إيران تطلق الموجة 19 من الرد على العدوان الإسرائيلي .. وتل ابيب تسعى لاتخاذ إجراءات سريعة بشأن طهران في ظل انقسام الإدارة الأمريكية
عواصم ـ وكالات ـ أعلنت وكالة “مهر” الإيرانية للأنباء، مساء السبت، انطلاق الموجة 19 من عملية “الوعد الصادق 3” للرد على العدوان الإسرائيلي، باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة.
ومنذ 13 يونيو/ حزيران الجاري، تشن إسرائيل بدعم أمريكي عدوانا على إيران استهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين. وردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين، وسط جولات مفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بشان برنامجها النووي.
وقالت الوكالة الإيرانية: “انطلقت قبل قليل الموجة 19 من عملية الوعد الصادق 3 ضد الكيان الصهيوني باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة”.
وأوضح متحدث الحرس الثوري الإيراني العميد علي محمد نائيني، أن “الموجة الجديدة من الهجوم تضم عددا كبيرا من المسيرات، وتستهدف شمال وجنوب الأراضي المحتلة”، حسب الوكالة ذاتها.
وأضاف المتحدث: “صواريخنا أصابت ليلة أمس 14 مركزا استراتيجيا وعسكريا للعدو في حيفا وتل أبيب”.
وتابع نائيني: “نحذر منظومة الدفاع الجوي للعدو أن عمليتنا ستكون مستمرة وتصاعدية”.
الى ذلك قال مصدران إن مسؤولين إسرائيليين أبلغوا إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنهم لا يريدون الانتظار أسبوعين حتى تتوصل إيران إلى اتفاق لتفكيك أجزاء رئيسية من برنامجها النووي، وإن إسرائيل قد تتحرك بمفردها قبل انتهاء المهلة، وسط استمرار الجدل داخل فريق ترامب عما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة التدخل.
وأضاف المصدران المطلعان أن إسرائيل نقلت مخاوفها إلى مسؤولي إدارة ترامب يوم الخميس خلال ما وصفاها بأنها مكالمة هاتفية مشوبة بالتوتر.
وذكر المصدران اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتهما أن المسؤولين الإسرائيليين قالوا إنهم لا يريدون الانتظار لحين انتهاء مهلة الأسبوعين التي أعلن عنها ترامب يوم الخميس لتقرير ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل في الحرب الإسرائيلية ضد إيران.
وقال مصدر أمني إن قائمة الإسرائيليين الذين شاركوا في المكالمة تضمنت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير.
وذكر المصدران أن الإسرائيليين يعتقدون أنه لا توجد أمامهم سوى مدة زمنية محدودة لاستهداف منشأة فوردو الواقعة تحت الأرض، والتي تُعد درة البرنامج النووي الإيراني. والولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي لديها قنابل خارقة للتحصينات قوية بما يكفي للوصول إلى المنشأة.
وذكرت رويترز اليوم السبت أن الولايات المتحدة بدأت تنقل قاذفات (بي-2) إلى جزيرة جوام في المحيط الهادي، مما يعزز احتمال مشاركتها في أي هجوم بشكل مباشر.
ويمكن تجهيز القاذفة (بي-2) لحمل القنابل الأمريكية (جي.بي.يو-57) زنة 30 ألف رطل المصممة لتدمير أهداف في أعماق الأرض، مثل موقع فوردو.
وقال مصدر مطلع في واشنطن إن إسرائيل أبلغت الإدارة الأمريكية بأنها تعتقد أن مهلة ترامب التي تصل إلى أسبوعين طويلة للغاية، وإن هناك حاجة إلى إجراءات عاجلة.
ولم يوضح المصدر ما إذا كان الإسرائيليون أشاروا إلى هذه النقطة خلال المكالمة رفيعة المستوى.
ونقل المصدران عن نائب الرئيس الأمريكي جيه.دي فانس قوله خلال المكالمة إنه لا ينبغي للولايات المتحدة التدخل مباشرة وألمح إلى أن الإسرائيليين سيجرّون البلاد إلى حرب.
وقال مصدر أمني إن وزير الدفاع بيت هيجسيث شارك أيضا في المكالمة. ولم يتسن لرويترز تحديد هوية المشاركين الآخرين في هذه المكالمة الهاتفية.
وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست في وقت سابق أن مكالمة هاتفية جرت يوم الخميس.
