي بدير الزور
من سعيد إدلبـي
دمشق – يورابيا ـ من سعيد إدلبـي ـ قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إن الأجهزة الأمنية تمكنت من تنفيذ عملية أمنية نوعية في مدينة القرداحة بريف اللاذقية، أسفرت عن إلقاء القبض على نمير بديع الأسد، ابن عم الرئيس السوري السابق بشار الأسد، بتهمة التورط في نشاطات إجرامية متعلقة بتهريب وتجارة المخدرات. وأضافت الوكالة أن نمير الأسد كان برفقة عدد من أفراد عصابة مسلحة حين تمت مداهمتهم واعتقالهم ضمن كمين محكم نفذته إحدى فرق إدارة المهام الخاصة التابعة لقوى الأمن الداخلي، التي وصفت العملية بأنها ناجحة ودقيقة، وتمّت دون خسائر تذكر.
ونقلت الوكالة عن مصدر أمني في وزارة الداخلية أن نمير يُعد من أبرز الأسماء المرتبطة بشبكات تهريب المخدرات، إضافة إلى وجود سجل جنائي له يتعلق بارتكاب مخالفات خطيرة خلال السنوات الماضية. واعتبر المصدر أن العملية الأمنية الأخيرة تأتي في إطار “مواصلة الدولة جهودها في تطهير البلاد من بقايا النفوذ غير القانوني لعناصر كانت مرتبطة بالنظام السابق”، مشددًا على التزام السلطات بمكافحة الجريمة المنظمة، وفرض سلطة القانون، بغض النظر عن الخلفية العائلية أو السياسية للمطلوبين.
وفي سياق منفصل، أعلنت وزارة الطاقة السورية عن مقتل أربعة من حراس المنشآت النفطية في محافظة دير الزور، إثر استهداف “إرهابي” طال حافلة مبيت تقل موظفين من قطاع الطاقة أثناء مرورها على الطريق الواصل بين مدينتي دير الزور والميادين. وأسفر الهجوم، الذي وقع صباح اليوم، عن إصابة تسعة آخرين بجروح متفاوتة بين عاملين مدنيين وحراس، بحسب ما أفادت به الوزارة في بيان رسمي.
الوزارة وصفت الهجوم بأنه “إرهابي وجبان”، وأكدت أنه لن يثني العاملين في قطاع النفط والطاقة عن أداء واجبهم في حماية المنشآت الحيوية واستمرار الإنتاج، معتبرة أن استهداف الحافلة يأتي في سياق محاولات مستمرة لتعطيل جهود إعادة الإعمار وتأهيل البنى التحتية، خاصة في قطاع الطاقة الذي يعاني من آثار الحرب الطويلة. كما عبّرت وزارة الطاقة عن تعازيها لأهالي الضحايا، وتمنّت الشفاء العاجل للمصابين، مؤكدة أن العمل سيستمر بوتيرة متصاعدة لإعادة دوران عجلة الإنتاج في الحقول النفطية والكهربائية.
وفي متابعة لهذا التطور، أشارت مصادر إعلامية محلية إلى أن التفجير نُفذ بواسطة عبوة ناسفة تم زرعها على الطريق قرب بلدة سعلو بريف دير الزور الشرقي. وأفاد “تلفزيون سوريا” بمقتل أربعة من عناصر الجيش السوري في نفس الهجوم، فيما نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الحافلة المستهدفة تعود لعناصر من وزارة الدفاع، مرجحًا وقوف خلايا تابعة لتنظيم “داعش” وراء العملية.
يأتي هذا الاستهداف في وقت تستمر فيه وزارة الطاقة بتنفيذ خطة لإعادة تأهيل الحقول النفطية ومحطات الكهرباء المتضررة، حيث قام وزير الطاقة محمد البشير مؤخرًا بزيارة ميدانية إلى حقل التيم ومحطتي التيم للنفط وتوليد الكهرباء لتفقد سير العمل والوقوف على تحديات إعادة التشغيل والإنتاج.
وبينما تستمر العمليات الأمنية في اللاذقية لضبط شبكات المخدرات، تتصاعد التحديات الأمنية في دير الزور، ما يشير إلى أن مرحلة ما بعد الحرب لا تزال تشهد اختبارات معقدة تتعلق بالاستقرار الداخلي، ومواجهة التنظيمات المسلحة، وإعادة فرض سلطة الدولة على كامل الجغرافيا السورية.