وكشف احتمال قيام الولايات المتحدة بعمل عسكري ضد إيران عن انقسامات في تحالف المؤيدين الذين أوصلوا ترامب إلى السلطة، إذ حثه بعض الأعضاء البارزين في قاعدته على عدم إشراك الولايات المتحدة في حرب جديدة في الشرق الأوسط.
وانتقد فانس مرارا التدخل الأمريكي في صراعات سابقة، بما في ذلك العراق وأفغانستان، لكنه دافع في الآونة الأخيرة عن ترامب ضد المنتقدين الجمهوريين الذين يحثون الإدارة الأمريكية على عدم التدخل في الصراع الإيراني.
ويقول جمهوريون آخرون، منهم حليف ترامب السناتور لينزي جراهام من ولاية ساوث كارولاينا، إنهم يأملون أن يساعد ترامب إسرائيل في تدمير البرنامج النووي الإيراني.
ورغم أنه خاض حملته الانتخابية على وعد بإبعاد الولايات المتحدة عما وصفها بالحروب الخارجية “الغبية”، بدا ترامب مترددا في بعض الأحيان بين الانضمام إلى الهجوم الإسرائيلي على إيران أو التركيز على الجهود الدبلوماسية لإنهاء برنامج طهران النووي. لكن تصريحاته في الأيام القليلة الماضية أصبحت أكثر عدوانية تجاه إيران.
وتصر إيران على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط.
وأحجم البيت الأبيض عن التعليق على هذه الأنباء.
ولم يرد مكتب نتنياهو ولا بعثة إيران لدى الأمم المتحدة على طلب للتعليق حتى الآن.
* تزايد احتمالات شن إسرائيل هجوما على فوردو
لم يستبعد نتنياهو علنا مهاجمة إسرائيل لفوردو بمفردها غير أن المسؤولين لم يقدموا أي تفاصيل حول كيفية تحقيق ذلك.
وقالت أربعة مصادر إن من المرجح الآن بشكل متزايد أن تشن إسرائيل عملية عسكرية منفردة. وقال اثنان من المصادر إن التفوق الجوي الإسرائيلي على معظم الأراضي الإيرانية يجعل العملية أكثر جدوى، وإن كانت لا تزال محفوفة بالمخاطر.
وأضاف أحد المصادر أن الإسرائيليين يشعرون بأن لديهم الدافع وأن وقتهم محدود بالنظر إلى تكاليف الحرب.
وقال المصدر “لا أعتقد أنهم سينتظرون طويلا”.
ولم يتضح ما إذا كانت هذه العملية ستتم بالقصف فقط أم بمشاركة قوات برية، أم كليهما. وقال اثنان من المصادر إن إسرائيل ربما تلجأ لإلحاق أضرار جسيمة بالموقع بدلا من محاولة تدميره بالكامل.
وقال أحد المصادر، دون الخوض في التفاصيل، إن ذلك ربما يعني التركيز على تدمير ما بداخل الموقع بدلا من تدمير الموقع نفسه.
وتكهن بعض المحللين بأن إسرائيل ربما تستخدم قوات خاصة لدخول فوردو وتفجير المنشأة من الداخل.
ووفقا لمصدر مطلع، فإن هناك سيناريو آخر قيد الدراسة هو إسقاط سلسلة من الذخائر بتتابع سريع في محاولة لاختراق الموقع المحصن، على غرار الطريقة التي قتل بها الجيش الإسرائيلي الأمين العام لحزب الله الراحل حسن نصر الله العام الماضي.
وأضاف المصدر أن مثل هذه الضربة ربما يتبعها توغل لقوات خاصة.
وليس من الواضح ما إذا كانت إسرائيل تمتلك ذخائر قوية بما يكفي لاختراق هذه المنشأة المحصنة. ويُعتقد على نطاق واسع بأنه لتحقيق فرصة كبيرة لنجاح هذه العملية، ستكون هناك حاجة لتدخل الولايات المتحدة.
ولكن حتى مع القوة النارية الهائلة لعمل عسكري أمريكي إسرائيلي مشترك، يعتقد خبراء عسكريون ونوويون أن مثل هذه العملية لن تؤدي على الأرجح سوى إلى إعاقة مؤقتة لبرنامج يخشى الغرب أنه يهدف بالفعل إلى إنتاج قنابل ذرية يوما ما، على الرغم من أن إيران تنفي ذلك.